الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الجمعة 5/6/ 2009

 

كفاءات خارج الوطن
يوسف أبو الفوز

أجرى اللقاء: صفاء فاخــر
Safaa.facher@hotmail.com

"كفاءات خارج الوطن" سلسلة لقاءات تسلط الضوء على طاقات وكفاءات عراقية خارج الوطن، محاولين من خلالها الوقوف عند الرؤى والطموحات العراقية المختلفة من اجل المساهمة ببناء عراق جديد على اساس ديمقراطي حر .

في هذه الحلقة من " كفاءات خارج الوطن" سنتعرف على شخصية تعددت مواهبها ، انه كاتب كتب بحماس وحرقة عراقية قل مثيلها ، صريح ومباشر في مواقف كثيرة، حتى ليختلط على القاريء مقاله الصحفي مع كتاباته الادبية ، لا ضعفا لديه ، انما لان ضيفنا تستغرقه هموم العراقيين طوال حياته ، حتى حمل الشعور بالمسؤولية في كل كلمة كتبها، او قالها، زاوج بين الهموم السياسة والأدب مزاوجة جميلة ومميزة، حيث خرج لنا بتفرد الاسلوب وحميمية اللغة، وقربها من الواقع المعاش بكل مايحويه من قهر وعنف واستبداد، وبذات الوقت بكل مايكتنفه من قلوب عراقية متألمة ، وحنين عراقي لوطن طال حزنه، واستطالت الحان نواطيره الليليين ، واسودت اوشحة نساءه، فهو الوطن الذي لايشبه سواه من الاوطان ، في اساطيرالحزن الدامي.

انه الكاتب والاعلامي ، يوسف ابو الفوز الذي غادر العراق مضطرا عام ، 1979 ثم ليلتحق بقوات الأنصار الشيوعيين في كوردستان العراق ربيع 1982 لمقاومة النظام الديكتاتوري ، حتى حملة الإبادة المسماة بـ" الأنفال " في صيف 1988، حيث بدأت رحلته مع التشرد والمنفى ، كما يرد في سيرته ، وفي رحلة الغربة اعتقل في استونيا وقضى عام 1994 في السجون الاستونية . اقام في فنلندا منذ مطلع 1995 وهو عضو نقابة الصحفيين في كوردستان العراق و عضو نادي القلم الفنلندي، وعضو منظمة Killa الثقافية الفنلندية ، وقد صدر له حتى الان الكتب العديدة التي تناولت بعضها تجربة الانصار الشيوعيين في جبال كردستان، وكان بعضها الاخر قد ترجم معاناة اللاجئين العراقيين في المنافي المختلفة ، كما ان للكاتب عدة كتب ادبية مخطوطة تنتظر فرصة الطبع ، وعدة مشاريع أدبية قيد الانجاز. وفي عام 2000 صدر له ، في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، مجموعة قصصية مترجمة الى اللغة الفنلندية .

