الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 17/11/ 2009

 

قراءة في كتاب القابض على الجمر
من مذكرات ويوميات الشهيد
قاسم عبد الأمير عجام

طه محمد حسن

أضاءت دار الشؤون الثقافية العامة شموع مشروعها النبيل بإصدار الكتاب الأول ضمن ( سلسلة وفاء ) التي حرصت على تقديمها وفاءا"« لكتَاب ومبدعين ومثقفين كانوا كبارا" في حياتهم وصاروا رموزا" وعلامات في مشهدنا » الكتاب حمل عنوان«القابض على الجمر- من مذكرات ويوميات الشهيد قاسم عبد الأمير عجام» اعداد وتقديم د. نادية غازي العزاوي.

الكتاب يقع في 495 صفحة من القطع الكبير متضمنا" المقدمة وفصلين مع ملحق ومعلومات ببليوغرافية وأشياء أخرى .
الفصل الأول ( انثيالات الذاكرة ) تضمن مبحثين الأول « عن الطفولة والنشأة » والثاني « تجربتي الصحفية » .
الفصل الثاني ( أوجاع الدفاتر السرية ) وتضمن أربعة مباحث حملت عناوين «من يوميات المخاض الأول» و « من يوميات الحرب » و « من يوميات الحصار » و« من يوميات المخاض الأخير». ينطوي أصدار الكتاب على دلالات مهمة حرصت الباحثة والناقدة والأكاديمية
د. نادية العزاوي على تعميقها وأشاعتها في المشهد الثقافي والفكري الذي أضاع الكثير من معالمه وسط أجواء ملتبسة وأشكاليات معقدة أنتجتها سنوات مابعد سقوط الديكتاتورية. فأنا أزعم إنها في جهدها الدؤوب والمخلص رغم كل معوقات انجاز البحث في ظل ظروف أمنية غاية في التعقيد والخطورة أكدتْ شجاعتها وأمانتها ووفاءها لموقف انساني وفكري نبيل تجسْدَ في تعميق قيم الوفاء لمثقف وأنسان مبدع وحقيقي من طراز الشهيد « قاسم عبد الأمير عجام » الذي انتمى بأستحقاق عالٍ ومتميز الى شهداء الفكر والثقافة والأبداع ؛ وهو ماجسْدَه ( الأهداء ) الذي تصدر الكتاب .
« الى الحالمين بالحق والخير والعدل في وطني لكم أسوةً حسنة في مواكب الشهداء التي سبقتكم الى المذابح » ص4 .
ولأنها الباحثة المبدعة في التزامها أصول البحث العلمي الرفيع والأمينة على مهنية البحث ورصانته فأنها«انتظرتُ أن تهفت قليلا" جذوة الحزن عليه ليتاح لجذوة الكتابة أن تنهض معافاة متزنة كي تتحقق الدقة والموضوعية اللازمتان في كتابة السير: تأليفا" أواعداداً"»
ص10

