الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الأحد 30/7/ 2006

 

 

 الحائط وامرآة

 كتابة نقدية لاشعار رحيم الغالبي الومضات

 

جاسم محمد ضامن

رحيم الغالبي... كما قال الشاعر ريسان الخوعلي بمقاله في 2006 جريدة الدستور - لا اعرف شاعرا اتلف قلبه شعرا و يشيرنا دائما انه الجنوبي الذي عرف والف الاهوار.....الغموكه - مظفرالنواب نقاط حروفه تهمسني بذاكرة القاص ( حيدر حيدر) وليمه لاعشاب البحر
هذا شاعر مجنون بالحي للعراق والذاكره التي يوميا تجلده و يجلدنا بذكراه في ومضاته ينكشف الهم العراقي بحده...
يقول : يلي صار اسمك مسافه من اول اعيون البجي
لاخر اشفاف الغنه..... ودي اشيل اشباط من كل السنه....!!!!
شاعر عراقي شعبي سبعيني...نشر عام 74 في مجموعة\ اغاني للوطن و الناس * و عام 2004 في المجموعه الشعريه اشموع ومرايات * منشورات دار الرواد للمجموعتين ..لكنه يذكرنا بالراحل الشاعرالعراقي الكبير محمود البريكان ..لعزوفه عن النشر واستغربت اول ما نشر في اخبار البصره..مشكوره
تعالوا نرى رحيم الغالبي ...الوميل الحميم لابو سرحان النجمه العراقيه كما قال عنه رحيم :

