الخميس 20/3/ 2008

اعادة عرض مسرحية حيدر ابو حيدر في يوتوبوري وكوبنهاغن خلدون جاويد سيعاد عرض مسرحية البرقية للفنان حيدر ابو حيدر في يوتوبوري يوم 22/3/2008 في قاعة : PÅ BACKA KULTURHUS PÅ SELMA LAGER LÖFS TORG تمام الساعة السادسة والنصف . وكذلك في كوبنهاغن يوم 26 / 3 في الساعة السادسة والنصف . في قاعة : nørre alle 7- verden kultur center المسرحية " البرقية " كانت فكرة المسرحية قديمة منذ الثمانينات ، وكان العمل بها يستهوي الفنان حيدر . انها عن قصة " الشهداء يعودون هذا الاسبوع " للكاتب الجزائري الكبير الطاهر وطار والتي كانت في حوزته منذ تلك الأعوام .لقد شغف بها . واليوم رآى في تكاملها الدرامي ما ينعكس على واقعنا العراقي ، فقام بتنفيذها كيما يطرح سؤالاً امام الأحياء اللآهجين بأسماء الشهداء باعتبارهم رصيدهم، لكنْ هناك تجاهل لهم ، من قبل البعض ممن يمتلك القرار، وبعد التغيير الحاصل في العراق .. هل ياترى سيراجع المعنيون انفسهم ويسألون لماذا استشهد هؤلاء الناس ؟ . التصعيد في المسرحية قام الفنان حيدر ابو حيدر بتعريق النص بل تصعيده باللغة الدارجة الى مستويات كوميدية ملحوظة اذ طغت على الكثير من اجواء المسرحية روح الدعابة التي يمتاز بها الفنان ، وكذلك الكوميديا اللآذعة ، وهي في رأي الكثيرين ضرورة آنية وملحة ، وذلك لما يعانيه المواطن العراقي من اختناق بالأحزان ، فبات الحال كما هو المثل القائل " شر المصيبة ما يضحك " ولقد امتزج الضحك بالدمع في وجه العراقي فبدا في هذه المسرحية بالذات مرآة لحقيقة الناس . نجاح المسرحية الملحوظ عنصران مهمان في العمل ، الدعابة الناجحة المبنية على تطوير حيدر ابو حيدر للموقف وشحنه الى الأقصى توخيا ً للإمتاع وأيضا لإستيعاب دراما الحدث وجديته في حياتنا ، وقد وفق الفنان بذلك وياليته يتبع ذات الاسلوب في عمله اللآحق . لقد تغلغل هذا النوع من الابداع في قلوب الجمهور الذي راح يصفق للنص مرات عديدة . الاخراج يعلم القاصي والداني بأهمية حيدر ابو حيدر ممثلا بارعا، لكنه هذه المرة وفي مرات عديدة سابقة ، يظهر امكانياته الإخراجية بطريقة البناء المتصاعد الذي قاعدته التوسع في إضاءة الحدث بشخوصة واعادة لملمة مشاهده وفصوله باتجاه الصعود بالاحداث كالهرم وبالتالي الوصول الى قمة ... ان المقدمة والمحتوى وبالتالي الخاتمة هو اسلوب انشائي - معماري لأي حدث .. أي ان الصفاء الدرامي الجمالي عبر المسرحية قد كلـّلـَها المخرج بذروة مؤتلقة مثل صعادة ضوء . حاول الفنان حيدر التركيز على الشخصية الرئيسية الأُم التي هي رجل في قصة الطاهر وطار ، اما الشخصيات الاخرى فهي التي تدور حولها . كذلك استخدم خمسة ادوار يقوم بها شخص واحد . قام المخرج بابراز القبح الى الاقصى في مواقف وحوارات الممثلين وبالتالي فقد نجح في استدراج الجانب الايجابي - الخيّر وتركه كأمانة ووديعة في وعي وضمير الجمهور أي كما هي قاعدة التطهير المعروفة " كاثارسس " . جمهور الفنان حيدر ابو حيدر يخرج الجمهور من المسرحية ،وفي كل مرة ، معبئا ً بقيمها الهادفة الى رد الاعتبار للشهداء عبر ضرورة ان يبني اصحاب القرار السياسي بلدهم وان يشيدوا القيم العظيمة التي استشهدوا من اجلها . وقد عبر الجمهور قائلا بان المخرج قد اختصر كل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بموضوعة الشهداء ... وتأثـُر الجمهور كان واضحا . النساء في هرم المسرحية قامت النسوة جميعا بالجهد المسرحي المتميز وقد ابدعت الممثلة الفنانة المتألقة نضال عبد الكريم بدورها الرئيسي وكذلك الفنانة السورية المبدعة غفران ابو سالم مع الممثلة الموهوبة الصاعدة لانا البابلي . كنّ جميعا على خشبة المسرح مثل ورشة عمل بتجاوبهن وحرصهن .. كما قامت نساء رائعات في اسهامات مهمة : توزيع الإنارة على يد ام ايفان السيدة بورسعيد هادي ، والتنفيذ الموسيقى على يد ام لانا السيدة بيان محمد . الطاقم جميعه نسوي عدا الممثل – المخرج ، وبذا تستحق المرأة دائما وابدا كل الإكبار في امكانياتها الهائلة على البناء فوق ارض الواقع وفي عالم الفكر والفن والابداع . الديكور وإسهامات متعددة كان ديكور الفنان النحات خليل ياسين معبرا وفيه الدلالات الرمزية الواضحة والجميلة ، كمفردة التنور وسمات البيت العراقي الاخرى . وهنا لابد من توجيه الشكر – يقول حيدر ابو حيدر – الى ابي سلام الصديق العزيز خليل ياسين الذي بذل ويبذل قصارى جهده من اجل انجاز اية مهام فنية واجتماعية ، علما بان الفنان خليل كان قد اشترك مع المخرج باعمال كثيرة منها التصميم والاكسسوار والديكور وخاصة دوره في مسرحية كلهم قصّخون التي عرضت في كوبنهاغن – 1993 . شكر خاص شكر خاص للاستاذ بهاء الموسوي على مَنـْـتـَجة الموسيقى في ظروف عمل صعبة اقتضت ، العمل حتى الصباح وذلك في اليوم القبل الأخير للعرض . انه لابد من الاشادة بصبر وطيبة قلب الصديق بهاء وتضامنه الاخوي في واجبنا جميعا لتقديم اجمل ثمرة ابداعية مشتركة نهديها لجمهورنا وشعبنا . تحية للمخرج : أغلى وأحب التحايا للصديق العزيز حيدرابو حيدر الفنان الذي يضع وطنه في قلبه ويحنو بجهود مضنية وامكانيات بسيطة من اجل تقديم اروع الأعمال . دمت لمحبيك وجمهورك العاشق لطريقة عملك وادائك ولكل الناس الرائعين المتواضعين العاملين معك ، من اجل خدمة فنهم وشعبهم. وطوبى لجرح يبتسم . شكر لجندي المسرحية المجهول هناك – دائما او احيانا – جندي مجهول في كل عمل ، لا يتذكره أحد سهوا او لدوره الطفيف ! لكن هنا نوجه كل المحبة والاحترام له اينما كان قريبا ام بعيدا . مع اعذب العناق لإسمه وطيفه وذكراه ! ولن نقول له سوى : " نحن جميعا معك " ! . ******* * توق ٌ أخير ٌ : " اعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا نبيلا." ...                                                                 الفنان الألماني العظيم بريشت