آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الجمعة 3/2/ 2012

 

سرجون العراقي

طالب جانال

رجال سكارى وما هم بسكارى ، يدخلون حانة في شارع السعدون كل دورة خراب ، يسألون عن سرجون. تهز صاحبة الحانة رأساً يتدلى من ثقوب فروته خصلات رماد.

يجيلون الطرف في أرجاء الوجوه ؛

تناحر الأشتهاءات

أثر الدماء على النظرات

ودخان بقايا الحروب ,

سرجون ، رجلٌ عركته الحروب فأرتدى وزرها أسمالاً لا تستر حتى فاجعاته الصغيرة .

أفواه فشلاته فاغرة ، تلتهم ثمار رغباته ولا تشبع . فئران الجيران السارحة على وسادته

تقرض رأسه .قطط بعيون عوراء تتناوش عصافير روحه . رشف سرجون خمرة بلاده ، خمرة خمرة ، فعرف ان النخيل جميعا تروى من مطر واحد .

أيُ المشارق تُغرب سرجون

وأي المغارب تُشرق سره

تشيح المرأة عني وجهاً آفل

تلطم على خدِ آيل للذبول .

يا صاحبة الخمر المعتق بجوف القلب

سأبات الليلة عندك سكران

لن أخرج

ففي بغداد تشيع فاحشةً للقهر لو أمسك بيديها الكرخ والرصافة بالرجلين ورمياها من الجسر عاراً ، فلا يُغسل . ولن يُغسل ولو انطوى مصب دجلة على المنبع. أصوات الباعة وراء البسطات في الباب الشرقي ، تُعلن عن بضاعة كاسدة لفظها السكارى الذين أوهن عرق بعشيقة العظم منهم واحتضنوا عشبة حديقة الأمة اليابسة .الحمامات الحاملة أغصان الزيتون على جدارية فائق حسن كم أتعبتها الطائرات الشبح والصواريخ العابرة فوق عقال الخليج .

آه ، ياصاحبة الحانة

هل لحزني الزهقان من كرسي

أو كأس عزاء !

الظلم لغز حجري مرصوص

وأنا معول سؤال

يضرب من رحم أمي

حتى صمت اللحد .

لكن صوتي ،الواحد الأحد، صوتي الأبله ،يدق  كساعات مهجورة بين محطات العمر بلا معنى . يُدار على مائدتي كالخمرة العبثية التي منها اشرب . ريحُ الأشتهاءات العاوية تهمد في الطرف الآخر. ومن حلمي الشامخ على خشبها الأحمر يندلق زمن رخو، يهيم في شوارعنا المهجورة وعلى ألأرصفة الوجعانة ليس للخطوات البريئة  معبر، فتكلُ من السأم روحي

يبهت وهج مصباحي

وأنا أبحث في الظلمات عن سرجووووون

وأظل أبحث

أبحث وأبحث وأبحث

حتى يتعب كاهل البحث ولا أتعب

أيضيع منا سرجون يا خلق الله

كما ضاعت أكد .

وعاهرة الحانة

تسخر مني

وعلى رأسها ، يقف سرب طيور.

 

free web counter