نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

فنون

 

 

 

السبت 23/9/ 2006

 

 

 فصول من تاريخ المسرح العراقي
(
الفصل
الثامن عشر )

( بغداد والمسرح الوافد اليها بقوه 1920 - 1930 )


لطيف حسن

latif@webspeed.dk


كانت ولاية بغداد في بداية القرن التاسع عشر غير مهيأه تماما لااستقبال نبتة المسرح الوافد ، الذي شق طريقه الى الموصل عبر المبشرين الفرنسيين ، فولاية بغداد آنذاك اقرب الى الريف والقريه الكبيره في مواصفاتها، منها من المدينه بمفهومها الحديث ، مدينه تعيش في ايام القرون الوسطى بمعنى الكلمه ، ولم يكن تعداد نفوس العراق في ذلك الوقت بما فيها بغداد يتجاوز المليون ونصف المليون نسمه ، ولولا وجود صرايا الوالي والاداره العثمانيه ومعسكرات الجندرمه والعسكر وبقاياعمران العصر العباسي والعصور الاسبق، ومراقد تاريخيه لبعض أئمة المسلمين التي كان يتقاطر لزيارتها المسلمين من كافة انحاء العالم ، واضافات الابنيه الحكوميه ذات الطراز العثماني ، وحركة التجار ، لما بدت بغداد في مظهرها كمدينه عريقه ، او مركز اكبر الولايات العراقيه بسبب الاهمال الواضح لها منذ الغزو التتري .

لم تعرف بغداد حتى اواسط القرن التاسع عشر أي صناعه ، بمعنى صناعه حديثه ، عدا بعض دكاكين وورش الحرفيين، اشهرها دباغة الجلود ، وحياكة البسط والسجاد والعباءات الصوفيه ، والفخار والزجاج ، ومعامل شوي آجر البناء ، هذه المؤسسات التي كانت تضفي على بغداد صفة المدينه وتفرز وتقسم سكانهاالى شرائح وطبقات متنوعه ، كان اكبرها مجاميع المزارعين الاميين .

وكانت المتطلبات المعيشيه للعائله العراقيه بسيطه جدا كما في الريف ، تكاد ان تعتمد تماما على الاكتفاء البيتي الذاتي ، وكانت تؤمن مأؤنتها سنويا لمره واحده من المحاصيل الزراعيه التي كانت تزرع بعضها بنفسها و تشتري الباقي من السوق ، في احيان كثيره بالمقايضه بدلا من تداول النقد ، وكان من اهم المواد التي كان العراقي يهتم بتوفيرها بكميات كافيه تحوطا لعاديات الدهر وماكانت اكثرها ، من شحة المواد في المواسم الزراعيه السيئه ، كتعرض الحقول الزراعيه لموجات الجراد والفياضانات وغيرها من الازمات والكوارث العامه ، وحسب امكانات العائله ، هي الطحين والتمر والرز والبرغل والزبيب والدبس ،والدهن ( الزبده المموعه ) و يأتي بعد هذه المواد من حيث الاهميه ، الكشك والحمص والعدس والبقوليات المجففه الاخرى ، وكان كل بيت يمتلك تنورا، تستعمله ربة البيت لصنع خبزالعائله .

كانت بغداد ببساطه عباره عن ريف شاسع من بساتين النخيل التي تزرع في ظلها الحمضيات والخضار وبعض اشجار الفواكه ، وكانت تسقى من ضفاف دجله بسواقي وقنوات الري المتفرعة منها ، و تتوزع المستنقعات الاسنه الكبيره في كل مكان مكشوف، تربى وترعى فيها الجواميس والابقار، كانت عادات البداوه هي الغالبه على السكان ، وهي التي كانت تحكم العلاقات والسلوك الاجتماعي للفرد البغدادي ، بتأثير الجذور والعلاقه الثقافيه الوثيقه التي كانت تربطه بقوه بالجزيره العربيه منذ الفتح الاسلامي للعراق ، ساعد في ذلك حدوده الصحراويه الواسعه المفتوحة معها التي كان من شأن هذا الوضع ، ان ادامت استمرارهبوب موجات واعاصير المد البدوي عليها ، وكانت اخلاق البداوه في صراع مستمرمع اخلاق المدينه ، يأخذ احيانا شكلا تخريبيا و دمويا مع العادات الحضريه والتقاليد الفارسيه المتجذره منذ ماقبل دخول الاسلام وتعززت اكثر في الفتره العباسيه ، ثم بعدها في الفتره الصفويه .

