الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الاحد 28/10/ 2007



رسالة النجف الثقافية

* أمسيات بيت الشعر في النجف
* تأبين للشاعر العراقي الراحل سركون بولص

يواصل بيت الشعر في النجف فعالياته الثقافية الأسبوعية، ليشدو الأدباء والشعراء بإبداعاتهم في الأمسيات والملتقيات التي يعقدها بيت الشعر الذي يولي اهتماماً كبيراً بإطلاق الكلمة المضيئة في فضاء الجمال والإبداع .. عقدت مساء الثلاثاء أمسية غنية بالشعر والمحبة والآراء النقدية والحوار الثقافي عن أسئلة هامة فجرها النص الشعري عند الشعراء الذين توشحت نصوصهم بثيمة القلق والبحث عن الحرية والتشبث بالأرض واختراق الموت بدفقات من الأمل والضوء كأشكالية المثقف والسلطة ، ودور الشاعر في صنع الجمال والمساهمة في بناء الثقافة الحرة
وكيف يفهم السياسي من الصوت الحر ما لايفهمه من الثقافات السلطانية وغير ذلك من المحاور التي أثارها الأمين العام لبيت الشعر الشاعر ماجد الشرع تلاه بالتعقيب النقدي الدكتور عبد المجيد فرج الله متناولاً لجماليات النص عند الشعراء الذين لونوا سماء العراق بفراشات الحب والدهشة والبراءة والورود والأسئلة المستشرفة للعمق الإنساني كرد بليغ على صناع القهر والظلام، أما القراءات الشعرية فقد بدأها الشاعر كاظم البياتي بسؤال حيوي من أجواء الفيلسوف الألماني نيتشه :(الحقائق التي يسكت عنها قد تغدو سامة ) ممهداً لقصيدته التي لامست الجرح العراقي ، عنوان قصيدة الشاعر البياتي ( ما هذا الحزن) :

يمضي الوقت ، أتعرف ما معنى الوقت؟
هذا الحزن عراقي ، فلماذا تنظر في عيني ؟
من يقرأ وجهي ؟ في الغربة امسك قلبي بيدي أو أمنيتي
وأقول لها لاتحتكري الشوق أو تحتكري اللهفة
فانا صليتُ على قارعة الكلمات
إياك وهذا الرقص الأبله بين طريقين
البؤس له عنوان واحد
واراك بلا عنوان

هل تعرف غاليلو ؟ قد يأتي يشرب شايا هذي الليلة
ويحدثنا عن أزمنة
ثم يذوب كقطعة سكر في هذا اليم
غاليلو يطلب منا أن لانتحدث عن طعم العلقم
ونخاصم أزمنة قد لاتأتي
غاليلو يسأل بعضا منا
من كان يلم سنين العمر
وهو غريب في وطنه
تبكي الأيام علينا أم نبكيها ؟
ذلك عنوان الغرباء

*******
بهذا النص افتتحت الأمسية الشعرية ليعقبها قراءة للشعراء قيصر أبو طبيخ الذي وشح نصه بالغزل ولوعة العاشق المنكسر في حبه ، أما قصيدة الشاعر وهاب شريف رئيس بيت الشعر فقد حملت هماً عراقياً وحد في تلافيفه المدن العراقية مع حروفه راداً بذلك على محاولات بعض الأبواق المأجورة التي تحاول الإساءة والنيل من شرف المثقف العراقي والوطن لتقسيمه وتفتيت وحدته ، وقال الشاعر وهاب شريف إن القصيدة هي رد على الأبواق النابحة /الكالحة التي أساءت وتسيء اليوم أيضاً للعراق شعباً وحضارة وثقافة ووحدة إنسانية مدهشة ، تلاه الشاعر عادل الفتلاوي في نصه: ( تأملات قبل كتابة القصيدة ) لكن قصيدته لم تتوغل بعيداً لاستكناه الآليات الجمالية قبل الشروع بالكتابة فالكتابة لحظة كشف وانخطاف عميق عن عالمنا نحو عالم خاص هو عالم الشاعر وحده، وقراءة للشاعر سعيد قنبر يقول في نص قصير مكثف بالروعة والأحتجاج على الخطاب السياسي العقيم لإبدال العلاقة مع الترهات بعلاقة جدلية ترتبط بالأرض عبر التشبث بما هو اقرب إلى نبضها :
ملَّ خطابات الزعيم
نزع رأسه
ونام بالحذاء القديم !
*******
ومن الشعر العمودي قرأ الشاعر شاكر القزويني لينتهي إلى سؤال موارب في ظلام الوجود :
من يبعث فينا ذلك الإنسان ؟ وسؤال الشاعر هام لاسيما مع تشظي الكائن الإنساني تحت مسميات لاتمت لعالمه الفردوسي الجميل بصلة انها عموما أزمة عصرنا ، أزمة الإنسان المعاصر في كل المجتمعات والأمم ، حتى تلك التي قطعت شوطاً بعيداً في مجالات الحرية والتنمية والتطور وحقوق الإنسان ، من هنا يكتسب السؤال الشعري الأشد جرأة في عراقنا ومجتمعاتنا العربية أهمية الضوء الكاشف عن مالايرى أو ما لايقال في أحايين ملتبسةٍ كثيرة!

