الثلاثاء 8/2/ 2011

بابل سعد الشريفي بابل.. يا نسمة ندية من الخريف تحملُ كل عبق التاريخ تنهض كل صباح لتهلَّ الشمس على وجهها الملئ بالأسرار كم من الأعوام سرتِ لوحدكِ وطرزت تربتك بالعجائب والمعجزات وبقيتِ للأن مركزاً للكون أيتها الروح التي تتأمل العالم وترسل الضياء لآلهتها لماذا تنادينني؟ هل تغير مجرى نهركِ هل غادرتك الزوارق والمجاذيف الرياحُ تحمل لي أغانيك وأناشيد شعرائكِ الطيبين وأنا أزدادُ لوعة وحباً واشتياق بكِ اواجه الظنون بكِ اواجه الأنذال التي تتربص بنهاري مازال مردوخ ماثلأ أمامي لأن الله لم ينزل الى الأرض بعدُ لهذا تكاثر السراق على معابدكِ *** انك ِ يا بابل حاضرة العالم ووريثة المجد العراقي القديم على ضفافك تتربع الحكايات وتقام الملاحم أنا يابابل هائمٌ في الغابات أدندن حزني وأبحثُ عن الخزامى لأهديها اليك فرحي أن اعودْ لأرى ارتعاشة أصدقائي في مياهك العذبه لأرى قوامك الأبيض وأتأمل سِّر جمالكِ أنا عاشقٌ يابابل ويميلُ قلبي لحلتكِ ويتقدُ بالحبِ .. والحنين.. والعذاب .. والرجاء *** كم مرت عليك أقواماً كم انهكتك وخزات المحتلين وثقل خطواتهم ولهجاتهم الغريبه كم ألقى عليك المغيب ظلاله الحزين وكنتِ في كل مرةٍ تنهضين من الجحيم وتتفجرين نورأً في الظلام كم اهتزت جذوع النخيل بضربات المحتلين الأوباش وبقيتِ واقفة في غمام الرعود وظللت في مخيلة الشعراء رائعة.. ونقية.. وجميله *** يا بابل ياباب الله انك في أحلامي تهجعين هاهي عشتار تبتسمُ لكل العشاقِ وأنا منهم أرفعُ يدي وكأس نبيذي الأحمر كأني أرفعه الى السماء لقد علمتنا عشتار ان الحياة كبرياء *** انك يا بابل مثل حبيبة تهم الى لقائي فأركض مسرعاً اليها لأعانق هذا الحلم كم عشقتُ في رحابك وحفيف النخيل يحيط بنا ويزيدنا النهر اغراءً مازلتُ أميز أغانيك ونثار المغنين على شاطئيكِ نهرك الميمون يحمل كل اسرار مدينتنا ودعوات امهاتنا في الغروب حين تتكاثف عليهَّن الأحزان امهاتنا كاتمات العذاب لايعرفن السعادة ..ولا يعرفن الضغينه كم رمين الأحجار على نهرك ليبعدن الأرواح الشريره *** يا بابل : العصاباتُ والسراق ..وقاعدة المحتلين لن يهاجمون أهلنا في الدروب البعيده انهم يهاجمونهم في مراكز السلطات الثلاث مراكز الرشوة والفساد وتهريب الأموال لقد نهبوا المحتلين الأوغاد آثاركِ وداسوا قدسية حضارتك ليقيموا ديمقراطيتهم الفاحشه ديمقراطيتهم التي لم تجلب لنا سوى القنابل التي تضئ جماجم الموتى ديمقراطيتهم التي لم نستنشق من هواءها سوى عفونة الموت ديمقراطيتهم التي جاءت بالأرهاب والأمراض والسرطانات والمرتزقه ديمقراطية التجهيل.. والمحاصصه البغيضه وطرد الكفاءات ونهب حقوق المواطنين ديمقراطية الفساد والأقصاء والتهميش خذوها وأنتم راحلون كذباً لم ننهض لوداعها ولم نشعر بالأسى أو نغني حزناً عليها ربما سوى المنطقة الخضراء وحاشيتهم سيعلوا نحيبهم عليها *** استيقظ ايها العراقي استيقظ ايها الجوع ..ايها الحرمان..ايها العذاب حتى تواجه العناوين المخادعه حتى تواجه سراق ثروة البلاد حتى تواجه الكذب والمهيمنين على كل السلطات استيقظ : حتى تواجه الطغيان كم نبهك الحكماء وقالوا ان الريح تلوي الأذيال وتحصد العابرين كم من الأسرار وألاعيب السلطات الثلاث كشفها لك النهر ولم تتطلع اليها ولم تتذكر سواد أيامك استيقظ: ان صرخات الحق تخيف الجلادين استيقظ انهم يؤسسون لطغيان آخر طغيان جاهلٍ ومتخلف ومذهبي استيقظ الربيع قادمٌ..والفجرُ في المدى والسماواتُ قريبة منك ستدق أجراس شعبنا عن قريب ليسمعها العالم وسيفر مهربي ثرواتنا وسارقي قوة شعبنا ومستشاريهم الجهله الى حيث الجحيم انهم حوافر وهميه لا حوافر خيول وسنغسل شوارعنا ورائهم بماء الورد   2011-2-2

 

| الأرشيف |