وكان المجتمع البغدادي الاسلامي يؤمن بقوه بشفاعة الرسل والاولياء ، وكان منقسما على نفسه بشكل حاد مذهبيا، الى مذهب السنه الموالي للعثمانيين ، وكان شفيعهم في الملمات الرسول والصحابه ، والى غالبيه شيعيه ولائها لايران ، وشفيعهم عند الملمات علي ابن طالب وآل البيت ، وكانت هذه الطائفه مضطهده على الدوام من قبل العثمانيين.

وكانت بغداد تتكون من عدد من المحلات الشعبيه المغلقه على نفسها ، لها وجهائها و مختارها وحماماتها العموميه وسقاتها ( الذين ينقلون بالاجره مياه الشرب من دجله بالقرب الجلديه الى البيوت) ومقاهيها وحماتها من( الشقاواة) .

ولم تكن في بغداد شوارع معبده تذكر عدا شارع وحيد هو شارع الرشيد الذي يحاذي نهر دجله من جهة الرصافه بدءا من الباب الشرقي وينتهي عند باب المعظم ، حيث يقع الميدان مركز المدينه آنذاك .

ولم يكن التنقل بين اطراف بغداد مأموناعبر بساتينها الكثيفه ، لكثرة العصاة و قطاع الطرق والسلابه ، وكانت المدينه تنام مع غروب الشمس ، ولا يبقى في الحانات والمقاهي حتى الساعه الثامنه او التاسعه بعد غروب الشمس في اقصى حد ، الا من بعض الرجال واشقياء المحلات والعسس .

في هكذا وضع اجتماعي يتميز بالفوضى وفقدان الامان وعدم الاستقرار في بغداد القرن التاسع عشر، المدينه شبه الريف تحكم ناسها عادات البداوه والقوه والريبه من الآخر ، والولاءات المذهبيه والعشائريه ، والمبتلاة بالصراعات فيما بينها ، وتعرضها لموجات الامراض الوبائيه كالطاعون والحمى الصفراء التي كانت تتناوب بأنتظام على المدينه في كل عشرة سنوات مره تقريبا، وكوارث اخرى كفياضانات دجله التي لاترحم ، لاتشجع شروطها الموضوعيه على قيام المسرح او تقبل فكرة المسرح الوافد بسهوله ، الذي هو نتاج المدينه المستقره ، و مناخ المجتمع الحضري والتفكير الحر.

لم تدخل المدنيه الحديثه والمكننه الصناعيه بغداد كما هو معروف ، الا بعد منتصف القرن التاسع عشر ، لتوقظها من سبات القرون الوسطى ، عندما بدأت السفن البخاريه لشركة ( بيت اللنج) تمخر في مياه دجله في عام 1858، وترتفع من ضفافها اصوات محركات ( ماطورات السقي ) تنفث دخانها بشكل مخيف في الفضاء ، خلق حولها السكان الاساطير والخرافات المرعبه ، ثم جاء بناء اول مستشفى (خستخانة الغرباء ) مستشفى المجيديه عام 1872 ، ونصبت اعمدة التلغراف لاول مره لتربط بغداد بالموصل عام 1861 ، ثم قامت شركه بريطانيه بمهام نقل البريد في عام 1868 ، وتيسرت وسائط النقل العامه بتوفير عربات تسير على السكه الحديديه وتجرها الخيول في عام 1870 ، ثم صدرت اول جريدة عراقيه (الزوراء) مع افتتاح اول مطبعه حجريه ، مع هذا التحديث المدني الضروري وماتلاه من فتح المدارس الحديثه ، تشكلت الارضيه الملائمه تقريبا ، لطرح فكرة المسرح التي نقلها بعض الشباب المثقف المتمرد الى بغداد ، بعد ان سبق لهذا الشباب ان شاهد بعض عروضها في مصر وسوريا والاستانه .