*******

أنا شاهد العصر الوضيع عصر به وطني يضيع

تلك الشهادة المحايثة للعصر المرير أو الصرخة الهائلة للشاعر شهيد الشمري الذي أمطر جمهوره بعذابات الوطن ليؤججها في أتون قصيدته الضاجة بحس الفجيعة إنها انعكاس لمواجع الوطن ، وتأكيدا لمعنى الحب الحقيقي بوصفه بديلا عن الأحقاد والضغائن حملت أبيات الشاعر مرتضى الحمامي دفقة نور وحنان وحين جاءت قراءته ارتبك الشاعر الحمامي لأنه مقدم الأمسية قائلا من يقدمني فأجابه الحاضرون اكسر الرتابة في هذا المجال وكن مقدما وشاعراً أيها الحميم !فنثر ورداً من أريج بستانهِ النضير .
في ختام القراءات قرأ الشاعر ماجد الشرع الأمين العام لبيت الشعر نصين قصيرين ليتحدث بعد ذلك عن راهن الثقافة العراقية، قائلاً :أيها الأصدقاء واصلوا جمالكم ... جنوا واعشقوا... العراق لم يعد يقاتل بالصواريخ وأسلحة الدمار الشامل ،العراق اليوم يقاتل في معركة الحرية بالجمال والإبداع والحب ، لان عدونا لايعرف الحب فزيدوا من مساحات الحب والحرية والجمال ... واكتبوا على الساحات والطرق والأرصفة كما دعانا مرة الشاعر السوريالي ، شاعر الحب والحرية الفرنسي ايلوار في نصه الجميل عن الحرية المدونة على الساحات وعلى المدارس وعلى خبزنا اليومي اكتب اسمك يا حرية !!فاكتبوا واكتبوا على قمصانكم وعلى الأشجار لان ذاكرتها هي الأوفى من كل حبر العالم ! ولسوف تدهشون العالم المصر على ظلمنا وقتلنا وقمعنا وتفجيرنا ونسفنا بأحزمة الحقد والضغائن والغدر والدسائس والتحريض والفتن والإرهاب والمتاجرات الرخيصة بواجهات تدعي الانتماء للثقافة لكنها ليست منها بكل تأكيد ، ويمارسون جميعاً الأدوار التخريبية بحق العراق ومبدعيه الأحرار! سوف تعطون درسا بليغا للسياسي وللآخر المطوق بالخداع والزيف في احترام الإبداع والكلمة الحرة والمواقف الباسلة
لقد سررتُ أيما سرور وأنا أصغي إلى نبضات قلوبكم تشدو عشقاً للرافدين أن صناع القهر والموت ما استطاعوا أن يفنوا هذه الروح العراقية العظيمة انه إصرارنا على الحياة والتشبث بالأحلام على الرغم من الرماد والآخر الجحيم !
*******
* في ختام الأمسية تلقت الأمانة العامة نبأ رحيل الشاعر العراقي المغترب في برلين سركون بولص الذي وافاه الأجل في 2007/10/22 وأعلنت الأمانة العامة لبيت الشعر على الفور أنها ستخصص الأمسية القادمة لتأبين الشاعر الفقيد وإعداد ملف ثقافي ونقدي واستعادي ووجهت الدعوة إلى الأدباء والمبدعين جميعاً للمشاركة فيه شعرا ومحبة ومواساة للشعر. وبرحيل الشاعر الكبير نتقدم بمواساة مخلصة للمبدعين والمثقفين ولجماهير الشعر والأدب بفقدنا لواحد من أهم رموز الشعر العراقي
الحديث وستقام الأمسية في مقرالامانة العامة لبيت الشعر بمدينة النجف /حي الزهراء / عصر يوم الثلاثاء المصادف 2007/10/30 وسيرافق الأمسية التأبينية بث إذاعي حي ومباشر من مقر بيت الشعر ليصل إلى أكثر من عشرة ملايين مستمع عبر راديو إذاعة المعارف على موجة أف أم ، كذلك تغطية إعلامية واسعة من قبل الإعلاميين والقنوات الفضائية والمشاركة مفتوحة أمام الجميع من داخل العراق وخارجه لمن يود الإدلاء بمحبته للشاعر الراحل شعراً أو مقالاً أودراسة أو تحية الاتصال عبر البريد الالكتروني الآتي  :

alsharamajid@yahoo.com 

* الأمسية التي تليها ستكون استضافة للشاعر العراقي المبدع المقيم بمدينة زيورخ السويسرية الدكتور علي الشلاه رئيس المركز الثقافي العربي السويسري ورئيس نادي القلم العراقي ، حيث وجهت الأمانة العامة الدعوة له ضمن زيارته الحالية للعراق احتفاء بتجربة شاعرنا الرائع ومحبة لصوته المكتنز بالعذوبة السومرية والبابلية التي حملها قنديلا يضيئ به متاهات العالم .


الأمانة العامة لبيت الشعر في النجف الأشرف

 

Counters