ولأن أوراق قاسم عبد الأمير عجام فيها من الأهمية الأدبية والفكرية والتصدي الشجاع لتوثيق وقائع سياسية وأجتماعية غاية في الخطورة في عراق تلظى بنار الأستبداد والديكتاتورية التي دفعت به في أتون حروب وحصارات وقمع وتجويع دفع ثمنها الشرفاء من هذا الوطن .
والذي كان الشهيد قاسم عجام قد اكتوى بنارها منذ سنوات شبابه الأولى . لكل ماتقدم فأن الباحثة أرادت ان تضع تلك الأوراق بين يدي القراء « ليتأكدوا مثلي من فداحة ما أرتكبناه بحقه حين أغتلنا أحلامه أولا" ، ثم أرديناه قتيلا" على قارعة الطريق أخيرا" »
ص43
بل انها بخبرة الباحثه الخبيرة في أدوات البحث العلمي الرصين تجد أن مذكرات ويوميات الشهيد قاسم عجام تشكل « وثائق ثمينة عن وقائع الحروب والحصارات التي حفرت أسماء مواضعها وأحداثها بعمق في صفحات دفاتره بعيدا" عن الأدعاءات الأعلامية الحماسية والأنفعالات الفجة مما يكسبها قيمة تاريخية لمن يتصدى لدراسة تاريخ العراق في هذه الحقبة دراسة موضوعية شاملة »
ص47 .
ولعل الرسالة الأكثر خطورة في أعداد هذا الكتاب التي نأمل في ان تصل الى من يهمه الأمر من المعنيين في الشأن الثقافي والفكري من باحثين وكتاب ودارسين ومنظمات ثقافية حكومية وغير حكومية لأستلهام مضامينها العميقة والسعي لترسيخها منهجا" ثابتا" في التعامل مع الرموز الثقافية المبدعة « اردت من هذا الكتاب أن لانكرر أدوارنا السلبية نفسها : نندب موتانا ثم نؤبنهم في الاربعين وقد نستذكرهم في العام الاول ــ في أحسن الأحوال ــ وينتهي كل شئ ،اذ يدخلون منطقة النسيان من حياتنا ، كأن لم يكونوا وجودا" فاعلا" ذات يوم ، وكأن لم يتركواما يستحق النشر والدراسة ، قد نختلف معهم فكريا" آيديولوجيا" ، سياسيا" ، دينيا" ، قوميا" ولكننا ينبغي ان نحترم حقهم في الأختلاف ، فهل نحسن أن نفعل ذلك ؟ »
ولعل المفارقة الصادمة التي تضمنها الكتاب في صفحاته الأولى تلك الرسالة التي حرصت الباحثة على تثبيتها فاتحة لكتابها والتي كان قد انتهى من كتابتها شهيد الثقافة الوطنية« كامل شياع » ليضعها في أحد أدراج مكتبه ليلحق بالشهيد « قاسم عجام » قبل أن يقدُمها الى لجنة التأليف والنشر التي تضمنت رأيا" استشاريا" بعد دراسته للمخطوطة التي قدمتها د. نادية العزاوي خلص فيها الى « توصيته بنشر المخطوطة وأمله في أن يرى الكتاب النور قبل نهاية هذا العام » تاريخ كتابة الرسالة في 10/8/2008 !!
تلك المفارقة التي تتماهى مع فعل الشهادة ثمنا" للأنتماء الوطني الحقيقي المشبع بالثقافة والفكر التقدمي والأنتماء الحميمي للجماهير ، وصدق وعمق مشاريعهما الثقافية والفكرية في وطن استباحته تيارات التخلف والجهل والظلام. اذن فهي شهادة المثقف المحاصر في دائرة القناص الضاغط على زناد كاتم الصوت في أول شهداء الثقافة الوطنية « قاسم عبد الأميرعجام »
انسانا"ومثقفا" ورفيقا" حفر في حجر الرعب والخوف والتنكيل سيرة طاهرة ونقية في أبداعها ومحبتها للناس وتمسكا" أسطوريا" بالحلم رغم كثافة العتمة .

