|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

 
 

                               الأحد  6 / 8 / 2017                                            آداب                                                                       الأرشيف

 
 

 

بلاء المدن

علوان عبد كاظم
(موقع الناس)

 

لا تلتفتُ إليك
تلك التي علّمتك الحروف،
مخاضك حقول قراها.
*
حين طاردتك السعلاة،
غزلت أُمّك من أشعةِ الشمسِ ضياءً لخطى الريح.
*
حللت ضيفاً
لاجئاً أو شريداً
تنحرُ عبابَ المساء،
صريرٌ مجنونٌ في الكبدِ يقتلعك.
*
مرَّ طيفُ الحنينِ بأضلعك،
زمنٌ يتنفّسُ من رأسه
ودوارٌ يغشى الأشرعة،
والليلُ أصمّ تتلاطمُ فيهِ البحار.

*
الهمسُ لا يطرب
والنديمُ دمعةُ الحزين،
بلاءُ المدنِ مستحكم،
أينما تلتفتْ تهدلْ حمامةٌ على كتفِ شاطئ،
أو تلامسك يدٌ
مدنٌ تقاومُ شراستها،
وترقصُ على أنغامِ معابدها ضباعُ الغابة.

*
كنهدٍ حضنَ السحاب وطرّزَ عرفَ الهدهد،
فاضَ الدفءُ عشقاً
وفاحَ الخدُّ عطراً متموّجاً مدراراً

*
مدنٌ تمنعك من الدخول،
مدنٌ لا تتجاوزُ أوهامها
تنوح ُكالحمام،
وتتركُ الصقيعَ في جيوبِ الروح.

*
أننتظرُ عودةَ الحلمِ إلى المدن؟
أيّها الدمُ الغريق الذي يهفو كذؤاباتِ العمر..
أنّى ينطقُ حكمُ السماء؟
يالله
متى ترتدي المدنُ قمصاناً
ونعودُ أطفالاً نلعبُ ونغنّي؟
الموت هو الموت
في ناصيةِ ليالينا،
الندوبُ لا تنطفىء
منذ رعشةِ الرشفةِ الأولى،
والجرحُ غائرٌ لم يبرأ،
والخوفُ يأكلُ الصدر.




 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter