الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الجمعة 18/9/ 2009

 

أمبرتو ايكو : المعنى توالد متتالية أشارية غير ثابتة البنية
(2)

سلام الاعرجي *

خلاصة الجزء الاول : يرى ايكو ان الخطاب الفني والادبي نتاج تبادلية علائقية بين الفردي والكوني . وان الخطابين بنى تنتظم على وفق دلالات تشكلها الواقعة مضاف لها التجربة الفردية , وتاويل التجربة يحقق المتعة واللذة الجمالية كما يعتقد امبرتو ايكو ان خطاب الفن او الادب حركة بلغة نهايتها الا انها لا نهائية مدرجة في نهاية , ولكن كيف سيبدو مفهوم البنية حسب ( ايكو ) هل هو الصلة المتبادلة المتداخلة لعناصر المواجهة الامامية واللاحقة ؟ نعم هو كذلك , وعلى هذا الاساس جعل ايكو نظام الاشارة على وفق ( عشر مربعات ) - مستويات - بنائية تسعى لتنظيم بنية شكلية هرمية غير مستقرة وغير منتظمة الا ان كل مستوى - مربع - في مخططه يجسد في ذات الوقت مكونا بنيويا من مكونات النص كما ينجزه المتلقي وفاعليته التي يحفزها ويثيرها جماليا الخطاب بذاته . الا ان تلك المستويات او البنى ذات صلات تبادلية مع بعضها وتشكل وحدات المحتوى ووحدات المعنى - الشكل / الاسلوب - معا .

المربع الاول :
الشفرات والشفرات الفرعية , ويحملها قواعد الخطاب والمستوى المعرفي اللغوي للقارىء ثم القانون المسيطر على وحدة التفاعل بين شفرتي النص والتلقي - المستوى الاسلوبي -

المربع الثاني :
ظروف النطق او الكلام .

المربع الثالث :
المظهر الخطي للنص , اي خريطة انجازاه الكتابية - المستوى الاسلوبي ايضا - .
المربع الرابع :
البنية المسترسلة وهي نتاج مواجهة القارىء المظهر الخطي بالنظام الشفراتي الذي توفره الكتابة وسيتحقق لدى القارىء كشف معرفي بالمؤلف وسيرته وظروفه واهم من ذلك ان القارىء سيحقق الصفات الدلالية الواضحة في الخطاب , اي تحقيق حتى معنى المفردة المعجمي أو ما يتعلق بمعنى الاشارة الايصالية وعلى وفق نظمها النفسية أو المنطقية أو اللسنية , اي الخوض في علاقة دال الاشارة بما يجري في ذهن المتلقي جراء عملية الاتصال والوظيفة النفسية لهذه العملية ودور وعلاقة الاشارة في الواقع او دراسة مفردة الخطاب ضمن سياق اللغة - الخوض في المستوى الدلالي - ان بنية النص الرابعة تعتمد لديه على موضوعة النص التي ستساهم في تنظيم مستويات موحدات المعنى الذي يؤول القارىء بموجبه الخطاب الفني او الادبي ليحقق البنى المسترسلة التي ستقود الى انشاء البنى السردية النصية او ما يسميه ايكو المربع السادس .
المربع السادس :
وهو المستوى المتوفر على مادة الحكاية ومنطق الافعال وسمات الشخصيات واتجاه سير الحوادث زمانيا , وهي تكثيف للبنى المسترسلة في بعض الاحيان ويمكنها ان توسع بعض البنى النصية من خلال مفهوم البنية السردية لدى ( تودوروف ) وهي البحث في التعارض ( بين المظهر الدلالي والمظهر الحرفي للمنطوق /حسب تودوروف في دراسته الادب والدلالة ) اي ان دلالة المنطوق تتمفصل لديه على محاور مظهرية ثلاثة (مرجعية , حرفية , نطقية) فألمظهر الحرفي يعنى بالرسالة كجزء من الحبكة اي طريقة الصورة البلاغية , اما السرد كعملية نطق فيعني الادراك الداخلي المعتمد الرؤى وسجلات الكلام , بحيث يبدو السرد وكأنه تداخل وحدات سردية . اما مفهوم السرد لدى ( فريماص ) فهو اقرب الى ( تودوروف منه الى امبرتو ايكو ) , حيث يرى في بنية السرد كيفية أشتغال آلية النص في أنتاج المعنى وابلاغ رسالته من خلال الكشف عن شبكة العلاقات في المحتوى وحرفية الانجاز لوحداته الدالة فالمكون السردي ( يقوم اساسا على تتبع سلسلة التغيرات الطارئة على حالة الفواعل / حسب قراءة محمد الناصر العجمي في الخطاب السردي , نظرية فريماص ) أي هو بحث التعارض بين المظهرين الحرفي وعملية النطق , كذلك ترى ( فرانسيس مريم في بناء النص ودلالاته ) ان بنى السرد بنى أحالية أشارية أي تقوم على علاقات أشارية متفقة مع ( بنفينسنت ) بغض النظر عن أن تلك الاحالات مقيدة أو غير مقيدة اشارية اوغير اشارية ألا انها تجد في السرد ( حركة ذهنية نحو الداخل حسب مريم فرانسيس ) أي انفتاح نحو الادراك الذاتي .ان اية مقاربة لبنية النص السردية ( لأيكو ) والمفاهيم المقدمة الثلاثة المتقدمة تفيد بأن ( أيكو ) لايمكن ان يفلت من مفهوم الشكلانيين الروس (*) ومهما حاول الابتعاد عن الظاهراتية فهو في صلبها كما تقدم .

