| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

فنون

 

 

 

الجمعة 2/3/ 2007

 

 

فلم ـ جلجامش 21 ـ للمخرج العراقي طارق هاشم
حكاية العراقي التائه في وطنه والمنفى


سلام إبراهيم

عرض الفلم التسجيلي ـ كلكامش 21 ـ للفنان العراقي ـ طارق هاشم ـ مساء 27 ـ 2 ـ 2004 في قاعة ـ النور آله ـ بكوبنهاكن ـ بحضور نخبة من المهتمين بالثقافة، سبق العرض كلمة قدمها المخرج بإختصار، وأعقب الفلم حوار مفتوح!. أدناه قراءة مشاهدة أولى للنص البصري التسجيلي :
وجدت بنص ـ جلجامش 21 ـ إمتدادا لجهد المخرج في عرض رؤيته لما يجري في مدينة طفولته الدامية ـ بغداد ـ فبعد أن صور في شريط وثائقي تسجيلي فاز بجوائز عدة رحلة عودته إلى بغداد بعد غياب أكثر من عشرين عاما ـ 16 ساعة في بغداد ـ رصد فيه الأوضاع بعين ترجمت رؤيته الفكرية والفنية التي عرضت للفوضى التي أحدثها الأحتلال عقب سقوط الدكتاتور، يعود في هذا النص ليعرض رؤيته لتداعيات سنوات الأحتلال الأربع وما وصلت الأمور من تدهور حوّلَ ـ بغداد ـ و ـ العراق ـ إلى بلد الموت اليومي والمجاني والذي يبدو أحيانا يشبه العبث تماما لما يفجر إنتحاري نفسه وسط سوق مكتظ بالمتسوقين العراقيين!.
هذا المشهد المكرر والمرعب، حاول ـ طارق هاشم ـ إلقاء الضوء عليه بطريقة مبتكرة من خلال توظيف الأجهزة الحديثة من ـ الكمبيوتر ـ والتصوير المتزامن لشخصيتين واحدة في بغداد والثانية في كوبنهاكن.
فكرة النص أرتكزت على فكرة محاولة القيام بتمرين مسرحي بين ممثلين على نص يدور حول أسطورة جلجامش من خلال التواصل عبر الماسنجر. المسرحية المزمع التدريب عليها ناسبت بنية نص الفلم البصري وأضفت على النص التسجيلي المباشر بعدا رمزيا،فقد أسند ـ طارق ـ لنفسه دور ـ جلجامش ـ وأعطى للشخصية الثانية ـ باسم الحجار ـ وهو ممثل مسرحي شاب طموح يعيش في بغداد دور ـ أنكيدو ـ. هذا الأطار العام لفكرة النص مناسب جدا، فكلكامش هو الملك ثلثه إله والذي قهر الموت ومات حتف أنفه ـ وهذا يناسب إلى حد كبير وضع طارق هاشم ـ الذي يعيش في ـ كوبنهاكن ـ عاصمة الرفاهية حيث لا خطر يتهدد وجود الشخصية بل بالعكس ثمة ضجر وشعور بالوحدة والنفي، حالة الإغتراب هذه هي حالة وجودية عميقة تقف خلف عظمة نص ـ جلجامش ـ الذي أفزعه الموت وجعله يتساءل تلك الأسئلة الخالدة أمام سره العصي أبدا على العقل البشري رغم كل التطورات، إذ يبقى السؤال، عماذا يحدث خلف ذلك الباب المعتم قائما منذ فجر البشرية حتى الآن، فجلجامش بقى دون قلق من موت مباغت بل كان ملكا فعل كل شيء وعمرَّ وبقى ضجرا حتى جاءه وهذا يطابق حال ـ طارق ـ وحالنا أيضا (المنفي العراقي). بينما يمثل ـ أنكيدو ـ القادم من البرية وكأنه البدوي العربي الصحراوي الزاحف نحو أرض السواد مع فجر الأسلام، والمناسب جدا لوضع الممثل ـ باسم الحجار ـ وهو الباقي في بغداد في وضع يتأمر