الاستاذ ابو الفوز، كما اسلفت أنتم شخصية متعددة المواهب، لكم حضور اعلامي دائم، ومساهمات في مجالي القصة والرواية، هل لك ان تحدثنا عن رحلتك الادبية والصحافية، واي منهما تستهويك اكثرمن الاخرى، وتراها ذات مساحة اوسع في التعبير وتستطيع ايصال افكارك من خلالها بحرية ؟
ـ نشأت في عائلة كادحة ارتبطت بنضالات اليسار العراقي ، فكان ذلك عاملا مهما لامتلاكي وعيا وطنيا وطبقيا مبكرا. كانت اسرتي عامل اساس في تشجيع اهتمامي بالادب ، وبدأ الامر حين انتبه اخي الاكبر الى شغفي الشديد بالقراءة وانا لازلت في مرحلة مبكرة من عمري، فكنت اتحايل لقراءة الكتب "الثقيلة الوزن"، التي كنت اختلسها من صندوق اخي دون علمه. في الثالثة عشر من عمري ، اكتشف مدرس اللغة العربية في درس الانشاء اني كتبت قصة قصيرة . قادني يومها بحماس منقطع النظير من يدي ليدور بي صفوف المدرسة المتوسطة معلنا عن ولادة كاتب. جعلني ذلك اشعر بمسؤولية كبيرة امام ما تعنيه الكتابة. صرت ادرك ان الكتابة يمكن ان تؤدي رسالة اجتماعية وانسانية ، وهي وسيلة نضالية من اجل حياة افضل للناس الفقراء والبسطاء ، فبدأت اكرس كل جهدي للكتابة ، فصارت بالنسبة لي هاجسا دائما . في بداياتي المبكرة كنت مشتتا لا اعرف ما الذي اريد. كتبت الشعر والقصة ، واشتركت في تحرير المجلات المدرسية، وشاركت في مسابقات الخطابة، واشتركت في المسرح المدرسي ممثلا ، وكتبت مسرحيات قصيرة لفرق اتحاد الشبيبة الديمقراطية وطلائع 14 تموز واخرجتها بنفسي ومثلت فيها ، لكن انتقالي الى مدينة البصرة للدراسة الجامعية عام 1975 ، وعملي في المكاتب الصحفية لجريدة "طريق الشعب"، قادني الى الخوض في حياة ومشاكل الناس وهمومهم وامالهم . صاحب ذلك قراءات عميقة في صنوف الادب والنقد والاقتصاد وعلم الاجتماع ، ودفعني كل ذلك الى أختيار الاهتمام بالكتابة النثرية. النقلة المهمة في حياتي كانت حين تركت العراق مضطرا مشيا عبر الصحراء السعودية الى الكويت. في الكويت، ومن الاسابيع الاولى، مارست نشاطا صحفيا وادبيا ، تحت اسماء مستعارة عديدة، فكتبت العمود الصحفي في اسبوعية الطليعة الكويتية وسلسلة من القصص القصيرة في مجلة العامل وبعض الصحف اليومية الكويتية مثل السياسة والرأي العام، وصرت ادرك ان القصة هي الشكل المناسب الذي يستوعب افكاري. وحين منعت اجهزة الديكتاتور صدام حسين في عام 1980 دخول عدد شهر ايار من مجلة العامل الكويتية الى الاراضي العراقية بسبب نص قصصي لي منشور فيها ، توضح لي تماما ان القصة هي بيتي المناسب .

ما هو رأيكم في الصحافة الالكترونية العراقية ؟ وكيف تقيمون وسائل الاعلام العراقي اليوم؟ وهل ترصدون كفاءة اعلامية في هذه الوسائل؟ وهل استثمرت وسائل الاعلام العراقية الكفاءات الاعلامية المتناثرة خارج الوطن ، في الشتات الواسع من العالم؟
ـ سؤالكم مركب من عدة اسئلة ، ولكن فقراته حيوية جدا . عن الاعلام الاليكتروني العراقي نشرت لي في اوقات مختلفة عدة مقالات في صحف عراقية وعلى مواقع الانترنيت تناولت هذا الموضوع بالكثير من التفصيل. شيء جيد ان يمتلك الانسان فضاءا حرا لممارسة حرية التعبير عن اراءه ، وان يوضح افكاره في اطار احترام الرأي الاخر ودون التجريح بالاخرين او التشهير بهم لمجرد الاختلاف في الرأي . لكن ما يجري للاسف هو العكس تماما. دعوت مدراء المواقع الالكيترونية لوضع ضوابط للنشر ومعايير فنية واخلاقية وسياسية . ورفعت نداء (ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح للنشر) ، لكن وللاسف ان انتشار مواقع الاليكترونية مثل الفطر على الشبكة العنكبوتية وسهولة انشائها ، والتنافس بين المواقع ، يجعلها تنشر الكثير من النصوص حتى دون قراءتها ومراجعتها . يحصل ذلك حتى في مواقع جادة تحسب نفسها في خانة الديمقراطيين. وثمة من يشتم يمينا ويسارا تحت ذريعة حرية التعبير. الحديث عن الاعلام العراقي بشكل عام ذو شجون ولا يمكن لمثل هذا اللقاء ان يلم بكل جوانبه . واقع الاعلام العراقي الحالي لا يسر ابناء الوطن واصدقاء الشعب العراقي . اذ يخضع للمعادلات السياسية والفكرية المرتبكة والسائدة في البلد . حتى اعلام الدولة الرسمي الذي يتطلب ان يكون وطنيا ومحايدا تجده منحاز طائفيا الى هذه الجهة او تلك . اعلامنا العراقي بشكل عام يسوده الارتباك في الاداء ، حيث يمكن رصد العديد من الظواهر السلبية ، ابرزها كون خطاب غالبية الصحف والفضائيات يكرس خطابا طائفيا واثنيا . وفي حال استمراره هكذا سيلعب دورا سلبيا خطيرا في تطور المجتمع العراقي واعاقة تطور العملية السياسية وتطورالمجتمع العراقي لبناء دولة المجتمع المدني . الشئ الذي يدفع للتفاؤل هو ان ان هناك عملية مخاض مستمرة في العراق ، على جميع الاصعدة الاجتماعية والسياسية والثقافية . وذلك يشمل العمل الاعلامي، حيث يوما بعد اخر تبرز طاقات وكفاءات عراقية اعلامية يمكن ان تساهم في بناء اعلام عراقي ذو خطاب وطني موحد يساهم في بناء الدولة العراقية المدنية . اما عن الكفاءات العراقية العلمية والثقافية خارج الوطن ، فالتوجه اليها بحاجة الى صحوة حقيقية من الحكومة العراقية للانتباه الى وجودهم اولا ، ثم التوجه اليهم وزجهم في بناء العراق الجديد .

