آداب
السبت 1/5/ 2010
ذات الوشاحِ البدويّ
سعد الحجي
بدويّةٌ
ووشاحُها كالرايةِ الحمراءِ
يخلبُ لُبّي..
حوراءُ يا ولَهي
فعيناها
كما زيتونتانِ على جبالِ الألْبِ !
يحرسْهُما قوسانِ
مما أبْدعَتْ روما وغارتْ
في الزمانِ الرحْبِ
قوسانِ يَبْتدرانِها أمْناً
ويبتدرانِني رشْقَ السهامِ
تئِزُّ تطلبُ قلبي..
*****
هيفاءُ مشيتُها
كحقلِ سنابلٍ وتميسُ
ورأيتُ مَقْدِمَها فخارَ تجلّدي
وتقارعَتْ في ناظريّ كؤوسُ!
ووشاحُها
أ مُخَضّبٌ من مهجتي؟
أم إنها وهبَتْهُ قانٍ، (داحِسٌ) و (بسوسُ) (1)
ووشاحُها ظِلٌ تسَعّرَ
حين لاحتْ من عُلٍ فينوسُ (2)
ودنتْ تميطُ وشاحَها
ليَشُبَّ في صدري
- يقاربُ سمْعَها كالنائحاتِ - حسيسُ!
فهممْتُ بالتقبيلِ قالتْ:
حسبُنا !
إنّ الذي تنوي الوصولَ نفيسُ
قلتُ: ارفِدي ظمأً تأجّجَ في الحشا
فالشوقُ مسلوبُ المُنى وحبيسُ
قالتْ: لكَ الويلاتُ إنك فاضِحي
هلاّ جعلتَ لوعْدِنا تدْليسُ (3)
قلتُ: اهنأي رقَدَ الأنامُ
فليسَ ثَمَّ جليسُ!
*****
يا سائلي عمّا جرى من خطْبِ:
موجٌ غشى رملَ الهجيرِ الجدْبِ!
لهُنيْهةٍ
فسريعَ ما فزعَتْ وحسبُ منالِها
بعضُ ارتشافٍ للرضابِ
وحَسْبي!
آيار 2010
هامش:
(1) (داحس والغبراء) و(البسوس).. من حروب القبائل العربية في الجاهلية.
(2) فينوس كانت آلهة الحب والجمال والخصوبة عند الرومان، وكانت القرين للبركان.
(3) التدليس: التورية والإخفاء.
| الأرشيف |