آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 24/6/ 2010

 

إلى سعيد المظفر حياً
إلى الراحلة
*..

عايدة الربيعي

خطأ كبير أن نتصور إن المقابر مقترنة بالنهاية،فكثير من النهايات تكون نقطة بداية
وأحياناً تكون بداية لأسئلة لانهاية لها في هذا العالم.


شكرا ً
(ما اردت َ... يستحق ُ برهة َ زمن ٍ)


توضيحية:
ننسج العالم
كلا
لابد أن نتوخى


ما لبثنا...
حتى أطاحت الريح ُ بِأرضِنا
فعَصَفَتِ
و بعدَ رحيلها
(لم يزل ْ ما كان من قبل ُ وكان
لم يزل ماكانَ:) **

اتسع َ ذاك َ الحب ُ
حتى بعد ارتحالها
عذب ٌ حتى
يتساءل
أينك ِ؟
بكى،
تجمع ثانية، بعدَ أن انشطر، توحد
امتُقِع َ لونه
يجلس ُ وحيدا ًفي وكن ٍ
ساق َ نفسه ُ تَرعَى من ذكرها، حيث ُ شاءَت كسمع ٍ يتباعدْ
اقْشَعَرَّ
حتى امْتَلأ َ حُزنا ً
فأرتفع كقبيلة ٍ يمسك ُ شدائده ُ
كَبُرَ، وغير ذلك...
والرجل لذيذ ٌ حين يطري
فكيف إذا نزلَ على وجنتيه ِ الطَّل ُ
أعجب وهمزته ُ المتسائلة، لذيذة حين يذرفها معاتبا ً

يا حبيبته:
أسدي لي معروفاً وتذكري، طال َ غيابك ِ القريب بعدا ً
وتذكري كما أنت، مازلت،
يتعقب كل الذكريات
ياحبيبته ُ التي غادرت، وقد غدا وهم ٌ غيابك
رافضا ً والنّصيبُ سُكون
أو تدرين؟
مازال َ يبكي
يا الهي،حينَ الرجلُ يبكي
برفق ٍ مثل الشعر يكتب
يخرج من الليل بلا حُلمِ ٍ ِيسابق الأشياء
وقد سَكن َ وَجَعَه ُ،كَمُحَدِّثٍ
يبكي كَطَّل ٌ
اخَفُ
فيخفي كي لايشعر الحفيد بليلهِ،يتلبدْ
لااخفيك ِ
تَطَاوَلْتُ فَنَظَرْت ُ أسعف سؤالي في عينيه ِ،
لأقرأ ْ
كتبَ،ويزعَمُون انه ُتكلمْ، لَما قال :
أَ..يْ..نَ..ك ِ؟

 


الأستاذ (سعيد المظفر) التقيته في المربد السابع في البصرة في مساء اليوم الثاني بعد الأمسية الشعرية، حين خرجنا من القاعة الكبيرة سألني عن النص الذي قرأته وتمنى علي أن أكمله لأنه خرج باكيا إثناء قراءتي ولم يسمع مابقى منه وقد أهداني قصيدتين كتبهما عن زوجته التي رحلت منذ اثنان وأربعون يوما حينها،
وقفت برهة لأقرأ ما كتب ولجمال ما قرأت من وفاء وحب لتلك المرأة ومدى إخلاصه لها وعدته أن اشكره بنص بدلاً عنها.

أن علينا جميعا أن نكون مخلصين ولا نكتفي بالبكاء بعد رحيل من أحببناهم،لا نكتفي، فهناك ثمة اشياء ممكنة تدخل في حوزة الضجر،علينا ان لا نتجاوزها،حيث لم نكتشفها بعد ،أهميتها تكمن في قدرتنا الدائمة على الحب والرضا في لحظة ما من اللحظات لنسجلها، لأنها زمن.
أشكرك وقد وهبتها...
فلا تذرف
أحسك ولا أختلف معك
حتى ليلك ذاك الذي اقترن برحيلها
لا اختلف معك
أي رجل أصولي متشبث بجذورها.
 



* الراحلة زوجة الصديق (سعيد المظفر)
** جملة تعود إلى السياب

 

 

free web counter