لقد قرأنا لكم كثيرا عن تجربة الانصار، حيث تعتبرون ممن وثق هذه التجربة ادبيا ، فبعد كل هذا الزمن المنصرم والاحداث الكبيرة من تغيرات في المعسكر الاشتراكي الى سقوط النظام القمعي في العراق، كيف تقيمون تلك التجربة والادب المكتوب عنها ؟ وهل ان ماكتب عنها كافيا ومتناسبا مع ماقُدم من تضحيات جسيمة عبر سنوات هذه التجربة؟

ـ تجربة الكفاح المسلح ابنة زمنها وظروفها . التحق المئات من خيرة ابناء الشعب العراقي، وكان بينهم العشرات من المثقفين والمبدعين ، من سائر القوميات بفصائل المقاومة المسلحة لان النظام الديكتاتوري لم يترك مجالا للنضال السياسي والسلمي .

لاحظ ان فصائل البيشمه ركه الكوردية وقوات الانصار طيلة تاريخها الطويل لم تفجر يوما مدرسة ولم تقتل بريئا ، وكانت ترفع شعار (الجنود اخواننا والنظام الديكتاتوري عدونا ) . ما انتج من اعمال ادبية وفنية خلال فترة نضال الانصار كان ابداعا وطنيا رافضا للديكتاتورية ومبشرا بالغد الديمقراطي. ويشرفني ان لي اكثر من مؤلف ادبي وقصصي صدر يتناول هذه التجربة ولي اعمال ادبية وقصصية قادمة عنها ، لاني شخصيا ـ وكشاهد من داخل التجربة ـ اعتبرها واحدة من الصفحات المجيدة لنضالات ابناء شعبنا من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان ومن اجل بناء العراقي الديمقراطي . هل كتب عن التجربة ما يتناسب وما قدم فيها من تضحيات جسيمة ؟ اعتقد ان التجربة تحتمل انتاج وتقديم الكثير من الاعمال الادبية والفنية . للاسف لا يوجد اطار مهني او جهة سياسية او رسمية تتبنى دعم المبدعين الانصار ـ وهم كثر ـ بشكل عام والاخذ بيدهم لتقديم ونشر ما يمكن لهم انتاجه .