عليه الجميع كونه فنانا وحميما وصديقا ومحبا إذ يصرح في حوارات النص بأنه لم يصعد المسرح سوى مرة واحدة عقب سقوط الصنم وقدوم الأحتلال، كونه يمثل العراقي الحقيقي البعيد كل البعد عن النزعات الطائفية التي أستيقظت بعد الاحتلال، فهو سني متزوج من شيعية، هددوه كي يطلق زوجته وإلا قتل، يعني ذلك أنه يعيش في منطقة يسيطر عليها مسلحو القوي السنية المتطرفة، فيضطر إلى الأختفاء في أمكنة أخرى منها يصور النص لأنه يرفض هذا الإنمساخ التي يسحق أدميته، يعني ذلك بمنطق النص البصري ـ الفلم ـ هو المعادل المعاصر والواقعي في اللحظة الراهنة لأنكيدو الأسطوري، فذاك مهدد من مجلس الألهة لأنه داس قوانينها وقتل الثور السماوي، وهذا ـ باسم ـ رفض منطق آلهة القتل الغامضة في العراق التي غيبته أولا كفنان وحاولت مسخه كإنسان من خلال التدخل بأكثر العلاقات الإنسانية حميمية إلا وهي العلاقة الزوجية، وهو مهدد حقا في النص وخارجه وإلى هذه اللحظة بموت مباغت مقصود ـ إغتيال ـ أو صدفة بسيارة مفخخة أو برصاص المحتل أو مسلحي المليشيات.
أفضت قليلا في هذا الأمر لسبب بسيط هو أن المشاهد غير العارف، قد يجد بهذا الإطار ( ـ أقصد المشاهد المسرحية التي ترصع النص مثل شذرات من عقيق لما ينهض ـ طارق ـ في الدنمارك صارخا بحوارات ـ جلجامش ـ أو ـ باسم ـ في بغداد مرددا كلمات أنكيدو ـ ) في علاقته بالحوارت الواقعية اليومية التي تشكل العمود الفقري لدراما النص البصري إفتعالاً أو بطرا لا يتناسب مع عنف وفظاعة الواقع الجديد. وهذا أيضا أنتبه إليه مخرج الفلم فجعل العراقي في بغداد ـ باسم ـ يقول بمرارة:
ـ هي مشكلة الثور السماوي لو بس الثور السماوي جا كتلناه وخلصنا!.
في دفقة فكرة وضوء يجعل من الأسطورة الخالدة شيئا بدائيا لرموز الشر والخير لما يحدث الآن حيث صار الشر غولا وكأن ـ باسم ـ يعيد صياغة قصيدة صغيرة لطارق ياسين الشاعر العامي العراقي الذي مات وعمره لا يتجاوز الثامنة والثلاثين:
كالوا من القديم فارة فلشت سد
صفن لحظة.. وتأملت معنى الشر
شفت ما له فد حدْ
إذا كان الشر بكد الفارة يفلش سد
لعد أشلون لو صار الشر بكد السد
هذا بالضبط ما نطق به ـ باسم ـ أنكيدو بغداد المعاصر!.
المشكلة أعمق فيها تفاصيل سنقع عليها قليلا.. قليلا فالفلم يشاد خطوة.. خطوة مثل بناء ينهض ببطئ ليكتمل مع أخر مشهد.
من أخفى أسرار الإبداع أن يصنع الفنان من مجرى الحياة المنحدرة في زمنها الأبدي شيئا يثير فيك أحاسيسا عنيفة كأن تبكي بعمق وألم أو تضحك من نكد الدنيا. وهذا بالضبط ما صارَّ معي في اللحظات التي تابعت فيها الفلم. كنت أجلس على كرسِ متطرف، وكان الضوء الفاضح القادم من البار يزعجني ويشتت تركيزي، فقمت من مكاني ورميت بصري مع إنطفاء الأنوار محاولا العثور على كرسي فارغ في المقدمة. فهمس لي ـ طارق النازل توا من تقديمه:
ـ هنالك مكان في الصف الأول!.
