الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

السبت 25/2/ 2006

 

 

 

حلول الواقع في الرموز التراثية في قصص الشاب المبدع علي السباعي

 

حاوره في الناصرية \ ابراهيم عبد الحسن

أعتاد الشعراء والقصاصون على اللجوء للرموز الاسطورية من التراث العراقي القديم سواء كانت من الاساطير البابلبية او السومرية او الاشورية وذلك للابتعاد عن أفق الواقع الذي لايطعنون شغافه برماحهم الحادة بل يحومون حوله كما تحوم الفراشات حول النور ولاينغمسون في أدرانه ولا يلبسون ارديته المهلهلة التي تركها الناس في عهد الطاغية عهد الظلم والاستبداد ومصادرة الرأي الاخر في كل مفاصل الحياة . كان الواقع في ذلك العهد البغيض منطقة محرمة لايدخلها كتاب القصة ويهوم الشعراء في فضاءات بعيدة عنه ويجملون وجوهه القبيحة ويلمعون سماوات من القهر والعذاب ويجعلوا من شقاء الشعب ترانيم لتمجيد الطاغية كانوا (( الاغلبية )) يتاجرون بآلام الشعب ويجعلون من مآسيه مرايا كاذبة لاتعكس سوى صورة شتات واقع جميل يمتح من الاكاذيب مياهه القذرة . كان القصلصون والشعراء يفترضون أمجادا كاذبة من تلك الرموز الانسانية ارائعة التي خلفها أجدادهم السومرين ليتوجوا بها رؤوسامزيفة خاوية من الكبرياء والعفة والشرف .
غير أن القاص المبدع علي السباعي شأنه شأن البعض من جيله الذي دمرته الحروب والمآسي بل كان ضمن جيل الشباب انتاجا وانتماءا في الادب العراقي والسباعي جزء من جيل حاصرته الحروب واوجاع الحصار مدى سنين تجاوزت العشرين عاما فمن حرب لاناصية ولا قرار للشعب فيها الى حرب ثانية خلفت الاشلاء والاوجاع والالم والجوع وسيدها يتربع على وحل من الهزائم وحلم الخائبين من هنا كان تاثير هذا اواقع واضحا عبر قصصه كلها لنا وقفة مبدأية واضحة ترشحها نصوصه للتدليل على لمواقف من كل قسوة الدمار الثقافي فكان لنا معه هذا الحوار ...

- كيف تؤسس لتجربتك القصصية ؟

- لابد أن اعترف مقدما ببساطة تجربتي القصصية ولم تكن تلك التجربة الموغلة في جذور حيوات الناس بل كانت مرايا عكست حالات من العنت والاضطهاد وكان اشتغالي على اتاريخ لسبب سياسي بالدرجة الاولى فقد كنت أكن بغضا شديدا وكراهية عميقة لنظام الحكم السياسي الجائر ولرأسه العفن أسوة مع ابناء الشعب الذين طالهم الخراب والظلم والاستبداد في كل مناحي الحياة بل في ادق التفاصيل فقد عشت سنوات الحرب الثمان مع ايران التي سيق فيها خيرة الشباب حتى اذا انتهت وصمتت المدافع وامتدت المقبرة الى مسافات بعيدة وكثرت الارامل المتشحات بالسواد الواتي فقدن أزواجهن وكذلك كثر الايتام الذين فقدوا آبائهم فزرعت أرض العراق بالمآسي التي أورثت انحرافا في الاخلاق والطباع والسلوك ولم يتعض النظام بل سقنا الى حرب اخرى انتجت لنا سنوات لحصار العجاف من هذا الواقع بدأت تجربتي القصصية.
كانت محاولات قصصية لايعتمد عليها ولكني اعتز بها كدفعات اولى من ينبوعي القصصي كانت القصة قدري وآمنت في قرارة نفسي بأن لابد أن اكون قاصا اذ اني وجدت في القصة اداة تحرث ارض الواقع وكنت اعاني كثيرا حين كتابة النص القصصي وخاصة نصوصي التي كتبتها في سنوات الحصار .

- كيف عبرت عن رفظك هذا الواقع؟

كنت اكتب ضد نظام الحكم السياسي وضد الطاغية صدام وكنت ألجأ للتعبير عن هذا من خلال االرموز التاريخية مثل عتودع , ايرهة لحبشي ,الحجاج اولئك الطغاة الذين ظلموا ابناء شعبهم وقتلوا الابرياء منهم الذين رفعوا اصواتهم ضدهم وضد ظلمهم وطغيانهم وكذلك شمل هجائي القصصي ابن الطاغية وقد لمحت لشخصيته الكريهة في قصة ( ورود الغابة ) حين اغتصب يوما خطيبة مواطن بلا ذنب ارتكبه ولاجريمة وكانت لاحول له ولاقوة لقد اردت ان اعبر بهذه القصو عن معاناة الشعب العراقي الذي كان أعزل وصب عليه الطغاة اظطهادهم تحت شعارات مزيفة في العروبة والقومية والعزة والشرف
ولم يقتصر اقتباسي للرموز التاريخية التي كانت مشهورة بالظلم بالظلم بل لجأت الى شخصية تاريخية حفيرة تدعى ( قطام ) التي كانت تحقد على الاما على بن ابي طالب ( ع) وعاهدت لمجرم بن ملجم ان تكون زوجة له حين يلطخ يديه بدم الامام كانت محرضة على القتل أشبه بالشعراء المرتزقة الذين ضجوا بقصائدهم المزيفة التافهة لاثارة ابنا الشعب العراقي وخاصة العسكريين منهم وزجهم في أتون الحرب واصطناع نداءات مزيفة لاثارة النخوة المتغلغلة في نفوس العراقيين
كذلك استعرت اسد بابل الذي يرمز للعمق الحضاري للعراق الذي شوهته ادعاءات الطاغية بالانتماء اليه وادعائه الباطل بانتمائه الى الملك البابلي نبوخذ نصر

- هل نجت في قصصك او الرموز التاريخية لحضارة وتاريخ العراق ام اتسعت مديات نصوصك القصصية ؟

كان همي الاول مآساة شعبنا العراقي وهذا لايمنع من اني لم اهمل الصراع العربي الاسرائيلي بل كانت له حصة جيدة في نصوصي القصصية وقد عزفت على الوتر الفلسطيني بصدق وضمدت جراح الفلسطينين وأبنت شهداء فلسطين الذيم منحوا دمائهم لارضهم المغتصبة عكس ما كان يتاجر بهذه القضية النظام الدكتاتوري في العراق وان نجاحي في استعارة الرموز يرجع الى اسلوبي المتميز بأقتباس الرموز التاريخية والدينية والشعبية وذلك متروك للنقاد ولا شأن لي به غير ان وازعي الاساس هو اعتناق قضية اضطهاد الشعب ومحاربة الطغاة بسلاح رموزي لقد ارضيت ضميري الانساني حين وقفت ذلك الموقف الذي يشرفني الوقوف به وارتحت نفسيا حين دافعت عن المظلومين والمضطهدين واديت جزءا من رسالة الاديب الانسانية الا وهي نصرة المظلومين وفتح نوافذ الامل للقاطنين في مملكة اليأس .