| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

فنون

 

 

 

الأثنين 4/6/ 2007

 

 

 
الإبداع اللحني في الأغنية الشعبية العربية في العراق

(1-3)
 

حميد البصري

مقدمة : قبل الدخول في صلب الموضوع ، من المفيد استعراض مختصر لجوانب لها علاقة به . تعريف الأغنية الشعبية : هي اغنية متوارثة ، بعضها مجهول النسب والآخر ابدعها فرد ثم ذابت في التراث الشعبي الشفاهي للمجتمع .
المحاولات الأولى في مجال جمع ودراسة الأغنية الشعبية بدأت في انكلترا عام 1670 م من قبل ( ماك فرسون ) . عام 1787 م ، قام الكاتب الألماني ( هردر ) بجمع الأغاني الشعبية الألمانية في كتابه ( اصوات الشعوب في الأغاني ) . عام 1870 م ، جمع العالم الروسي ( نبراش ) الأغاني الروسية . ثم توالت المحاولات الأخرى في روسيا وفرنسا .
في الوطن العربي ، بدأ الاهتمام بهذا الموضوع أوائل القرن العشرين ، وأهم الكتب التي صدرت مكرسة لدراسة الأغنية الشعبية هي :
• الفولكلور الغنائي عند العرب / نسيب الاختيار في سوريا .
• الأغنية الشعبية / د. أحمد مرسي في مصر .
• الأغاني الشعبية / عبدالرزاق الحسني والطرب عند العرب / عبدالكريم العلاف في العراق . لكن معظم تلك الكتب والدراسات ، إن لم أقل كلها ، اهتمت بالنصوص الأدبية للأغاني دون التطرق الى الألحان .
خصائص الأغنية الشعبية : تباينت وجهات نظر الباحثين في تثبيت صفات الأغنية الشعبية وفصلها عن الأغنية الفولكلورية بسبب التداخل والتشابه الكبير بين الاثنين . فالفولكلور كلمة انكليزية ، أول من صاغ هذا المصطلح هو ( وليم توفر ) الانكليزي عام 1845 م ، ومعناها ( حكمة الشعب ) . لكن مجمع اللغة العربية أقر اصطلاح ( المأثورات الشعبية ) بدلاً من الفولكلور . وبذلك اصبحت كلمة ( الأغنية الشعبية ) مرادفة أو بديلاً للفولكلور . ومن خصائص الفولكلور :
1 – الجهل بالمؤلف . بعض الباحثين ينفون ذلك قائلين أن الأغنية نتاج فرد من أبناء المجتمع ، لكن صياغته لها بالاعتماد على الذوق الجماعي أو أن المجتمع قد امتلكها وعدّل فيها بما ينسجم ومزاجه واحاسيسه ومشاعره .
2 – العراقة في الأغنية . أي صورة للتعامل اليومي مع مجموعة القيم والعادات والسلوك والتقاليد في المجتمع .
3 – الارتجال والمشافهة .
4 – الطابع الميلودرامي . أي أن مزاجها ليس فرحاً في أغلب الأحيان بسبب تأثرها بالعامل الاقتصادي والسياسي والتاريخي .
5 – اللافنية في الأغنية . يؤكد بعض الباحثين أن الأغنية الشعبية صنعة مثقفة وليست فطرية كما هي الأغنية الفولكلورية .
تعتمد الأغنية الشعبية العربية في العراق بشكل عام على شعر الدارمي الذي يكون وزنه :
مستفعلن فعلان مستفعلاتن
مستفعلن فعلان مستفعلاتن
والداري له تسميات عدة . ففي بغداد ( الغناء ) وفي النجف ( الموشح ) وفي منطقة الفرات والجنوب ( الدارمي ) وفي الحلة وكربلاء وبعض مناطق الجنوب وميسان ( نظم البنات ) وفي القادسية وبعض مناطق الجنوب الأخرى ( النثر الشعبي ) . كما يرد اسم ( الدوبيت ) على لسان بعض الباحثين . الا أن كلمة ( الدارمي ) هي أقدم الأسماء وأكثرها التصاقاً به واستدلالاً عليه . ويرجع الباحثون كلمة الدارمي الى :
1 – مأخوذة من ( الدرم ) . والدردمة في المصطلح الشعبي تعني حالات انفعالية يظل فيها الفرد صامتاً متأثراً أو متحدثا ًمع نفسه بغضب وألم .
2 – كان لأحد الشعراء حبيبة اسمها ( مي ) وكان شعره موجه الى ديارها فكانت كلمة ( دارمي ) .
3 – منسوبة الى قبيلة ( دارم ) . والدوارم من عشائر الجنوب ، وهي في رأيي أقرب التفسيرات لحقيقة الكلمة .
والآن نعود لموضوعنا الذي يشرح الأساليب المتنوعة التي أبدع فيها الملحن العراقي بالتعامل مع النص الشعري وخاصة ( الدارمي ) كتقديم عجز البيت على صدره أو إضافة مفردات من عنده ، بعضها له ارتباط بمعنى بيت الدارمي وبعضها الآخرخارج المعنى . وهذه نماذج من ذلك . ( ستكون الكلمات أو المفردات المضافة مكتوبة بحروف واضحة تختلف عن النص الأصلي ).
1– اضافة كلمة واحدة :
دشداشة صبغ النيل    كومي بطركها       هلو     والكذلة ست طيات        ماندل فركها     هلو
يا بابا خذني وياك     ساعة ماكدر بلياك    هلو    تواعدني جا وين الكاك    روحي العزيزة تفداك     هلو
___________________
 
خنجر بابه خنجر       خنجر واسرد الروح      يا بابه      جا وشلي بيها        جنب جنب
جنب بابه جنب         جنب للمهيلات             يا بابه      شعر العليها