في مقال حديث لكم في موقع الناس بعنوان: (أنتخبوا الحزب الشيوعي العراقي ... انتخبوا المستقبل) كنت به مصرا على ان الحزب الشيوعي العراقي هو القادر على رسم المستقبل الواعد للعراقيين، هل لك ان تحدثنا عن رؤيتك لمستقبل الحزب وجماهيرته بعد ان استولت على الشارع العراقي احزابا دينية، بعضها يشيع التعصب الطائفي والافكار السلفية التي لم تكن موجودة قبل مغادرتكم ارض الوطن؟
ـ الحزب الشيوعي العراقي كمؤسسة سياسية ، عريقة التاريخ ومترعة بالتجارب النضالية ، مد جذوره عميقا في التربة العراقية ، فشجرته ستبقى نامية ومورقة ابدا . ظهوره لم يكن رغبة لأجندة مؤقتة من جهات ما بقدر ما تطلبه نضال الشعب العراقي من اجل انجاز المشروع الوطني بافاق اشتراكية. برنامج الحزب الشيوعي العراقي الوطني الواقعي يستشرف افاق المستقبل. خصوصا مع سعي الحزب لتعزيز الديمقراطية الداخلية والمزيد من الشفافية في العلاقة مع الجماهير . اما ما خلفه لنا الانهيار الاجتماعي والسياسي للمجتمع العراقي كتركة ثقيلة من سنوات القحط التي حكم العراق فيها النظام العفلقي، فمن مظاهره هذا التشرذم في القوى السياسية ونشاط الاحزاب الدينية ، الذي هو منطقيا ويتناسب مع الواقع العراقي الحالي . هل سيستمر الحال هكذا؟ لا اعتقد. الناس يوما بعد اخر ستدرك انها لن تكون بحاجة الى سلال الوعود، بل بحاجة الى سلال الخدمات والانجازات الملموسة .فالمستقبل للديمقراطية الحقيقية وللقوى المدنية التقدمية ذات المصداقية في العمل لخير الناس، والحزب الشيوعي في المقدمة.

ان لكم فلما تلفزيونيا باسم " رحلة السندباد" وثق تجربة المنفى و لجوء العراقيين من انتاج التلفزيون الفنلندي عام 2000 . وهناك ايضا فلم تلفزيوني وثائقي بعنوان "عند بقايا الذاكرة " وهوعن انطباعاتكم عندما زرتم العراق بعد سقوط نظام الديكتاتوري ، بعد غياب 27 عاما , وهو من انتاج التلفزيون الفنلندي 2006 كذلك . هل لك ان تحدثنا عن تجربتك في مجال الفلم التلفزيوني ؟
ـ هي افلام وثائقية انتجت من قبل التلفزيون الفنلندي، كتبت لها السيناريو واخرجتها بنفسي، وساعدني في انجازها اسماء محترفة ورائعة من الزميلات والزملاء الفنلنديين، في الادارة والمونتاج وضبط الالوان والصوت الخ من العمليات الفنية . وتأتي هذه الافلام ضمن نشاطي الاعلامي على الساحة الفنلندية للتعريف بالقضية العراقية بشكل عام . في " رحلة السندباد " 2000 والذي تناول موضوع المنفى العراقي حاولت ان اسلط الضوء على الاسباب الحقيقية لهجرة العراقيين، والرد على من يقول ان الاسباب كانت اقتصادية ، وحاولت ان ابين الاسباب الحقيقية من عسف النظام الديكتاتوري وارهابه السياسي وحروبه المجنونة وغياب حق العراقي في الحياة الامنة الكريمة . اما " عند بقايا الذاكرة " 2006، فهو يحمل الانطباعات عن الخراب الذي جرى للوطن بسبب سياسات نظام صدام حسين الديكتاتوري وثم قوات الاحتلال . الانطباعات قدمت من خلال وجهة نظري ووجهة نظر زوجتي ، ابنة كردستان، خلال زيارتنا العراق بعد زوال النظام الديكتاتوري . يشرفني ان التلفزيون الفنلندي اختار هذا الفلم ، لتمثيل فنلندا في مهرجان منتدى كارلزرو التربوي ، الذي اقيم في مدينة بازل السويسرية في الايام 27 ـ 30 كانون الثاني2007 . ان الصورة في الافلام الوثائقية تقدم الكثير من الحقائق الدامغة . والمشاهد الفنلندي متابع جيد للافلام الوثائقية ، لها في فنلندا مهرجانات مستمرة وعروض دائمة والقنوات التلفزيونية الفنلندية حافلة بالعروض الوثاقية . افلامي موجهة أساسا الى المشاهد الفنلندي. من هنا حاولت ان اضع امام المواطن الفنلندي الحقائق واضحة بالصورة بدون الكثير من الكلام ، أملا بمساعدته لامتلاك اسئلة تفضي الى ايجاد اجوبة تكون لصالح فهم معاناة شعبنا وبالتالي التضامن معه .