ان هذا الوصف لبغداد وحياتها الاجتماعيه في بدايات القرن التاسع عشر ، لايعني ان بغداد لم تكن تتمتع بمواصفات المدينه المستقره والمزدهره في يوم من الايام ، بل العكس هو الصحيح ، يشهد ناريخها المديد منذ ان بناها ابو جعفر المنصور ، ان الحضاره الاسلاميه نمت واينعت وتجذرت في هذه العاصمه الاسلاميه الدائريه، وتحولت في الفتره العباسيه الى مركز مهم للتقافه و الادب والشعر والغناء والموسيقى والفنون وعلوم الفلك والطب والكيمياء وفنون العماره، مع ذلك نلاحظ انه لم يظهر فيها مسرح ، ولم تأخذ و تنقل اليها المسرح من حضارات الاقوام الاخرى في فترة تفاعلها مع الاخر وازدهارها هذا ، كما نقلت عنها وترجمت منها باقي العلوم الانسانيه والفلسفه وطورتها ، وخلقت من هذه العناصر الحضاره الاسلاميه ، فلماذا اهملت واسقطت من ما اخذت من الحضارت الاخرى فن المسرح ،...؟

الجواب هو ان الاستقرار والامان والمجتمع المدني كان لهما دورهما المهم في نشوء المسرح في العالم، ولكنه لم يكن مؤثراعندنا في البلدان الاسلاميه، اذ كان الدور الاكبر في تجاهلنا وعرقلة نشوء فن المسرح عندنا ، يعزى الى تعاليم وايدولوجيا الاسلام ، وتفسيراتها المختلفه لهذا الفن الجديد الذي لم بعرفه او يألفه البدوي ، ( بيئة الاسلام الاولى) فالاسلام في بداياته كان متشددا تجاه الفنون التشخيصيه المختلفه ، بسبب ظروف وعادات المحيط الجاهلي الذي انبثق منه توا الاسلام ، كان يحرم النحت و رسم البشر، لئلا تتحول الى اصنام شفيعه جديده ، تحل محل الاصنام التي حطمت و تعبد من بعد الله مجددا ، وتمنع نظم الشعر الحسي الوجداني ، لكي لا يلهوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن ( الشعراء يتبعهم الغاوون ) ، ومحاكات سلوك البشر( التمثيل ) ، التي هي من السفاهات التي نهانا الله عن اتيانها ، و حرم كل ما يتعلق بتقليد اعادة خلق ماكان قد سبق وان خلقه الله والتشبه بقدراته تعالى، وهذا غير جائز في الدين الجديد وهو نوع من المروق والكفر بالدين الحنيف .

كان لابد من انتظار أفول الايام الداكنة الظلام للقرن التاسع عشر، وبزوغ القرن العشرين لتخطو بغداد خطواتها الواثقه في درب المدنيه الحديثه وتنفتح على العالم ، وتتمكن من احتضان اول مسرحيه في تاريخها ( المنذر بن النعمان ) في جو ثوري ، سنة 1920 ، التي اشرف عليها شباب ثورة العشرين ، وخصص ريعها لدعم الثوره ، ونشطت في نفس الوقت هذا ، مع تفتح وتجدد العقل العراقي في مدارسها الحديثه التي تأسست آنذاك في مجال المسرح المدرسي بتقديم المواضيع التاريخيه ، ليس بعيدا عن تأثيرات حركة التحرر الوطني، المسرحيات التي تمجد وقائع العرب الاوائل الشهيره ، وتذكي فيهم روح التمرد والتحدي للمحتل الانكليزي ، ومعظم هذه المسرحيات كانت معده من المرويات والتراث العربي الاسلامي ، من قبل المثقفين من المعلمين المنخرطين سياسيا في حركة التحرر والاستقلال والانبعاث القومي لتأكيد الهويه الوطنيه والذات العرافيه الجديده التي كانت مغيبه طوال ايام العهد العثماني ، يشير قاسم الخطاط في جريدة ( العرب ) عدد يوم 15/4/1964 الى مسرحية النعمان ابن المنذر ، تاليف نوري فتاح ( وهي ليست كما يبدو من وجهة نظره مسرحية المنذر النعمان - للبصير - التي قدمت في 1920 ) .

