الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 27/12/ 2012

 

مهدي محمد علي

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله


 

قصائد من ديوان ( سر التفاحة ) *
دار بابل، الطبعة الاولى 1987

(6)

سيناريو اوّليّ للحب

الى ( ف ) منذ الطفولة

 

سيناريو اولي للحب

 

بانوراما

 

غودرَ البيتُ ثانيةً

وامَّحى اثر الخطوات

ليلةً ،

     كان ضوء القمر

         ضائعا في السطوح

    كان وجه القمر

         شاحباً في السماء

     كان وسط القمر

          هوَّةٌ مثل عين الفتاة التي غادرت بيتها

ها هو البيت يزهر ثانيةً

ويداها على الشرفات

....................

هاهو القلقُ العذبُ واللفتاتْ

 

إنارة

 

في بياض النهار

سوادُ القميص

في سواد القميص

بياضُ الزهور

وقفتْ في الرواق الطويل

زهرةً في سواد القميص

إنه الآن يخطو إليها ..

توقَّفَ

... ... ...

بينهما كان صمتُ الوداع

( انحنتْ مرةً ، وانحنى

نهضتْ ، كان ينهضُ

اوشكَ كلٌّ باحضان صاحبه يتساقط )

... ... ...

بينهما الآن عشرون خطوة

 

مونولوج

 

يدُها ام يدي لوحت بالوداع ؟

عينُها ام عيوني أنا اضطربتْ

وجهها أم يدي ؟ !

 

مشهد

 

أغلقتْ باب غرفتها في المساء

رددتْ جملةً كان قد قالها

انصتتْ   

كان صوتُ المطر

حررتْ شعرها من مشداته

                            والشبابيك من اسرها

انتفضتْ !

كان يهمس في ليلها :

                       ( يا فتاة المطر ! )

 

مونولوج

 

كلَّ يومين

اقطف من اجلها وردة الرازقيِّ

وتذبُل

.....

خذْ بيدي ايها الموعدُ المفتدى واتَّقد

جذوةً عبر مرآتها

 

إنارة شاملة

 

في بياض النهار ، بياض النهار

                                   او سواد القميص

في سواد القميص ، سواد القميص

                                     او بياض الزهور

في سواد العيون ، سواد العيون !

 

هوامش على السيناريو

1

جئتِ لي في الضحى الغائم

شجرة ليمون

عميقةَ الخضرة

كنتُ شاحباً :

              مستقراً من شدة اضطرابي

             ومضطرباً لشدة هدوئي

 ***

في اليوم التالي

جئت حبيبةً وغامضة

فافترقنا دون مصافحة !

2

إنهم دوماً يسلبونكِ مني

إنهم دوماً ينادونكِ

إنهم ..

لازمتكِ الدائمة

وعذابي الخفي

3

ربما تلْمحينْ

قامتي بين حشد من الناس

ناحلةً

ربما تبصرين

خصلتي ــ بعد عمر ــ مفضَّضّةً

ربما    تختفي النافذة

وتضيع حشود من الناس عبر الجدار

ربما توصدين النوافذ

ربما .. لا تكون نوافذ

ربما تجدين

وجهك المستكين الجميل

ذابلا

 

عندها ،

تبصرين المرايا مفضَّضّة للمشيب !

1977

 

مواقع

مواقع 1

 

كنتِ في السنوات الثلاث الاخيرة

            ( تفيضين لوناً وابهتُ لونا )

 كنتِ في السنوات الثلاث الاخيرة

          ( تغنين صامتةً .. ثم باسمةً )

كنتِ في السنوات الثلاث الاخيرة تستأثرين بصمتي

بمنتصف الجسر قبل العبور

كنتِ قافيةً لاتمسُّ

واغنيةً لاتغنى

كنتِ لي وردةً للفتوة

غامضةَ العطر ، سريةً

 

غير اني حين تفتَّحتِ لي

صرتُ قافيةً لاتمسُّ

واغنيةً لا تغنى

 

كنتِ في اللحظات الثلاث الأخيرة

           ( تغنين صائحةً .. ثم غاضبة )

 كنتِ في اللحظات الثلاث الأخيرة

            ( تشدّين شعركِ مهتزةً )

 كنت في اللحظات الثلاث الأخيرة

             ( تخافين مني وترتعدين )

 كنت في اللحظات الثلاث الأخيرة

وجهي الذي يختفي !