لقد حققتم حضورا واضحا ايضا في الساحة الثقافية الفلندية ، كيف رايتم تفاعل الفلنديين مع المشهد السياسي العراقي ؟
ـ
المواقف من الشأن العراقي تتفاوت ضمن الاجندة السياسية للاحزاب والمنظمات الفنلندية ، ولكن بشكل عام هناك تفهم عالي وحركة تضامن نشطة مع رغبة الشعب العراقي ببناء حياة جديدة . في ايام النظام الديكتاتوري كان للاحزاب السياسية الفنلندية بتلاوينها وحتى البرلمان الفنلندي تفهما لمعاناة الشعب العراقي ونضاله من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان. عبر عن ذلك بأستضافة العديد من القادة السياسيين العراقيين من قادة التيار الديمقراطي ، ومشاركتهم في فعاليات سياسية فنلندية وظهورهم في وسائل الاعلام الفنلندية . وعند بدء الغزو الامريكي كان لليسار الفنلندي مواقف مشرفة ، وتشكلت في فنلندا " لجنة التضامن مع الشعب العراقي " ، التي كان لي الشرف ان اكون احد اعضاءها ممثلا للحزب الشيوعي العراقي ، والتي ساهمت قبيل غزو العراق ، في تنظيم اكبر تظاهرة في العاصمة الفنلندية منذ ايام الحرب الامريكية في فيتنام, حيث ساهم فيها الالاف من ابناء الشعب الفنلندي . مع تحول الاحتلال الامريكي للعراق الى واقع شرعن بقرارات الامم المتحدة ، كان هناك تشويشا عاليا عند الكثير من القوى السياسية الفنلندية والاوساط الثقافية من منطلق معاداة السياسة الامريكية والشك بنواياها ، وبالتالي في فهم طبيعة الاعمال الارهابية التي تنفذ في العراق تحت ستار " المقاومة ". هذا تطلب من الجهات السياسية العراقية العاملة في فنلندا، والوجوه الثقافية ، جهدا عاليا ومثابرا في محاولة نقل الحقائق وتبيان حقيقة الاحداث والتطورات . الان يمكن القول ان ثمة فهم لا بأس به عند الاوساط الفنلندية لما يجري في العراق . لا زالت الحكومة الفنلندية تتعامل بحذر شديد مع الواقع السياسي العراقي ، ولكن الاوساط الشعبية والثقافية لها وقفات تضامنية متنوعة ، حيث صدرت نداءات ورسائل مفتوحة متكررة في مناسبات عديدة تضامنا مع حق الشعب العراقي في بناء دولته الفيدرالية الديمقراطية ، وتم استضافة واستقبال العديد من القادة السياسيين العراقيين من التيار الوطني الديمقراطي ، وعقدت لهم مؤتمرات صحفية وندوات . وشخصيا ومن خلال نشاطاتي في المنظمات الثقافية الفنلندية ، المس ان هناك فهما ايجابيا متزايدا ينعكس ذلك في الكتابات العديدة التي ظهرت للمثقفين الفنلنديين في الصحافة الفنلندية.

ما هو جديدك ؟ وهل يمكنك اعطاء القاريء فكرة تشحذ بها رغبتة للتعرف على عمل ادبي جديد من اعمالكم ؟
ـ منذ عامين انهيت انجاز رواية ـ اخذت مني اربعة اعوام من البحث والعمل ـ ، وتتحدث عن حياة العراقيين في فنلندا واروربا ، وموضوعة التلاقح الحضاري من خلال مقاربات ميثولوجية . الان اسعى لطباعتها وابحث عن دار نشر مناسبة تتبنى ذلك . وانت تعرف حال كتاب وفناني المنفى وعدم وجود اطار مهني او جهة ثقافية تضمن حقوقهم وتساعد على طباعة ونشر انجازاتهم . ايضا العام الماضي، مع اعياد الميلاد تماما ، انجزت رواية جديدة استغرقت مني في العمل عاما ونصف ، عن الاسلام السياسي في فنلندا واوربا ، تنتظر فرصتها ايضا لدفعها للنشر. أما عن الاعمال القادمة وارتباطا بقول اهلنا : " لا تقول سمسم اذا ما تلهم " أستطيع القول ان ثمة سمسما في الطريق !

عند هذه الاجوبة توقفنا مع المبدع العراقي السيد يوسف ابو الفوز والذي يعكس لنا مدى ارتباطه بوطنه الاب , وحمله معاناة وطن وشعب لازال يزيح تراب المقابر الجماعية ليبني بدلها مدارس وشوارع قد حرم منها في زمن الطاغية المتجبر.









 

free web counter