ألحائط وألمرآه و رحيم الغالبي
أيها الساكن في غربة الشارع...وتلوين الجدران ومرآة مكسورة ..انت الان تقبع في مقهى على نهر الغراف *, وتلوك السنين..وتبتلع الصمت...عيناك الغائرتان في بحور السكون , وشفاهك التي ترتجف....بهمهمات وتمتمات ...انت يا ( رحيم الغالبي )
قدماك المثقلتا ن بالسنين...وصوتك الذي هاجر في ظمأ الغربه وانت في موانيء العشق القديم لايبارحك ؟ ......
++
___ ورده صبيره , رسمته ...
بس زعل ..!!
كتله عالحايط ارسمك...من قبل
... وردة النرجس , رسمته :
..... شفت حايطنه .. ذبل...!!!!
ألومضه الشعريه الهادفه , السريعه , القصيره التي تحمل صورة الشاعر ومدى وصدى القصيده , خيط الحزن و الذبول الذي انتشر في لوحة الحياة التي يراها شاعرنا :
باب المدرسه القديم ... والمعلم الذي أكل الدهرمحاسن وجهه وشوارع المدينه القديمة ..رائحة الخبز , وعطر المطر في لحظات معانقة الارض .... كل تلك الذكريات يشمها ( رحيم الغالبي ) و يتحسسها ويراها ... ولكن عشقه كان لتلك السنين و اشيا ؤه الصغيرة مقلوبا :
__ أمرايه انت ...
أليمين .. ألكيه يسار ..!!
و اليسار ..الكيه يمين !!
أو ضاع كل تعب ألسنين......!
..............!!
وترتخي أهداب ( رحيم الغالبي ) وتستسلم لليأس , فبعد ذبول الحائط الذي يصوره لنا الشاعر كما مر بنا ,= اعلاه = نراه قد أنخذل بفشل الصراع مع خصمه , فالاكف الفقيرة والوجوه الشاحبة لاتقبلها المملكة الماكرة , والحمل الوديع لايرقص على المروج مع مخالب من \ حديد \
__ وين ماحطيت كلبي تلوحه...!!
لن مخالب عندك انت من حديد...
.... وآنه أظافر أيدي ...
شو ممسوحه !!!
ثم يتنازل اكثر...بعد ان افترست السنون برج العمر العاجي ... ليعلن بصراحه : -
_ ذلت حدتي وذاك الامعارك.. راح..!!
عله بيبان عمرك ....
بس ... لكيت أصياح
لقد ارهق
شاعرنا الظل ...والوقوف على ابواب الاحبه والذكرى .. ظله الذي (مل ) منه.. و( الصياح) الذي تعج به الامكنه : -
__ عله بيبان عمرك...
بس لكيت أصياح
عله بيبان عمرك.... ما لكيت الكام , يمك ..
بس لكيت الطاح..!!!
كل الوجوه غادرت المكان لم يبق سوى من سقط عمدا او سهوا على ابواب العمر الضائع ...تشرد الاحياء الذين هربوا بجلودهم للبحث عن العشق و الدفء و الحياة... ومن بقي غص بهم الجدار و الباب و الوهم . ليرتخي عليهم سكون و أنين.
لشاعرنا معادلة بسيطه , يستخف من خلالها بسذاجة بعض ...
بعض العقول التي اصبحت ( بوقا ) للظلم والقهر والعهر والاستبداد . فجعل الانسان و البوق متماثلين في الحاجه الى الهواء...! ولكن الهواء عندما يمر بعملية (زفير) وليس شهيق , يحدث صوتا...... بينما الانسان يحتاجه في الشهيق وبدون صوت ... وبرغم التضاد في العمليه لكنهما يموتان لولا ذلك الهواء :-
__ ألبوق و بنادم .. سوه
أيموتون لو ما كو هوه ..!!!
معادله بسيطه أخرى و تساؤل كبير , وهذا التساؤل يجعلنا نميز و نختار الاشياء و نقف على حقيقتها او عدم امكانيتها . أنها أسطر بسيطه لكنه يطلب فيها العداله الاجتماعيه و تكافؤ الفرص و وضع الشيء مكانه و انظر الى حقائق بعين فاحصه ,محايده و موضوعيه:-
__ تساوي الحار والبارد ..!!
تساوي ألميه والواحد ..!!
... تساوي النزل والصاعد .....!
بس كلي ؟؟
أشيساوي ألماي ؟
بين ألجاري ...
و الراكد .....!!؟
لقد نثر شاعرنا باقي أحلامه و اغانيه الخجلى في صحراء سراب , و أصيب بذهان الفكره (( متظاهرا))تارة و بشرودها تارة اخرى...بنجاح مبتل وعينان ترقصان على قصاصة ورق......!
حقيقة ثم ... وهم ....حقيقة ثم سراب... حب ثم ذهول وحيره و استغراب . صوره شعريه بقت المفرده عاجزه امامها لتقول او تتقول عن لذة المفردة ... وصورتها ...عطرها...وجرحها الكبير .. وخيبة الامل ... والصبر الذي ازهر. وتساؤل آخر ... عن التمر الذي صار علقما... والشبابيك الحزينه المظلمه... والبحث عن دار تحوطها الهيبه متكئه على ضوء و ألوان :-
__ جنت بعيوني ....
نور وضي
... مشه الحايط.. وظل ألفي ..!!!!
هل هو الوهم ...ام الالم ...؟ لقد بدأ بصوره رقيقه عذبه ( النور و الضي ) يعبران عن البهجه و السرور..
في داخل شاعرنا ( رحيم الغالبي ) ظلت الحقيقه ثابته... اذ لولا النور او الضوء لما كان هناك (ظلا )...
ولكن الحائط هاجر بعيدا تاركا خلفه (ظلا ) من الوهم او ربما ظلا من الحياة...فالظل يدعوه للنور دائما ليبقى ملازما له و لاول مره .. نرى ان ( الحائط ) الذي تدور صوره في فكر ( الغالبي ) , تجاوز الممكن وسار بعيدا, بل هاجر.... لقد سئم المكان ..و سئم الوجوه التي ألفها ..... سئم الطيور ... وحديث الاحبه بجانبه.......
نرى ان 0 (حائط ) الغا لبي ( مهدم ) و مرآته ( مهشمه ) تلك الكلمات التي تلح على شاعرنا لانها مرسومه في خيال الطفل البريء الرقيق الذي قي داخله .
فالحائط الذي بلا ظل , بلا عطاء , هو كالمرآة المهشمه . ان اجمل ما في الحائط ظله , فهو يتحرك و يتفاعل و يبقى ارتجاف الظل و شحوبه يخفي خطوات ناعمه و و رائحة اجنحه واشرعه مزقتها الريح , و بقينا نتساءل ايضا ان كان خلف هذا الحائط بستان .. فيفاجئنا الشاعر :-
__ ليش ؟ ألفي ثبت
... والحايط اندار ؟!!
شأحله من التمر مر الطعم ... صار
التضاد , والاشياء المعكوسه , تدوي في رأس شاعرنا... مستغربا مرة ... و مستهجنا مرة اخرى . فالظل هو الذي يدور ... ولكن الشاعر ابقى الظل و أدار الحائط ... معلنا ان الاشياء اصبحت مرتبكه ... مزدوجة المقاييس و هناك اختلال واضح في القيم و الحقائق .!!
يسرق شاعرنا الطفل الودود المتمسك بذكرياته الى حيث البراءة و الذكريات اليتيمه . ينظر الى الشبابيك فتطل الظلمه بأيد شرسه :-
__ هلي .. و أبيتكم ظلمه الشبابيج
أذا ما تضوي .. شلي بهيبة الدار...؟؟
و يبقى ( سور البستان ) و ( شفاه الورد ) و ( حسرة الماء ) و النهر الذي انتحر ... اجراسا تدق يوميا ابواب الحزن في روح  رحيم الغالبي