يقول الخطاط (.. واذا بنوري فتاح يحدثني عن فرقه مسرحيه انشأها في بغداد بالاشتراك مع مجموعه من اخوانه عام 1919 , وفي تلك السنه قدمت مسرحيته ( النعمان ابن المنذر ) على مسرح سينما (اولومبيا) التي كانت تقع في شارع الرشيد في المكان الذي كان يوجد فيه محل ( صبري طعيمه ) وقد مثل شخصية كسرى انوشيروان في تلك المسرحيه الاستاذ قاسم العلوي المحامي )

ويشكك احمد فياض المفرجي بدقة رواية نوري فتاح حول تاريخ التقديم في 1919 ، ويرجح انها قد قدمت بعد عام 1920 ، وهي نفسها مسرحية البصير ( المنذر ابن النعمان ) .

بعد مسرحية ( المنذر ابن النعمان ) ، قدمت المدرسه الجعفريه مسرحية فتح الاندلس على يد طارق بين زياد ) وذلك في عام 1921 .

وبعدها بعام شكل خالص ملا حمادي ( الفرقه العربيه للتمثيل)1922 ، من خيرة هواة المسرح من الشباب المتعلم ، ولاقت الفرقه نجاحا كبيرا ، دفعها ان تقوم باكثر من جوله الى الالويه العراقيه ، وكانت لجولات هذه الفرقه والفرق الاخرى الفضل الكبير في نشر الوعي المسرحي الراقي لدى الشباب العراقي في الالويه ( المحافظات ) والذي كان يتهيب العمل في مجال المسرح آنذاك ، وظلت الفرقه تعمل لوحدها في الساحه الى سنة 1924 .

في سنة 1924 تأسست في مدرسة التفيض الاهليه ، لجنه للتمثيل والخطابه ، برئاسة عبدالوهاب العاني الذي تربى على يديه الجيل الاول من الرواد بناة المسرح العراقي ، حقي الشبلي ويحيى فائق وعبدالله العزاوي وعزيز علي ، والاخرين من الرواد الاوائل .

الى جانب نشاطات مدرسة ( الاليانس ) اليهوديه التي كانت قد تأسست منذ عام 1865 ، ثم تأسست في عام 1909 المدرسه الثانيه لليهود ( فرانك عيني) التي كانت تقدم مسرحياتهما باللغه الانكليزيه واللغه العبريه .

ولم يكن جمهور هذه الفرق المسرحيه المدرسيه آنذاك مقتصرا على الطلاب وذويهم ، بل كانت عروضا عامه مفتوحه يحضرها كل الناس ، وكانت بهذه الطريقه تقوم مقام الفرق المسرحيه التي لم يكن لها وجود حتى ذلك التاريخ والتي كانت في طور التشكيل ، وتمهد الارضيه لظهورها فيما بعد ، او بالاحرى ظهور فرقة حقي الشبلي ( الفرقه التمثيليه الوطنيه ) 1927 ، التي اصبح لها شأن كبير فيما بعد في تجذير المسرح الحديث ونشره في العراق.