بدا المشهد الأول عاديا جدا ـ طارق هاشم ـ يجلس في شقته الوثيرة في كوبنهاجن وبجواره كلب أسود ضخم بدا مرفها ومنفعلا وقريبا لما يفعله هاشم، يتصل عبر الماسنجر بـ ـ باسم الحجار ـ في بغداد الذي بدا بائسا فهو نحيف حقا لما تعرى في إحدى المشاهد وتمدد على أريكة. ومن هنا يبدأ الحوار، وكأن الشخصيتان تحاول القيام ببروفة على مسرحية كلكامش، ومن زاوية الرؤيا هذه يدخلنا النص في محنة العراق المعاصر حيث يطغي هم الشخصية البشرية في النص المرئي الحاضر ـ الفلم ـ على مشروع تجسيد أسطورة جلجامش مسرحيا ـ فالحوار والنص يتدرج رويدا رويدا ليسقط تلك الفرحة الغامرة التي ألمت بالعراقيين لحظة سقوط النظام الديكتاتوري فيتحول الفرح إلى تراجيديا يكون الموت تيمتها الجوهرية وخيالها القائم والسارح في أزقة بغداد والعراق.
تتناوب المشاهد المسرحية التي يمثلها كل من طارق وباسم في بروفة مسرحية مستحيلة تشبه الموت والحياة بين حوار مباشر يعني تفاصيل ما يجري في العراق ـ التفاصيل تمس كل ما هو جوهري مثلا إنقطاع الكهرباء لحظة الأتصال، الموت الحائم في الشارع، سيارت مفخخة وجموع من المجانين الذين يبدون كالمخدرين وهم يفجرون أنفسهم في حافلات الركاب، ومساطر العمال، وأفرن الخبز، وثمة موت آخر منظم محسوب يبغي الأساتذة وكل ما يمس الثقافة والتراث العراقي. هذه التفاصل التي نسمعها كل يوم في الأذاعات والتلفاز ونطالعها في الصحف والأنترنيت تأتينا في نص ـ طارق هاشم البصري ـ بطريقة مغايرة تماما تجعلنا نحس بفاجعة الروح الدفينة التي عكسها بمرارة الممثل ـ باسم الحجار ـ وهو يوصّف الموت وكأنه قدر العراقيين وهو كذلك سؤالهم منذ جلجامش.
كانت الخمرة جزء حيويا من النص، فبدا ـ باسم الحجار ـ وكانه سكيرا أبديا، والكأس لا يغيب عن المشهد أبدا، أجد في هذا تعميق حقيقي لوضع العراقي الحقيقي أقصد العراقي المطلق دون طوائف ولا قوميات وبكل عمقه التاريخي الأكثر. فكيف يواجه من يختفي في مكان آخر من وطنه كي لا يطلق زوجته الحميمة.
أطلعت قبل ساعات على لقاء لطارق قديم يتحدث فيه طارق هاشم عن مشروع الفلم، فوجدت أن النص البصري الذي رأيته يفوق كثيرا رؤية طارق للمشروع قبل التنفيذ. فهو بالتأكيد من جمع المادة الخام ولا أدري هل لديه مونتير يقوم بتقطيع ومنتجة الفلم، لكن النص لما أقارنته بالمقابلة المنشورة في الحوار المتمدن أجده غار بعيدا عن الفكرة وأوصلها إلى مباغيها النهائية.
فبدلا من سماع ورؤية لعبة محاولة ممثليين مسرحيين واحد في جحيم جنة المنفى ـ طارق جلجامش ـ وواحد في الجحيم ـ باسم أنكيدو ـ نرى ونسمع تفاصيل مرعبة وشت بها وجه الممثل ـ باسم ـ مشروع موت قائم مادام يصرح كونه أخر من يفكر بمغادرة بغداد الخربة وسيكون شاهدا على خرابها الأخير. في مكاني في الصف الأول كنت أبكي تارة وأنهمر بالضحك تارة أخرى في سياق قادني إليه الشخصية الدرامية ـ أنكيدو بغداد