| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

السبت 6/2/ 2010

 

هل وعدوه برئاسة حكومة بعثية مقابل تمديد المعاهدة؟

صائب خليل

فور عودته من زيارته المثيرة للتساؤل إلى واشنطن، قال طارق الهاشمي جواباً على سؤال لـ "الشرق الأوسط" (1) عن السبب وراء تلك الزيارة:

"ـ هي زيارة تلبية لدعوة نائب الرئيس جو بايدن، وقد ناقشنا ملفات عدة مع الرئيس أوباما ونائب الرئيس ووزيرة الخارجية ووزير الدفاع وعدد من السيناتورات."

تصوروا، نائب رئيس عراقي، يستقبله ليس فقط الرئيس أوباما، الذي أغضب رؤساء دول الإتحاد الأوروبي، لأنه اعتذر لانشغاله هذه الأيام حتى عن حضور مؤتمر مقرر معهم، وإنما أيضا معه، نائب الرئيس ووزيرة الخارجية والدفاع، وايضاً عدد من اليسناتورات! وهذا بعد زيارة لنائب الرئيس الأمريكي وجولته النشطة على كل شخصية مهمة، عدا نشاط السفير غير المعتاد! أكل هذا من أجل حق ترشيح بضعة نفرات تريد إعادة حزبٍ، إدعى الأمريكان أنهم خاضوا الحرب وتكبدوا الاف القتلى وكبدوا العراقيين أكثر من مليون قتيل، من أجل إزالته من السلطة في العراق؟ لنكمل ما قاله طارق في مقابلته الصحفية....

" لقد بحثنا ملفات كثيرة ورغبة الإدارة الأميركية في تحويل التركيز من الجانب العسكري إلى الجانب المدني وجدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق وتأهيل القوات العراقية والنظر إلى المستقبل."

"جدولة" و" تأهيل" و"النظر إلى المستقبل"؟ هل يعقل أن يناقش الأمريكان هذه المسائل غير المستعجلة، ومع كل هذا الجمع، مع طارق الهاشمي؟ ولوحده وليس مع فريق متكامل من الدفاع والداخلية والخارجية وربما رئيس الحكومة؟ ولماذا يفعلون ذلك والعراق يوشك أن يقوم بانتخابات ليس معلوماً إن كان الهاشمي سيفوز فيها بمنصب حكومي، أو سيكون في المعارضة فلا يكون هناك أهمية له، أو حتى ربما لا يفوز بشيء؟ لماذا لم ينتظروا النتائج ليتحدثوا مع الشخص الأكيد على الأقل؟ لنكمل مع طارق في نفس جملة حديثه....

"نحن نؤيد انسحابا عاجلا من العراق، ولكن يجب أن يكون انسحابا مسؤولا وبشكل جيد، إذ لا نريد أن نترَك بفراغ أمني، إذ يبدو أن التحدي الأمني حتى هذه اللحظة يتجاوز إمكانية الأجهزة الأمنية العراقية. اتفاقية سحب القوات تلزم الولايات المتحدة بسحب قواتها بنهاية عام 2011، ولكن الولايات المتحدة مع التعاون مع الحكومة العراقية. يجب أن تنظر إلى التحديات الأمنية ويجب أن نستعين بأصدقائنا."

هل أصبح كل شيء واضحاً الآن؟ : ننصبك على رأس حكومة بعثية، بشرط أن تطلب عدم تنفيذ الإنسحاب! وماذا عن كل تلك التأكيدات عن الرغبة الأمريكية بالإنسحاب؟ إنها خير مقدمة لإقناع الناس بأن الحكومة العراقية هي التي أرادت ذلك، وأن الحكومة الأمريكية "وافقت" نزولاً عند رغبتها، ولم تضغط عليها أو تفرض شيئاً. لقد جرى الإتفاق على التفاصيل واتخاذ الإحتياطات اللازمة وحساب الإحتمالات، وهذا يفسر كل هذه الحفاوة والإهتمام وكثرة المستقبلين، وهناك سبعة ملايين استمارة اقتراع اضافية مطبوعة وجاهزة للإستعمال! (2)

(1) http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11392&article=555954&feature
(2) http://www.alrafidayn.com/2009-05-26-22-07-53/9360-2010-02-04-11-12-12.html



6 كانون الأول 2010
 

 

free web counter