وقد واصل المسرح المدرسي نشاطه الى جانب الفرق المسرحيه بعد ان تشكلت ، تحت واجهة مايسمى باللجان المسرحيه ، او لجان الخطابه ، المنتشره في كل المدارس المهمه في بغداد والمحافظات ،

ومن الجدير بالذكر ان هذه الفرق لم تكن محترفه ، حتى ظهور (الفرقه التمثيليه الوطنيه ) التي كانت تصرف الرواتب للممثلين الوافدين من المصرين فقط ، من اللذين تعاقدت معهم للعمل فيها ،

وكانت هذه الفرق تمول من قبل اعضائها ذاتيا من الذين كانت لديهم وظائف واعمال اخرى يعتاشون منها ، او من اعانات بعض الجهات و الجمعيات المستفيده من نشاطات الفرقه ، وكانت عائدات عروضها تقدم كتبرعات لدعم ثورة العشرين مثلا ، او الى متضرري كوارث فياضانات دجله والفرات ، او الى دور الايتام .

وكانت هذه الفرق تعمل في ظروف صعبه جدا ، اذ لم تكن هناك آنذاك قاعات للمسرح واجهزة اناره وغيرها من لوازم المسرح في بغداد او في المحافظات الاخرى ، وكانوا يستخدمون قاعات بعض المدارس وهي بدائيه اصلا ، او يستأجرون قاعات دور السينما بعد ان بني عدد منها في بغداد ، واكثرها دور عرض صيفيه ، او يقيمون عروضهم في الفسحات التي يسيجوها بالحصران ويبنون عليها مسرحهم الطيني خصيصا للمسرحيه ، ثم يزيلونها بعد انتهاء العمل.

ان الانتعاش الذي شهدته الحركه المسرحيه في العراق في هذه الفتره ، شجعت الصحفي الساخر نوري ثابت ان يشكل ( فرقة دار المعلمين للتمثيل ) في عام 1924 وكانت تقدم مسرحياتهاعلى مسرح الاعداديه المركزيه و مسرح سينما ( رويال ) .


الصحفي الساخر نوري ثابت - في عام 1924كان يشرف على ( فرقة دار المعلمين للتمثيل )

وكانت فرقة نوري ثابت تلقى تشجيعا ورعايه واحتضانا ملحوضا من قبل المسؤولين، لربما للمكانه الاجتماعيه المتميزه التي كان يحضى بها نوري ثابت ، ففي احد عروض احدى مسرحياته، مسرحية ( الصراف روبين ) التي قدمت في النادي العسكري ، وتذكر الصحف انه قد حضرها تكريما لنوري ثابت، الفريق جعفر العسكري .

الى جانب ما كانت تلقاه مسرحياته عادة من اقبال جماهيري واسع ، بسبب الكوميديه وما تحويه من النقد الاجتماعي اللاذع الجريء ، وكان يكتبها بنفس اسلوب كتاباته الساخره التي ينشرها في صحيفته ويوقعها بأسم ( حبزبوز ).

تشكلت ( الفرقه التمثيليه الوطنيه ) في سنة 1927 من مجموعه من الشباب برئاسة حقي الشبلي ، ومن المرجح انها قد تشكلت من نواة لجنه تمثيل مدرسيه ( مدرسة التفيض) ، التي كانت تضم عددا من طلابها الموهبين ، فالى جانب حقي الشبلي ، كان يحيى فايق ، وعبود الشالجي ، واحمد حقي الحلي ، وعبدالمجيد الخطيب ، وعثمان الشيخ سعيد ، وصبري ذويبي ، وناصر عوني ، وفاضل عباس ، ومحي الدين محمد ، وعبدالله العزاوي ، وسليم بطي ، وعزيز على ، والياهو سميره ، وفوزي الامين ، وحسقيل قطان ، واوكست مرمجي ، وعزة دانو ، وزهدي علي ، وابراهيم عبداللطيف ، ولويس ناصر ، وعبداللطيف داوود ، وعزة عوني ، ويوسف نقاش ، ونديم محمود ، وعبدالهادي صالح ، وعبدالمنعم الدروبي ، وعبدالحميد الدروبي ، و يضاف الى الفرقه بعد تشكلهافيما بعد ، العنصر النسائي الوحيد ، الرائده مديحه سعيد .