المعاصرة ـ في سكره وتعليقاته المباشرة وهو يسخر من كل شيء من الكهرباء والناس والأحزاب والساسة المقادين كخراف لأجندة الإحتلال، من القتل وغياب الوعي، ثمة حوارت ساخرة بين الأثنين، يفصح فيها ـ طارق ـ عن لعبته الفنية، لكن ذلك لا يطغي على جدية الحوارت الساخرة التي جعلت المشاهدين يضجون بالضحك الصاخب رغم مأساوية وفداحة ما يعرضه النص و ـ أنكيدو ـ السكير بدا يشبهنا يشبه كل عراقي يحلم بلحظة أمان لكن ظل مشروع الذبح الدائم على مدَّ التاريخ.
النص البصري يعتمد في تقنيته الفنية على الحوار الذي بدا عفويا حينا، وفي أحيان أخرى جاء بتدخل مباشر من ـ طارق ـ بطريقة أسئلته المستفزة والمباشر لباسم، لكن طارق خفف من هذا التدخل حينما أعلن على الطريقة البرشتية بأنه يدخل مع ـ باسم ـ في لعبة تشبه المسرح وهو أي ـ المسرح ـ كما هو معروف الكناية الحقيقية لتراجيدية الوجود البشري. الحوار في بنية النص شاد معماره وهذا ما فرضته مادة النص الخام التي أستخدمت الكمبيوتر كوسيلة للصلة بين مكانين مختلفين تماما بكل شيء وكأنهما عالمين متباعدين بسنوات ضوئية، يضاف إلى ذلك أن كادر المشهد محدود جدا غرفة في بغداد، وغرفة في شقة بكوبنهاجن. كامرتان. وكمبيوتران. وحوار. هذا الكادر المحدود حاول ـ طارق ـ توسيعه بعدة تقنيات، إذ أدخل في كادر المكان في بغداد شخصيات أخرى أبرزها ـ الرسام ـ الذي شكل في مشاهد كثيرة خلفية ـ لباسم ـ الذي يروي بمرارة تفاصيل الرعب والخراب. والرسام الصامت منشغل برسم لوحة يصور فيها ـ شارلي شابلن ـ في خلفية وجدت فيها الكثير من الدلالات المعمقة للمشهد، فشخصية شابلن بدت قريبة جدا في عمقها الفكري الملحمي المعاصر والتي جلبت الضحك للمشاهد عبر أفلام صامتة سخر فيها شابلن من كل ما هو قبيح وضد الإنسان والحياة في العالم. بدت خلفية مناسبة جدا للعراقي الطيب المثقف الفنان الذي بدا أكثر من كل الحركات والأحزاب السياسية العاملة في الساحة تعبيرا عما يعتمل بفكر وروح العراقي البسيط الذي يعشق الحياة بروتينها المبهج، ففي الحوار الذي أعقب الفلم مع زوجتي ـ ناهدة ـ ذكرتني بأن ما نطق به ـ باسم ـ عن محنة العراقي هو ذات ما نطق به تلفونيا قبل أيام أخوها الصغير ـ محمد ـ الإنسان البسيط ـ قصاب في سوق الديوانية لم يكمل تعليمه ـ هنالك تطابق عميق بين فكر النخبة الثقافية العراقية بمثقفيها وأدبائها وفنانيها سواء أكانوا في المنفى أو داخل مطحنة الوطن وبين العراقي البسيط والطيب الذي يفضي ما بقلبه وبصراحه والذي نراه أحيانا يظهر في لقاءات خاطفة على الفضائيات.
يتطور النص البصري الذي يتابع شخصية الرسام الصامتة وهو يستلقى غافيا غائرا في عالم بدا مسالما وقسماته بدت مترسبة في غفوة لا يشي بها لوعة حوار ـ باسم ـ المحتدم.