اليوميات بصفتها شاهدة على العصر
لعل ما يميز مذكرات ويوميات الشهيد قاسم عبد الأمير عجام التي تضمنها كتاب « القابض على الجمر » هو ماتوقفت عنده تلك اليوميات من وقائع وأحداث شهدها العراق لما يزيد على ثلاثة عقود وأنعكاساتها على البنية الأجتماعية والمتمثلة بفجائعيات ماأحدثه النظام الفاشي من حروب خارجية وداخلية وسنوات الحصار المريرة بقسوتها ، اضافة الى قدرة الشهيد الفائقة في توظيف التعبير الأدبي الرفيع مشحونا" بجماليات لغته المكثفة في صورها ودلالاتها واستعاراتها واستخدامه الأمثل لأدوات التعبير بما يحقق أعلى درجات التوصيل الفني للمتلقي على الرغم من أنها
« اعتمدت الكثير من ( التوريه ) أو ممارسة نوع من ( الحياد ) ان لم أقل ( التقية ) خوفا" من وقوع تلك الأوراق في قبضة الأجهزة القمعية »
ص9 . اضافة الى ان كتابة تلك اليوميات انضجتها مشاعر انسانية متدفقة تماهت مع أحداث ووقائع تعايش معها الشهيد بقوة وتم افراغها في دفاتره السرية التي لم توقف في داخل احساسه بحضور الرقيب السري الذي زرعه النظام الفاشي في خبايا العقل العراقي ، اضافة الى تعدد صيغْ الكتابة لتلك اليوميات وهو ماأشار اليه الشهيد ( كامل شياع ) في رسالته : « ولأن هذه المذكرات واليوميات قاربت موضوعاتها بأكثر من مستوى للغة والخطاب ، فأنها تبرر تعدد مستويات قراءتها ، فما تقوله الخواطر يختلف عما يقوله تقرير الوقائع ، وما يصدر عن التفكير المستقل يتقاطع مع لغة الأعلام السائد آنذاك ، وما يجاري محن التاريخ لايساوم اختلال القيم والأعراف » ص6 .
ولعل القارئ سيجد فسحة كبيرة من الحرية امتلكها الشهيد ( قاسم عجام ) في أجواء كتابة المبحث الأول ( عن الطفولة والنشأة ) ،الذي أضاء فيه سنوات طفولته الأولى وصباه في مدينة المسيب التي ولد فيها عام 1945 ، وعوالم البيت والمدرسة الأبتدائية التي شهدت بدايات تفتح الوعي المبكر وأنهمار الأسئلة الكبيرة ازاء موضوعات حياتية شتى . سيظل لسنوات يبحث لها عن اجابات لتكون عندها بداية رحلته الأنسانية والثقافية والعلمية بكل معاناتها وآلامها. وسيحلق في نجاحات متميزة في مشواره الثقافي والعلمي الذي منحه الكثير من الجهد والأجتهاد والسعي والمثابرة ليحفر أسمه عميقا" في مشهد الثقافة العراقية .
وفي مقالته الطويلة « دعوة للتذَكر» التي نٌشرت بعد استشهاده في جريدة « عروس الفرات »الصادرة في مدينة المسيب مسلسلة" في حلقات عام 2005 ، يضئ الشهيد جوانب واسعة من طفولته ونشأته ووقفة طويلة على سنوات دراسته الأولى التي كانت تنبئ بنبوغه وتفوقه الدراسي وأمتلاكه للمواهب الأدبية التي ابتدأت في ذلك البيت العتيق في ناحية ( النزيزة ) الذي تنفس فيه تقاليد عائلته التي ظلت متمسكة بجذورها الدينية وتربيتها الصارمة وشرف العيش الكريم ، ولو تحقق ذلك بعمل وكد مضنٍ وشاقٍ للأب والأم وبناتهما لمواجهة أعباء الحياة التي أرادت لها أحلام وآمال ( قاسم عجام ) في صباه ان تجعل منها أكثر انسانية ورأفة بأهله وفقراء شعبه ، وان تمضي دونما فقر وأوجاع وآلام تطحن انسانيتهم كل يوم ، فأدرك وفي سن مبكرة أن امتلاك ناصية الوعي كفيل بالتغيير الذي ينشده في حياته وسيكون ذلك ممكنا" عبر بوابات التنوير المتاحة آنذاك ( الصحافة والمجلات والكتب ) . فكانت خطوته الأولى في طريق طويل يوم أحتضن ضالته ( الجريدة ) لأول مرة وهو طالب في السادس الأبتدائي قارئا" لها ،

