| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

السبت 21/8/ 2010

 

خواطر أخرى...

صائب خليل 

الشاعر والكلمات
- "لِمَ تطاوعك الكلمات أيها الشاعر، فتذوب صخورها الصلبة وتتلوى في دروب معانيك بلا مقاومة، فتصنع منها المعجزات؟"
- "أسلط عليها حر صدري ووهج قلبي واحتراق دمي....حتى تلين بين أصابعي"

القارب المثقوب
إنسان العصر الحديث الذي يحيط به القلق....يحس كأنه يعيش في قارب فيه ثقب كبير، يتسرب إليه الماء، والثقة منه، بشكل مستمر.
يشعر أن عليه أن يعمل باستمرار لينزح القلق ليبقى طافياً. أن يحقق كل يوم شيئاً ما يقنعه بأنه على ما يرام وأن عالمه يحتوي مستقبلاً وأملاً...لكي ينقذ نفسه من الغرق في الحزن ...الذي يجلس عند قاعه: الخوف...

قراءة الوجوه في قطار طويل
ناظراً إلى عيون الصاعدين والنازلين في القطار الطويل من بروكسل إلى روتردام.، رحت أتسلى باكتشاف أثر هزائم الإنسان فيهم خلال رحلة العمر...الأحلام التي تخلوا عنها واضطروا لإقاؤها واحدة واحدة، خارج قارب حياتهم المثقل، لكي يتمكن من البقاء طافياً...
بين الحين والآخر ينظر إلي أحدهم، للحظة واحدة ثم يلتفت بعيداً، كأنه لمح أنني اكتشفت خيبات أمله في الحياة مرسومة على تقاطيعه وتجعدات جبهته لكثرة ما تقلص وجهه غضباً أو خوفاً أو حزناً...
لكن تلك العجوز النحيفة النشطة الحركة، تكاد لا تجد في وجهها إلا انتصارات! استطاعت أن تحتفظ في "قاربها"، لظروف مناسبة أو لقوتها الخاصة، بالعديد من "أغراض" الحياة التي لم قرر أكثرنا التخلي عنها. احتفظت بإرادتها لتكون رشيقة وصحيحة الجسم والنفس. صلابتها ووضوح كلماتها حين تتحدث، وحين تطالب بلا تردد ولا توتر في حقها في الجلوس على مقعد وضع شاب حقيبته عليه، وفي التحديق مباشرة في من ينظر إليها.
إمرأة كبيرة أخرى تنافسها على حسدي فتغلبها، فقد احتفظت هذه باسترخاء وجهها وبساطة وجمال ابتسامتها، وبقدرتها للتحدث ببساطة مثيرة للمشاعر مع أي غريب كان في القطار وكأنه كان يسكن جاراً لها أو أحد أعز أقاربها!

الوحدة المخيفة
تذكرت بأني كنت أحلم حلماً غريباً في الليلة الماضية. بأني كنت أسير تحت "قمريتنا" في مزرعتنا التي غرقت مع "عنه"....هذه وأحداث أخرى جمعها الحلم بشكل غريب....أم أن آخر لقطة لم تكن حلماً؟
لو أني كنت أخبرت أحداً عند استيقاضي بما حلمت به، لأمكنني تحديد الفاصل بين الحلم والصحو...الآن لم يعد تمييز الأمر سهلاً!
الهذا تكون الوحدة مخيفة؟

الشجاعة اللازمة للسعادة
كثرما نتصور أننا حزانى، ونجد بالفعل اسباباً وجيهة للحزن، لكننا قد لا نكون سوى خائفين! ليس من السهل أن نكتشف مخاوفنا، فنحن نحب أن نقتنع بأننا لا نخاف، لكن لو نظرت ملياً، ستكتشف بسهولة أن السعادة تحتاج إلى شجاعة. نوع آخر من الشجاعة.
ليس فقط في المواقف الصعبة، بل حتى في حضرة امرأة جميلة مشرقة. يمكن للقلق أن يحرمك السعادة ويحول اللحظات الثمينة في الحياة إلى نوع خفيف من الألم، قد يدفع المرء للهرب منه دون أن يدري...
المقالق التي تمر بنا في حياتنا اليومية قادرة على استئصال فرص السعادة منها، ما لم نمتلك الشجاعة اللازمة للتغلب على قلق الموقف والخوف الكامن في تفاصيله ومعناه ومساره وتربيتنا المتفاعلة معه بكل عقدها.
أن تكون لديك الشجاعة اللازمة، ليس فقط لمواجهة الموقف الصعب، بل أيضاً للتمتع بالموقف الجميل، هل هو الحال معك أيضاً؟

الذي نسي الغناء
تقول يا صديقي رسول حمزتوف: "غن إذا حل الربيع، واحك حكايا إذا جاء الشتاء"، وكنت حكيماً وجميلاً فيما قلت، لكن ماذا عن الذي نسي أن يغني في الربيع؟ هل يغني ولو نشازاً في الشتاء، أم من الأفضل له أن يبتلع الأغاني ويقفز مباشرة إلى حكايا الشتاء؟

نحن العازفون على تايتانك الحياة
في الفلم الشهير "تايتانيك"، لقطة لا تبارح ذاكرتي، أؤلئك العازفين على ظهر السفينة وهي تغور شيئاً فشيئاً. كانوا يعزفون معزوفتهم الأخيرة، لهم ولمن حولهم من الأحبة والمعارف والغرباء أيضاً، قبل أن يبتلع الموت الجليدي الذي يفغر فاه، الجميع...
أي تعبير عن شجاعة إنسانية أسطورية ورائعة!
لكن السنا جميعاً نعزف لنا ولمن حولنا على ظهر سفينة الحياة التي تغرق بنا؟...السنا جميعاً، أبناء البشر، شجعاناً أسطوريين، بمعنى ما؟
 

21 آب 2010
 

free web counter