في الجانب الأخر للمكان في كوبناهجن حاول ـ طارق ـ توسيع ضيقه من خلال إبراز لقطات مختلفة يظهر فيها العراقي المنفى في أوضاع مختلفة، تارة في بار تدور حوله الكاميرا وخلف هيئته البغدادية بالسدارة يظهر نبض المدينة الأوربية وصخب فرحها في أمكنة اللهو اليومية ببشرها السعداء، بينما يبدو ـ طارق ـ وكأنه منحوته تسير وسط الأحياء فتثير العجب فتتابعها عيون الرواد في مشهد عميق يشي بفصام العراقي حتى عن حلم مدينته الفاضلة التي وجدها هنا في شمال الكرة الأرضية عن طريق الصدفة لما كان يبحث كما عن مكان آمن، أو لما يضع ـ طارق ـ نفسه بمواجهة الكاميرا وخلفه صخب مظاهرات الشبيبة الأوربية المتضامنة في فعاليات أحتجاجاتها في كوبنهاجن، فيبدو أيضا بهيئته المسكينة الخائفة من قرقعة إنفجار قنبلة غاز أو ما شابه. ما يجري في كوبنهاجن لا علاقة للمنفي به، فهو على هامش هذه الحضارة تماما. سقط متاع جاء كي لا يجوع او يموت قتلا. وهناك في بغداد صار غريبا أيضا. هذا ما جعل من شخصية ـ العراقي المنفي ـ في النص البصري شخصية تصرخ في شقتها الوثيرة وكلبها الوديع الذي أندمج هو الآخر بالدور مع شدة إنفعالها بحيث ظل ينبح بجنون لما أدى المنفي لحظة كان جلجامش يصرخ فيها. ظل كلب طارق ينبح وينبح بجنون بحيث عّلقَ أحد الحاضرين بعد عرض الفلم بأن طارق أفزع كلبه، لكن المشهد البصري يشي بمعنى أعمق يقول أن شدة عذاب المنفي العراقي الصارخ جعل الكلب الحميم يشعر بالغريزة ما ألم بصاحبه فبدا في النص البصري يعوي مثل مجنون وهذا ما قد لا يحسه البشر في مواقف مشابهة.
من التقنيات الأخرى التي أستخدمها المخرج لبناء نصه البصري ولتوسيع مداه مكانيا وزمانيا هو أستخدام صور منتقاة من الأنترنيت أيضا، وكان حريصا على عدم إيهام المشاهد بجعل تلك المشاهد منفصلة وكأنها حدثا مستقلا إذ أظهر تلك المشاهد داخل أطار وإلى جانبه وجه طارق وتحته وجه باسم، قبل أن يحتل المشهد المنتقى مساحة الشاشة، والأستخدام بهذه الطريقة ناسب إلى حد بعيد معمار النص وفكرته. ما أختاره من مشاهد جعلت من أفكار ـ باسم ـ في حواره مع طارق مرئية.
إذ كثفت تلك المشاهد فظاعة الأحتلال من خلال مشهد جنود الأحتلال وهم يجوبون الشوارع بعدتهم وأيديهم على الزناد مع خلفية موسيقية عمقت رعب المشهد، ثم ذلك المشهد البليغ لجندي أمريكي مستهتر يقوم بقتل كلب في حقل عراقي مفتوح وهو يضحك ويثرثر لتعود الكاميرا عقب عملية القتل إلى وجه كلب طارق الوديع في لقطة كلوز!.
يضاف إلى مشاهد متفرقة وموزعة بدقة عكست ما يجري في شوارع بغداد من أنفجارات عبثية لا غرض لها سوى إرعاب الناس، وعمليات القتل والإغتيالات المنظمة طائفيا أو العبثية التي غرضها القتل المحض، ليخلص الفلم إلى حكمة عميقة جدا تحكي قصة العراقي التائه في وطنه والمنفى.
هذا النص البصري سيزعج القوى السياسية المتحكمة بالسلطة الراهنة بنزعاتها الطائفية والقومية المغلبة مصالحها الضيقة على محنة العراق والعراقي الذي وحده يدفع الثمن الباهض.