الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                        السبت 28/5/ 2011


 

مهرجان المربد..جدواه الثقافية وأجناسيته

خالد خضير الصالحي

اذا كان يوسف ابو الفوز قد توصل عبر المعنى اللغوي لكلمة (المربد) التي تعني، "مربط للخيل والابل... صارت تقدم فيه قصائد الشعر بالمفاخرة والخطب، مثله مثل سوق عكاظ. في الايام السود، التي عصفت بالعراق، خلال حكم الطاغية صدام، وبفعل من سياسة التبعيث، وحرارة تصفيق وردح جلاوزة المجرم صدام من حواريي النظام ومثقفيه وطباليه، تحول المربد من جديد الى مربط للخيل والابل!... خلال السنوات التي كان فيها (المربد) مربطا للخيل والابل، ايام كان الشعراء (الكسبة) يتبارون لتحويل كلمات وخطب و(خرط) المجرم صدام الى قصائد شعر وبعر"، فاننا سنحاول بدورنا ان نتوصل من خلال شكل اعلان (بوستر) المربد واجناسية فعاليته باعتباره (مهرجانا) ومن اساليب الدعوات ومحركاتها الخفية؛ بان (المربد) مازال ذات المربط الذي تعشش فيه اليات البداوة والتخلف والغلبة والكيل بمكيالين والتهميش وكل اليات التخلف التي ابتكرتها (الثقافة) العراقية وفرسانها من رداحي العصرين السابق واللاحق.. وسوف نحاول ان نتلمس ذلك من خلال:
اولا، من خلال قراءة بصرية لاعلان (المهرجان) الذي شكل صدمة لنا؛ فهو وان صممه الرسام العراقي المغترب يوسف الناصر في اجمل ما يكون، حسبما ذكر لنا الكاتب جاسم العايف والشاعر سلام الناصر واللذين اكدا انه خضع الى تخفيض سعر الكلفة الى ادنى حد وتدخلات (ذوائق) جاهلة حولته الى ما يشابه الخيمة السوداء التي يظهر من احد اطرافها فانوس او ما يشبه ذلك فيتحول المكان فيه الى مربط حقيقي (للخيل والابل!) في ليله حندس لا يبين من معالمها شيء!!، كما لا نعرف اي نمط من الذائقة التي تقبلت تسلّم ونشْر اعلان بائس كهذا واي بؤس ذلك الذي تبجح به احد اعضاء الهيئة الادارية الحالية لاتحاد ادباء البصرة امامنا يوما، مدعيا بان الهيئة الادارية تمتلك ذائقة رفيعة وحداثية في الفن التشكيلي، وقادرة على تذوق الفن، وذلك حينما اعترضنا مرة على وجود اعلانات كبيرة الحجم وقبيحة والمظهر كانت من بقايا فعالية قصيدة النثر اعتقدنا بانها كانت تخرب معمارية مبنى اتحاد الادباء من الداخل مما حدا بالسيد مسؤول اللجنة (الثقافية) الى الادعاء بان الهيئة الادارية ضليعة، وخبيرة في تذوق الفن التشكيلي بشكل (لا يشق له غبار)، وهي (مقْدرة) ربما اوهمت هؤلاء (الاداريين) بارتكاب قرارات مرتجلة كالموافقة على اعلان بائس طباعيا كهذا، وكان يمكن لهم الاستعانة بنا نحن المشتغلين بالفن والنقد التشكيلي، ام اننا برايهم لا ننفع لا لشوي ولا لطبخ ما لم نعلن اولا البيعة غير المشروطة لاشخاص يسيئون براينا لانفسهم، وللثقافة، ولاتحاد الادباء من خلال ضعف امكانياتهم، وسياستهم الفردية والمرتجلة والمهمِّشة للهيئة العامة وللمثقفين الاصلاء في اتحاد ادباء البصرة، وهي سياسة قائمة على الفرز والتهميش، ردود الافعال، والاحقاد المبيتة، وهي لا تليق بالثقافة والمثقفين، ولا بالسلطة وشرائطها الاهم في ان لا تحركها الاحقاد..