وفي العام 1960 ستنشر له جريدة ( الرأي العام ) مقالته الأولى ليحلَق عاليا" في سماوات الثقافة والأدب كاتبا" وناقدا" وباحثا" أثرت نتاجاته في حقول الفكر والأدب والثقافة والبيئة والمعرفة الواقع الثقافي العراقي لما يقرب من أربعة عقود . تلك الرحلة الغنية بالعطاء والأبداع أضاءها المبحث الثاني ( تجربتي مع الصحافة ) .
وفي ( أوجاع الدفاتر السرية ) تتفتح الجراحات وتشتد الأوجاع والمرارات ، ويتعاظم الأحساس بالخيبة بفعل الأوضاع الفاسدة للبلاد وسيادة القيم التي تنتهك انسانية الانسان وتسحق احلامه في حياة حرة كريمة. وفي حاضنته الأمينة التي أودعها الشهيد ( قاسم عبد الأمير عجام ) مشاعره المتأججة في روحه ، متمثلة بـ ( يوميات المخاض الاول ) تتجلى صور الصراع المرير في مواجهة قسوة السلطة واستبدادها وهي تهرس أحلامه في الحرية والأبداع . فتأتي ( اليوميات ) التي ابتدأت من العام 1966 وصولا" للعام 1982 مثقلة بالعذابات والانكسارات والخيبات التي حاصرته ليقاومها بوعي وارادة قوية كان مداده فيها بناءه الثقافي والفكري المتماسك ، الذي منحه الصلابة والقوة للعبور الى الضفاف التي ظل يحلم بها طويلا" معافى" مشرقا" بالآمال رغم حقول الجمر التي ظل يسير عليها طيلة سني حياته.
« مسكين الانسان في العراق ، فهو على مفترق مرعب . اما أن يتحول الى مسخ من أي لون غير الانسان . واما ان يعيش بين فكي رحى رهيبة تطحنه وتطحنه وتطحنه » 17/5/1967و«المؤلم انه في هذا التاريخ بالضبط ، السابع عشر من مايس بعد سبع وثلاثين سنة من كتابة هذه الفقرة سيلقى حتفه مقتولا"،فهل كان يستشرف بحدسه مصيره؟»

د. نادية العزاوي / هامش ص149 .

وفي يومياته في 11/1/1979 يطلق صرخة غاضبة اذ يكتب :
« فيا للحياة في هذا البلد من مهنة شاقة » .
ولأن الشهيد ( قاسم عجام ) لم يكن يوما" ضمن ( القطيع الحزبي المدجن ) الذي تقوده سلطة البعث ، فكان لزاما" حرمانه من أكمال شوطه العلمي الذي اجتازه بدرجة ( امتياز ) في مرحلة الماجستير . ففي 1/4/1982 وهو اليوم الذي حددته جامعة ( نوتنكهام ) بانكلترا يوما" لبدء دراسته للحصول على شهادة الدكتوراه يكتب : « لكن من بيدهم امورنا رفضوا السماح لي بأكمال شوطي العلمي وستمضي الايام بالعمر والعافية مخلفة بعد جمر الطموح رماد التعب وكثيرا" من الخيبة » و « ما قاسم الذي اكونه بالنسبة لهم الا وثائق درجات وشهادات علمية وتوصيات بجدارته وعناوين لأعماله ، أما هنا فقاسم هذا الذي بالنسبة للذين رفضوه تقارير أمنية وماض سياسي » .
وفي المبحث الثاني « من يوميات الحرب » التي تمتد لما يقرب من مائة وخمسون صفحة في الكتاب ، فأنها تتعرض لتجربة جديدة وقاسية عاشها الشهيد قاسم عجام متنقلا" في جبهات الحرب مع ايران في قواطع البصرة والربايا على الجبال ضمن فصائل ما سمي بـ ( الجيش الشعبي ) ! اليوميات هنا بانوراما لمعاناة انسانية حقيقية تشتمل على محنة الانسان والمثقف الذي يجد نفسه ملقى بين فكي الرحى تهرسه كل يوم بالضد من قناعاته ومواقفه الفكرية التي ظل متمسكاً" بها(بوصلة) أمان يهتدي بها في مسيرته . فهو مجند بشكل قسري عبر بوابات دوائر الأمن ليدفعوا به في حجابات الموت . ووسط هذه الأجواء المثقلة برائحة الموت يقاوم الشهيد(قاسم عبدالأميرعجام)بالصبر الجميل ، ويبعث في مواضع الجنود الحياة بالأغنية وبالرسائل الى أهله وأحبته ، وبروايات وكتب أدبية ظلت ترافقه في جبهات الحرب ، بل انه في 6/11/1983 يكتب :

