آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 27/11/ 2011

 

 تأملات عند أبواب الغربة

أبو حازم التورنجي

الى من كان معي عند الحدود في الذهاب والاياب

ها انا ذا اطرق ذات الابواب ثانية
أرتحلت وياليتني لم ارتحل
وعدت وياليتني لم اعد
فأنا الغريب في ذاك الوطن
وأنا في هذه الغربة وطن
وطن واي وطن فما عاد كذاك الوطن
كابوس في الحلم وخربة في الصحو
فهل سيعذرني من علمني في الصغر معنى الوطن ؟
وهل يفمهمني من ذاق هذا الطعم ؟
أه ,فما اشق هذه العذابات يا أحبتي هناك و يا أبناء أزمنتي هنا
بل لم كل هذه العذابات لزمن الرحيل الذي انتهى وعاد وما انتهى
وها أنا ذا, ها هنا مرة أخرى أجرجر اسمال وحشتي
كمطلقة حزينة من أرعن رعديد في الليل البهيم
تتكسر أنفاسها بين العبرة والانعتاق
وها انا ذا أقف منتصب القامة بين صخور وأحجار الاسئلة الكبرى
التي ظلت تترادم مع بعضها , وما تعثرت
واهم حالم ذاك الذي يظنني سأعثر واكبو بين القمامة والنفايات
فبوصلتي لازالت تشير الى صدر امي ومدرارها
أمي التي وشمت قداس الوفاء في جذعي من حكايات العشق مع أبي
لن أكبو فعيني لازالت تقدح في هذه الظلمة
ثلاثون عاما كنت ارحل
ثلاثون عاما كنت ارحل وزوادتي صبر بدوي وفكاهة غجري
وجلادة كردي جبلي
وما تعثرت ولا كبوت
سألملم أقداحي وسأسكر
بل سأسكر واسكر وأسخر, وأهجو رطانة وهذيان
من تطاولواعلى نشوة سكري
و رقصي وجنوني وحتى هوسي
بين احباب قد يمسحوا لي دموع وشالة العمر
فلست بملاك انا كما هي الافلام
لكني في ذات الوقت اعلنت براءتي من الشيطان
وركنت لزاوية في الاقاصي اجثو على براءة طفل في صدري
لم تلوثه ازمنة الحسابات المصرفية و ارقام الخسارة والربح
وتخمينات عمائم المقاولين
وها أنا ذا أطرق ذات الابواب ثانية

 

عتبات غوتنبرغ السويد
22 نوفمبر 2011
 

 


 

free web counter