وثانيا، تمّ تكريس اجناسية الفعالية لتتحول من ملتقى، يفترض فيه ان يخدم الثقافة وتحولها باتجاه المساهمة البناءة في تثبيت الهوية الوطنية العراقية؛ باعتبارها اهم مهمات الثقافة العراقية، واهم انجازاتها السابقة، فتحولت الفعالية الى (مهرجان) بكل التداعيات التي كان قد وصفها به احد رؤساء اتحاد الادباء السابقين في البصرة: بان (المهرجان) اشتقاق من (الهرج والمرج)!..، وقد كنا، كما كان الكاتب يوسف ابو الفوز "نامل، مع سقوط النظام العفلقي الشوفيني، وفي العراق الجديد، العراقي الديمقراطي... ان لا يكون هناك تمييز، او مكان للاخوانيات والمحاباة والموالاة في وضع قوائم ضيوف اي مهرجان ثقافي، خصوصا مهرجان يراد له ان يكون مهرجانا للثقافة العراقية، مثل مهرجان المربد، فما الذي يا ترى يمكن ان يقال عن المربد الثامن ؟!" ويضيف يوسف ابو الفوز.. المزيد من النواقص الكبيرة مثل: منها ان "كل اسماء القائمين على المهرجان" وكل اسماء اعضاء ما سميت بـ " الهيئة العليا لمهرجان المربد الثامن" كما يقول، هم من غير المعروفين في الوسط الثقافي، وشدد كما نقل لنا الكثيرون على رداءة الشعر الذي " قدم هناك"، و"الكثير من الانتقادات عن عدم كفاءة القاعات ورداءة اجهزة الصوت، وفوضى في الادارة، وتدخل بعض رجال دين في قراءات بعض الشعراء، وامور اخرى يعرفها الاخوة المربديون جيدا" كما يقول ابو الفوز...

ويؤكد زميل اخر هو كريم عباس زامل انه منذ "اصبح المربد يقام في البصرة، اصبح للهيئة الادارية في اتحاد الادباء في البصرة تاثير واضح في اختيار اللجان، وفي اختيار النصوص وفي اختيار الندوات، وفي اختيار النصوص التي تنشر في مجلة فنارات وجريدة المهرجان، وكل هذا يتبع درجة الود والتقرب من رئيس الاتحاد ونائبه،لان رئيس الاتحاد اختصر الهيئة الادارية بشخصه وشخص نائبه الذي يتفق معه في كل شيء" لذا سنفحص امر الدعوات: اساليبها، ودوافعها، وخفاياها، لنستخلص منها تقييما للعقليات التي ادارت (المهرجان) فاركز حديثي عنها باعتبارها مفتتح النجاح، والاخطاء، والفيصل الذي نقايس استنادا اليه بقية عناصر المهرجان، فاولا هنالك اساليب متحضرة للدعوة تتم من خلال الاتصال الشـخصي بالمدعو، وتبيان ظروف الدعوة، وما توفره ادارة المهرجان للمدعو، واستحصال موافقته بالمشـاركة قبل نشر اسمه في الصحف والمواقع، اما ان تتم مفاجاة الجميع بنشر اعلان في الصحف والمواقع الالكترونية ينص على "يسرنا دعوتكم لحضور....

وتعتذر الهيئة العليا واللجنة التحضيرية عن استقبال من لم يرد اسمه في قائمة المدعوين، كما نتمنى على الشعراء المشاركين ان تكون قصائدهم جديدة" بينما احتفظ انا باسماء العديد من الاصدقاء الذين نشرت اسماؤهم ولم يتصل بهم احد حتى هذه اللحظة، انما جاءت اسماؤهم من اجل تغطية اسماء المدعوين (الحقيقيين) وجلهم من الاداريين في الهيئات الادارية لاتحاد الادباء في المحافظات، ومن المشتغلين في الصحافة، ومن اصدقاء نفر من متنفذي الهيئة الادارية في اتحاد ادباء البصرة الذين هيمنوا على ارادة الهيئة الادارية بقضها وقضيضها، و(استفلكوا) الاوضاع، وصادروا اراء ونداءات الهيئة العامة كما ذكر ذلك الزميل كريم عباس زامل، فجاءت قائمة المدعوين مخيبة للامال، وخالية من اي من اعضاء اتحاد البصرة من خارج مجموعة الهيئة الادارية والحلقة المحيطة بها من الذين يلهجون بالثناء والتسبيح لمنجزات الهيئة الادارية الحالية وتلك التي سبقتها رغم انها من افشل الهيئات الادارية التي مرت باتحاد ادباء البصرة خلال تاريخه السابق..

ونحن نتساءل الا يحق لنا نحن ادباء البصرة ان نُعامل بشكل محترم كما يعامل المدعوون الاخرون الذين لا يزيد البعض منهم عن ان يكونوا مشتغلين في (مهن كتابية) شتى في بعض الصحف والجهات، وهي مـواهب لا يمكن ان تصنف باعتبارها ثقافية ولا كافية لحضور فعالية كالمربد بدلا عن اصحاب القضية (ادباء البصرة ومثقفيها واساتذتها الجامعيين)، بدلا عنا نحن الذين قضينا حياتنا مستقلين بالمواقف والانتماءات طوال تاريخنا الذي لم يلوث لا بالانتماء الى اي من الاحزاب ولا بالكتابة او التطبيل للنظام السابق ولا الانتماء الى حزبه او لاي نظام؛ ولكن جريمتنا الكبرى اننا نضع انفسنا دائما في مواجهة المؤسساتية واخطائها حيثما كانت تنتمي: حزبيا او ايديولوجيا او اية من الاعتبارات الاخرى



جريدة الصباح 26/5/2011



 

free web counter