« وصلت الربية مسرورا" بعد اجازتي الدورية التي امتدت لعشرة أيام كمساعدة لحضور مؤتمر البحث العلمي العراقي ( 29/10 ـــ 2/11/1983 ) وحيث القيت بحثين في المؤتمر المذكور ».
هل يمكن تخيل المحن التي كان ينوء بها الشهيد حين يجد نفسه وهو الانسان والمثقف والباحث العلمي تحت أمرة من لم يجيد الكتابة والقراءة ويفتقد الحس الانساني والخلق الرفيع ؟
وتمضي بنا يوميات ومذكرات الشهيد قاسم عجام تفتح صفحاتها لأوجاعه والعراقيين ابان الهجوم الامريكي عام 1991 وتحتشد بعذابات الجنود المهزومين العائدين سيرا" على الأقدام من البصرة حتى بغداد وبمداد الحزن والوجع يكتب عن كهول ونساء يجوبون المدن والطرقات بحثا" عن أولادهم الذين لم يعودوا من الحرب .. وعن مدن تنتفض على ماتبقى من رموز حكم ينهار .
« أريد ان ابكي وأريد ذلك بحرارة لكن الصدر يختنق بآلاف الأحزان والعين تبخل بالدمع كحجارة صلبتها بشاعة مايحدث في بلدنا ، ومايحدث في بلدنا لم يحدث مثله منذ قرون ، فالحكم يحصد الناس بالدبابات والطائرات دفاعا" عن مالك الحكم الوحيد واسرته والمنتفعين به حتى ليرد على البنادق بالصواريخ ، أجل فالناس تتابع راجمات الصواريخ ذاهبة آتية بعد أن تنفث سمومها على المدن الثائرة على الحكم منذ ايام »
15/3/1991 ص160 .
« لقد قالوا : ان النظام ورأسه هدف لهم من تلك الحرب الكارثية وحين راح النظام يتهاوى تحت صواريخ طائراتهم وسرفات دباباتهم اوقفوها ليبقوا له مايكفيه من آلة القتل للتفرغ لذبح شعبه الذي دعوه هم انفسهم الى الثورة »
22/3/1991 ص369 .

وعن سنوات الحصار التي انشبت مخالب الجوع والعوز والذل في أجساد ونفوس فقراء العراق،
ترسم يوميات الشهيد ( قاسم عجام ) لوحات غارقة بالعتمة ، يتجسد فيها الجوع غولا" يفتك بالأجساد الخاوية المنخورة بالأمراض في زمن غاب فيه الدواء .
« انها نار الحاجة والتقهقر الى الفقر وذل الأحساس بهما وانها لهيب سياط الغلاء الذي يجلدنا به سوق عراقنا المحاصر كل لحظة حيث يحاصرنا فيه أهل الملايين بأشد مما يحاصرنا طغاة امريكا وأباطرة المال في اوربا »
6/6/1994 ص377 .

وتسجل ( يوميات المخاض الأخير ) بعين صافية مشاهد الحرب وسقوط الديكتاتور عام 2003
والأنهيار المريع لدولة الرعب الفاشية أمام القوة المحتلة . والفرار المذل للطاغية وأزلامه الذين أغرقوا البلاد في مستنقعات الرعب والذل والجوع ،وماأحدثه الأحتلال من خراب ودمار للمدن،والتي أجهزت على ماتبقى منها عصابات السرقة التي انتشرت في طول البلاد وعرضها. وأزعم انها اليوميات التي مثلت الشهادة الأولى للمثقف العراقي التي توضع بين يدي القارئ للمرة الأولى منذ سقوط الصنم .

وفي ملحق الكتاب يبرز تساؤل الباحثه على ماجاء في رسالة للشهيد الى أخيه ( علي ) يشير فيها الى « ان العمر يجري دون انجاز حقيقي » اذ تحيل القارئ الى ببلوغرافية غير كاملة لأعماله وكتاباته الثقافية والعلمية وهو تساؤل ينطوي على الأقرار بغزارة وقيمة المنجز الثقافي والعلمي الذي تركه لنا الشهيد قبل ان يسمو بشهادة تليق به انسانا" ظل طوال عمره مستقيما" مثل سارية العلم .

وأشهد ان الباحثة الفاضلة د. نادية العزاوي قد استردت الشهيد قاسم عبد الأمير عجام في كتابها ( القابض على الجمر ) حيا" بيننا الى الأبد .


 

free web counter