من اهم المسرحيات التي قدمتها الفرقه في فتره العشرينات من القرن الماضي ، ( جزاء الشهامه ) و( البرج الهائل ) و( يوليوس قيصر ) و( الحاكم بامره ) و( لولا المحامي ) و( قاتل اخيه ) و( هملت ) والمسرحيه الاخيره الوحيده التي لم تكن من اخراج حقي الشبلي وكانت من اخراج صبري الذويبي في عام 1928 و( السلطان عبد الحميد ).

من اهم الحطوات التي قامت بها ( الفرقه التمثيليه الوطنيه ) بعد تشكيلها ، هي رحلاتها الفنيه الى محافظات العراق الاخرى التي كان لها الاثر الكبير في نشر الحركه المسرحيه بين شباب هذه المحافظات ، وابتداءا من عام 1928 بدءا من جنوب العراق ، بعد سفرحقي الشبلي الى مصر برفقة فاطمه رشدي ، انشطرت( الفرقه التمثيليه الوطنيه ) الى شطرين ، وتشكلت منها فرقتين ، الفرقه الاولى برئاسة عزيز علي تحت نفس الاسم القديم ( الفرقه التمثيبيه الوطنيه ) وامتداد لها، و الفرقه الثانيه برئاسة محي الدين محمد ، وتحت اسم ( الفرقه العصريه ) .

وبقيت الفرقتان تعملان بشكل منفصل عن بعض حتى عام 1930 ، اذ اعاد بعدها حقي الشبلي من مصر ووحد الفرقتين مجددا في فرقه واحده حملت اسمه ( فرقة حقي الشبلي ).

وفي عام 1929 ، تشكلت فرقتين جديدتين مهمتين، الاولى ( الفرقه التمثيليه ) برئاسة صبري شكوري والثانيه ( جمعية أحياء الفن ) برئاسة كمال عاكف ، ان انتعاش الحركه المسرحيه في العشرينات ، والنجاح الذي كانت تحققه ، شجع العديد من الفرق المسرحيه المصريه ، على ان تقوم بجولات فنيه عديده في بغداد والمحافظات الاخرى ، ابرز هذه الفرق ( فرقة عزيز عيد وزوجته فاطمه رشدي ) وتعلم الرواد الاوائل من هذه الفرق الزائره الكثير من اصول المسرح الكلاسيكي على الطريقه المصريه الذين ظل الرواد الاوائل اوفياء فيما بعد لهذا المنهج حتى تخرج الوجبه الاولى من طلاب معهد الفنون الجميله عام 1940 ، وتحولت الفرق المسرحيه العراقيه ( لاسيما الفرقه التمثيليه الوطنيه ) الى مركز جذب ، لفت حولها خيرة نجوم المسرح المصري آنذاك ، و الذين عملوا فيها لعدة مواسم ، من امثال يشاره واكيم ، وعبداللطيف المصري ، ونوري الدين المصري ، و عبد الغني محمد ، ومحمد المغربي مع زوجته ، وعبدالحميد البدري ، وما ان جاء عام 1930 حتى دخل المسرح العراقي بهذه المقدمات القويه ، عصره الذهبي الذي استمر حتى الاربعينات من القرن الماضي .


1- جريدة ( العرب ) البغداديه / الصفحه الثالثه / عدد يوم الخميس في 16 /4/1964 .
2- الحركه المسرحيه في العراق - احمد فياض المفرجي.
3- اربعة فرون من تاريخ العراق الحديث - ستيفن همسلي - ترجمة جعفر الخياط - بغداد 1960 .
4- بغداد مدينة السلام - ريجارد كوك - ترجمة مصطفى جواد فؤاد جميل - بغداد 1967
5- دراسه في طبيعة المجتمع العراقي - علي الوردي - بغداد 1965
6- بغداد القديمه - عبدالكريم العلاف - بغداد 1960