المربع السابع :
وهو فرضية المشي الاستنباطي , اي الخضوع لفرضية تحديد أتجاه بنية السرد معتمدا على الحدس والاحتمالية دون الرجوع الى عالم النص بل أعتماد الاطر المحاددة للنصوص , اي ما بين النصوص او المشي خارج النص لاحتواء الموضوع الاساس والدافع . لاشك ان هذه الفرضيات ستساهم في تأسيس عالم محتمل ( الماصدق ) وهذا ما يدعوه امبرتو ايكو المستوى العاشر , اي بنية ( الماصدق ) ويقابله نسخة أخرى منه محتملة لكنها غير مؤكدة اومصدقة من قبل النص ستمثل المستوي او البنية النصية الخامسة . والماصدق يعني الوجود المادي للنص وينعكس عما يعتقده النص حقيقة وواقع فهو يمثل مرحلة تؤخذ ( عندها القرارات الخاصة بالتصديق والتشبه بالواقع على اساس الموازنة بين عالم الواقع وعالم النص / حسب وليم راي في دراسته المعنى الادبي ) .

المربع التاسع :
ويمثل البنى الفكرية والجانب التناقضي في البنى النصية فيما يرى في المربع الثامن البنى او الادوار التي تختزل اليها البنى السردية . ان المعنى فكرة كلية والقراءة لاتنتج بنى نصية حسب ولا تستجيب للبنى النصية فقط بل كلاهما , ومهما تكاملت الخطابات ماديا تبقى تمارس انفتاحا على توليد دائم لعلاقات داخلية . وما يتم ادراكه حسيا كقصد معنياتي سيشكل بنية جديدة لمدركات حسية في مراحل ادراكية جديدة ليؤكد سمة التواصل القصدي للخطاب الفني والادبي .

(*) الشكلانين الروس : شهدة موسكو عام 14- 1915 -تأسيس حاقة موسكو اللسانية التي شجعت البحث في اللسانيات والشعرية , من طلابها : جاكابسون , بروب , تودوروف , باختين , مايكوفسكي . وفي عام 1917 شهدت بتروغراد تشكيل جمعية الدراسات في اللغة الشعرية التي اتحدت مع مثيلتها الاولى ليؤسسان الحركة الشكلانية الروسية في الادب وظهر مفهوم الشكلانية لأول مرة عام 1924 عندما كتب باختين ومديفيديف تعاليم (( المنهج الشكلي في الادب )) .

 


* أستاذ مساعد دكتور .
أستاذ فلسفة الفن في كلية الاداب جامعة الكوفة
أستاذ الاخراج المسرحي في الفنون الجميلة جامعة بابل
سكرتير رابطة بابل للفنانين والكتاب /هولندا

 



 

free web counter