آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 18/10/ 2011

 

بورتريت: الجالسةُ على سور المرعى!

سعد الحجي

كان الصباحُ يحملُ نكهةَ الحقولِ النديةِ،
حين يلامسُها شعاعُ الشمسِ غفلةً وهي لمّا تزل نعِسةً،
تثّاءبُ فيضوعَ مع الثؤباء نفحٌ من عبقِها..
نُذُر الخريفِ تعزفُ أنغامَها اللافتةَ للذكرى،
تشاكسُ امرأةً تهوى الجلوسَ على أسوارِ الحقول!
حيث تصطبغُ الأرضُ من حولها بقتامةِ لحاءِ الأشجار،
وحبورِ قشورِ البرتقال!
حيث بسمةُ شفتيها تنتمي إلى ربيعٍ موغلٍ في الرحيل،
حيث موجاتُ الحزنِ المختبئ في عينيها تماثلُ نذُرَ الريحِ
في توعّدِها العاتي..
ثمّة أصداءٍ تستنفرُ براءةَ العالمِ القديم
العالمِ البِكْرِ قبل أن تطَأهُ أقدامُ بني آدم ،
تسائلُ امرأةَ المرعى:
كيف للرائي ألاّ يكون رائقاً بهذا الصبحِ،
ألا ترينهُ يعبقُ بالندى؟
وغيماتهُ يرتحلْنَ في السماءِ صوبَ بعضِهنّ
كأنهنّ نساءُ الحيّ يجتمعنَ عشِيّا،
يتبادلنَ الحديثَ الهامسَ الخفيض..
اجتماعهنّ يكلّل النفسَ بالسكينة،
يرشّ الأرجاءَ بطمأنينةٍ لها مذاقُ النعاسِ الخَدِر
وصمتٍ محبّبٍ إلاّ من ضجيجٍ بعيدٍ لا يكادُ يطلّ..
الصمتُ وشاحُ صباحاتِ الخريف،
يعابثهُ حفيفُ الأغصان..
الضجيجُ البعيدُ يصلُ خافتاً...
استنطقُ امرأة السورِ
ترى ماذا يقول؟ خبريني...
فيجيبُ حزنُ عينيها:
you light the sky for me *
ما أشدّ هذا سطوعاً! ..
حين أضأتَ لي، أضأتِ لي، أضاءَ لها، أضيئتْ لنا، السماء !
كأنه ما تقوله وريقاتُ الأشجارِ لامرأةٍ تجلسُ تحت ظلالها
يتداخلُ ما بين عينيها وشفتيها الخريفُ بالربيع..
والعالمُ القديمُ بالجديد..
فما أيسرَ مرور الأيامِ،
والشهورِ،
والسنين،
والدهور!
...

هكذا تبدينَ أنتِ..
جنبَ سور الحقلِ
-يَكْسوهُ الخريفُ وشاحَ موتِ-
باصفرارٍ من وريقاتٍ
لها في كلّ صوبٍ همسُ صمتِ

هكذا تبقينَ أنتِ..
بسمةً ورقاءَ لم تعبأ بمقْتِ
وربيعاً من مواعيدٍ تمهّدُ
-حين تدنو-
لربيعِ الأرضِ يأتي!



 
http://www.azlyrics.com/lyrics/takethat/ruletheworld.html  *
 

 تشرين أول 2011
 

 

free web counter