الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 20/12/ 2008


 
فلم " حيـاة ما بعـد السـقوط "
للمخرج العراقي قاسـم عبـد

لقـد ذرفت الدمـوع

د.حسـام آل زوين
اسعدت بالحضور لامسية في مشاهدة عرض فلم " حياة ما بعد السقوط " للمخرج العراقي المبدع قاسم عبد ، والمشارك في مسابقة الافلام الوثائقية الطويلة لمهرجان دبي السينمائي . وقد عرض الفلم بجزئيه الاول والثاني في القاعة رقم 4 / سينما ميغامـول الامـــــــارات / دبي ، مسـاء 13-12-2008 ، حيث غصت القاعة بالحضور ومن المختصين والمهتمين في هذا الجانب من الفن ، من العراقيين والعــرب والاجـــانب ، وجمع من الجالية العــــراقية والعربية المقيمة في الامارات وقناة العــراقية ، وبحضور المنتجة ميسون الباجه جي .
ومن خلال مشاهدة الجزئين للفلم بتتابع وانسجام ، كأن الاحداث والفواجع وقعت الان ، البارحة او اليوم، وكانك  وانت المعني في داخل الحدث والمشهد والدورذات المكان والزمان ، وبهذا قد جسد المخرج حسب تلك الامكانيات الفنية والمادية المتاحة من تهيئة واعداد واخراج وتوظيف المكان ، مـأسـاة شـعب ووطـن ، بأبدع صورة واعمق الابـداع ، بعمـق المأساة ، بعمق المسئلة العراقية بجوانبها وتفاصيلها ، بمدى عـذابات شـعبٍ لا حول له ولا قوة ، رزح تحت همجية وطغيان دكتاتورية غاشمة وفقد ابسط مقومات العيش الكريم في وطن غني بترابه وخضرته  ونهرانه ونفطه ... عكس الفلم " حياة ما بعد السقوط " بتجسيده الواقع بانه لا حياة في ما بعد السقوط ، وذلك من جـراء حــروب همـجـيـة تمخضت نتائجها وتفاعلاتها بانعكاساتها الكـارثية على كافة نواحي الحياة العـــراقــية  الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية . لقد جسد معــانـاة الناس من الفقر والعوز والبطــالـة وفقدان فرص  العمل ..مدارس وكليات وجامعات وامنيات الشباب ، وامنيات وافراح شعب لم تكتمل ، حيـــاة الناس البسطاء ،  والمقهى وصورة الزعيم عبد الكريم قاسم ، وما حل بالشارع والاحياء الفقيرة ، وعــاداتنا وتقـالـيدنا ، الجوامع  ومراقد الائمة والمقابر والتحضيرات للمناسبات الدينية كل حسب تصوره وامكانياته ، وكنائــس مهدمة ، في الشوارع فوضى والناس في حالة ترقب وانتـظار وتأمل بالجديد المنتظـر .. تناثرالسيارات والعربات والدبابات وجنود المحتل وزخــات الرصاص والعيارات النارية وتحليق المروحيات العسكرية والطيوروالحمام ، وازمة الوقــود والازدحام وطوابير الغاز والماء ناهيك عن ازمة الكهرباء .
الجزء الثاني اكثر مرارة حيث العائلة فقدت اخاهم الاصغر الذي تخرج من معهد الموسيقى ، وكغيره من شباب العراق الذين لم يجدوا فرص العيش والعمل اضطر الى فتح ورشة تصليح ، يعمل مع ابنه الصـــغير، اغتالته يد الاجرام والارهاب ، بحثوا عن جثته في المستشفيات وثلاجاتها ، زاروا مقابرهم ، لم يعثرواعليه ، اقاموا على روحه الفاتحة ، كان علي شابا مسالما طيبا اصغر الاخوة مكافحاً . اجهضت الشابات والنسوة الجالسات في المقاعد الخلفية بالبكاء والنحيب واذرفت الدموع ، نعم لقد اذرف دمع عراقي ثقيل ، لقد ارجعني الفلم حقا الى ايام الطفولة والصبية حينما شاهدت اول مرة فلم " ام الهنــد " وكيف كنا نسمع النحيب والبكاء من المقاعد الخلفية للسينما وتصورت حينها فلم مأتم ، لقد ابكانا فلمنا هذا العــراق ! .
وتشرق الشمس من جديد ويطير الحمام في السماء ويخرج عـلـيٌ من ورشته الصغيرة او ينهض من قبــره مبتسما وانامله تداعب البيانو بلحن جميل . غطيت الشاشة باجمل الالوان في الغروب والشروق .
انتهى الفلم ، خفت البكاء ، وانيرت الاضواء .
فتحت ابواب النقاش والاسئلة مباشرة مع المخرج المبدع قاسم عبد ، اسئلة ومداخلات من اجانب وعـــرب وعراقيين باللغة الانكليزية والعربية ، اشادت المداخلات بالعمل الفني الابداعي من المحــتوى والتكــنيك ، ابدوا اعجابهم باسلوب العرض للواقع العراقي ، ونضيف بانه قد عكس وصور معاناة شـــعب ووطــن .
تصوير الفلم جــرأة ومصداقية في تجسيد المحنة العراقية .
عرف المخرج بجديته ومثابرته وثقافته ، نشد على اياديك بحرارة ومزيدا من الابـــــداع لما فيه خـــير للشعب والوطن .


 

free web counter