 

مواقع 2

 

بين وجهي ووجهكِ

بوابة للعذاب

وافئدةٌ كالمهارى

بيننا السوق   سُمْكُ ميلٍ

 

بيننا الآن

اغنيةٌ للرياح التي لا تُبارى !

انتِ لاتفهمين انتصاري

ربما تفهمين

انتِ لا تدركين الذي يحدثُ

ربما تدركين

انتِ لا تعرفين الذي سوف يأتي

ربما تعرفين

 

انني واقف ههنا

ربما تنهضين

 

مواقع 3

 

آه .. لا تبسمي

               إنني ممسكٌ بالذي تحت عينيكِ حين تغضِّين

لا تغضبي

ربما تطلقين عصافير عينيكِ في منزلي !

 

مواقع / الخلاصة

 

بعد عشر من السنوات

لن تريني سوى للذي قاد خطوكِ لي

             والذي قاد خطوكِ عني

 بعد عشر من السنوات

لن تريني سوى رجلٍ يحسبُ السنوات

               ويعاني لهيب الخطى دونما كلمات

 بعد عشر من السنوات

ربما لن تريني سوى كلمات

بعد عشر من السنوات

 ربما لن تريني !

1973

 

غياب
 

لقد كنتُ قربَ الحديقةِ

لم تكُ اعشابها تمنحُ القلبَ خضرتَها

كان زهرُ الحديقةِ مثلي

                                    ( ولم تأتِ )

كانت ظلال الحديقةِ

تقصرُ .. تقصرُ

والشمسُ تصعد ابراجَها

والزهورُ تفارق الوانها

وفؤادي تثلجهُ الشمسُ

                              ( لم تأتِ )

ايقنتُ أنَّ السوالفَ تبيضُّ

والقلب ينقضُّ تحت الجوانِح

اين المرايا ؟ !

ظلالُ الحديقة تقصرُ

والشمسُ تصعد ابراجَها

والنساءُ يثرثرنَ في الباص

والصبيةُ المسرعون الى العيد :

احذيةٍ وشرائطَ

يسعون نحو المرايا

 

خذوني الى النوم

ان ظلالَ الحديقةِ تقصرُ

والوقتُ يمضي

ورأسي يشيبُ

احملوني الى النوم

ولتتألقْ معي في المنام المرايا !

 

1973

 

علاقة

ــ تحت شمس الظهيرةِ ،

انتِ معي تجلسين

ــ احترقنا

لنعبرْ

هناك ظلال الحديقةِ

ــ لا ..

إن قلبي يخاف الظلالَ

ويبحث عن حرقةِ الشمسِ

وجهكِ في الشمس

وجهي !

ــ احترقنا .. كفى

وظلالُ الحديقةِ تمنحنا الفةً

ــ اننا نبحث الآن عن حرقةٍ

ــ لا ، كفى .

ــ إن وجهكِ يحمرُّ .. يشتدُ

لكن وجهي هنا

ما يزال وحيدا

2

نلمسُ العشبَ

نلمس بعضَ اصابعنا

واختفاء الضياء

وراء النخيل على الضفة الثانية

ــ يرسمُ الماء وجهَكَ

 ــ يرسمُ وجهكِ

ــ ها نحن ننتبه الآنَ

امسكْ يدي !

ــ أنتِ باردةٌ

ان قلبيَ يحدّق

 ــ امسكْ يدي

ــ ان قلبيَ هذا المساء

وحيداً يحدقُ

ــ امسك يدي !

1973

  

* القصائد منشورة حسب تسلسلها في الديوان ، وسيتابع موقع الناس نشر بقية القصائد لاحقاً



- مجموعة قصائد (5)
- مجموعة قصائد (4)
- مجموعة قصائد (3)
- مجموعة قصائد (2)
- مجموعة قصائد (1)






 

free web counter