آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأثنين 15/3/ 2010



ذاك المعرّي.. حالي هنا !

كريمة مكي العماري *
 

يا أبا العلاء ما العلّة فيك سوى
يأس طال لم يصادقه رجاء

يا أبا العلاء، لم أنت يائس؟ لم أنا ؟
أليس كل الأتقياء أشقياء ؟

أتدري، يا أبا العلاء لم أنا
و أنت في البؤس سواء بسواء
رغم دهر يفصلنا،،، هو المسافة
بين ميلادك أنت و ميلادي أنا
رغم جنس يفرقنا،،، قد قسّم
الإنسان إلى رجال و إلى نساء

رغم كلّ الفروق بيننا.......
نحن ككل البسطاء
نجهل كيف يسعد
بالبقاء أولئك و هؤلاء

***

لا تسل لم نأسى، ليتنا ما جئنا
قد جئنا، قضي الأمر و صار انتهاء
يا أبا العلاء، حيرتنا نصيبنا
قد كانت في قبلنا نصيب الأنبياء

غربتنا واحدة و إن كنتَ من عصر روّاد الشعر
و كنتُ من عصر روّاد الفضاء
لم يبق لنا غير الشعر سبيلا
قد رفعناه رايتنا البيضاء
فيه نفنى و منه نبعث أحياء
يبقى الصدق و تذهب الغوغاء

***

يا أبا العلاء... أتشكو العمى
و أبا... عليك قد جنى!!

كيف تكفر يا شقيا، بنعمة كالعمى
و تجرم بريئا عليك قط ما افترى؟

ماذا كنت سترى، ماذا نحن الآن نرى
سوى أجسادا و ضمائر تباع و تشترى

تناحر، تقاتل، دعارة...
توحش يسقط حضارة تلو حضارة

يقولون تلك هي مشيئة الأقدار
لو شاءت لألغتها السماء

قل إن هي إلا أفعال بشر
خلق و طوّر الشقاء

يا أبا العلاء مأساتنا صنيعتنا
ما جنت علينا أما ولا أبا!

* (كاتبة تونسية)




 

free web counter