الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 13/3/ 2011

 

في ذكرى مئويت: توقيع كتاب عن العالم عبد الجبار عبدألله

هادي گاطع المالكي

في مساء يوم 12/3/2011، وفي قاعة الجمعية الثقافية العراقية في مالمو، التي إكتظت بالحضور، تم الإحتفاء بتوقيع كتاب : عين الإعصار/ عبد الجبار عبد الله في مئويته، لمؤلفه الدكتور إبراهيم الخميسي. إبتدأ الحفل الأستاذ عصام ميزر، رئيس الجمعية، مُرحِباً بالحضور، مع تقديم نبذة مختصرة عن المؤلف، والدكتور حسن السوداني نائب رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك ورئيس قسم الإعلام والإتصال فيها، والذي قدم عن الكتاب، بكلمة شيقة غير تقليدية، أثار فيها العديد من الأسئلة المفتوحة. اشار الدكتور السوداني الى أن أغلب من يكتبون عن الشخصيات الراحلة يميلون الى نمط من التهويل والمبالغة، وإضفاء المزيد من المبالغة والقداسة عليها، وهو الأمر الذي كان يخشى أن يقع فيه مؤلف الكتاب، لاسيما وأن أغلب ما كتب عن العالم الكبير، كان عبارة عن شهادات إعتمدت على الشفاهية، وظل الكثير مما كتبه الراحل مطموراً، دون الكشف عن مصير إكتشافاته وأهميتها. ووجدها الدكتور السوداني مناسبة للتذكير بعدد هائل من المبدعين العراقيين في مختلف المجالات، الذين يستحقون تسليط الضوء على منجزاتهم الثرّة. واشار الى الكثير من المقالات التي كُتبت عن العالم عبد الجبار عبدألله، والتي زعمت انه كان واحداً من أربعة طلاب درّسهم العالم آينشتاين، وأنه تسلم مفتاح العلم من الرئيس الأمريكي ترومان، الأمر الذي دحضه الكاتب في مؤلفه، والذي أكد فيه على منجز عبد الجبار عبدألله، المتمثل في إكتشافاته العلمية الهامة، وفي تأسيس جامعة بغداد والعديد من الصروح العلمية والتربوية. وبماذا يختلف إدارياً عن الآخرين، وكيف ينظر لمستقبل الجامعة، ومهامها، أحلامه وهو يؤسس هذا الصرح، وهو ماتناوله الخميسي بالتفصيل في كتابه، وهنا تكمن أهميته. وختم الدكتور حسن السوداني حديثه عن إمكانية توثيق تراث العالم عبد الجبار عبدألله وصوره وحياته والعمل منها على الأقل متحفاً إفتراضياً، الكترونياً مثلاً؟ وخلص الى القول: أن فضيلة الكتاب، كونه يشكل لبنة جديدة لتوثيق هذا التراث، رغم قلة المتوفر من المصادر.

بعدها جاء دور د. إبراهيم الخميسي ، فتحدث قائلاً: ان فكرة الكتاب إبتدأت منذ فترة طويلة، بمقترح من الاستاذ عزيز سباهي، بمناسبة ذكرى مرور خمسة وعشرين سنة على وفاة العالم عبد الجبار عبدألله، لكني أجبته حينها، بعدم توفر المصادر، فصوّر لي مشكوراً المقالات العلمية التي تتوفر لديه، ودَرَستُها، وكتبتُ عنها بعض المقالات، إلى ان تطور الأمر لإصدار كتاب. وأضاف أني أردت القول أن سبب التقدير والاحترام لعبد الجبار عبد ألله يكمن في إنجازاته العلمية الكبيرة التي قدمها، منوهاً الى وجود الكثير من الفيزيائيين، لكن الذين يضعون لمسات وإنجازات علمية كعبد الجبار عبد ألله، قليلون منهم.

يقع الكتاب في حوالي مئة صفحة من القطع المتوسط، من إصدار دار ميزر في مالمو، السويد، قام بتصميمه الدكتور إبراهيم إسماعيل. وأهدى المؤلف كتابه: الى الذين يشقون دروباً جديدة من أجل الإنسان! وتضمن إضافة الى المقدمة، الفصول التالية: أحداث ومواقف، عرضَ فيه لولادة ونشأة العالم عبد الجبار وصفاته الشخصية، معززة ببعض الشهادات من مجايليه وطلابه. وفي فصل، الريادة في علم الأنواء الجوية، نقرأ عرضاً لأهم الأعمال والأبحاث العلمية. وفي دور متميز في البحث والتربية والتعليم، توقف الكاتب عند أهم المحطات في حياته العلمية والعملية والثقافية. وأفرد فصلاً خاصاً لجامعة بغداد، التي كان الراحل الكبير أول رئيس لها، بعنوان دور جامعة بغداد في الحياة العلمية والثقافية. ثم شيء من الوفاء، نوه فيه الكاتب الى قرار السيد رئيس مجلس الوزراء بإطلاق إسم عبد الجبار عبد ألله على أحد شوارع بغداد، وإحدى قاعات جامعتها. فقائمة بأهم الأعمال العلمية، المراجع بالعربية، المراجع بالإنگليزية. إضافة الى صور للعالم الجليل في مراحل مختلفة.. ومما جاء في مقدمة الكتاب: ((إن المبدعين في مختلف فروع المعرفة، أولئك الذين يضيفون لمساتهم إليها بغية تعميقها وتطويرها، هم ثروة حقيقية لايمكن التعويض عنها. وبدونهم لايمكن الحديث عن تغيير ونهوض وتقدم أي مجتمع)) و ((أرجو ان يكون هذا الكتاب الذي يصدر بمناسبة مرور مئة عام على ولادة العالم العراقي الجليل الأستاذ الكبير عبد الجبار عبدألله، مساهمة في إلقاء بعض الضوء على حياته وأعماله ونشاطه، وخاصة في البحث العلمي وقضايا التربية والتعليم)). يُذكر أن الجمعية الثقافية المندائية في لوند، جنوب السويد، ستقيم مهرجاناً ثقافياً فنياً عالمياً، في مدينة لوند في يومي 29 و30 نيسان القادم ، إحتفاءً بالذكرى المئوية لميلاد العالم عبد الجبار عبدألله، التي ستصادف في الرابع من أيار القادم، يشارك فيه طيف واسع من الباحثين والكتاب والفنانين. كما ان وكيل وزارة الثقافة، الأستاذ فوزي الأتروشي قد اشار في رسالة جوابية لطلب الجمعية المذكورة الى أن الوزارة ستقوم: بطبع مجموعة من مؤلفات العالم (عبدالجبار عبدالله) بعد ان نتمكن من جمع هذه المؤلفات وقد بدأنا فعلا بالاتصال بأهله لغرض تزويدنا بما يمتلكون من مؤلفات او مخطوطات تعود للعالم (عبدالجبار عبدالله). ونجدها فرصة مناسبة لدعوة كل من يملك اية وثائق او اعمال تخص الراحل لنشرها و توثيقها.

في نهاية الأمسية قام الدكتور إبراهيم ميزر الخميسي بالتوقيع على نسخ من كتابه لمقتنيه.

الجدير بالذكر أن مؤلف الكتاب د.إبراهيم ميزر الخميسي: مختص في علم الفيزياء النظرية.. تخرج من جامعة البصرة عام 1969 ثم نال شهادة الدكتوراه من جامعة موسكوعام 1979. عمل في البحث والتدريس في جامعات مختلفة، منها جامعتي موسكو وعدن، التي عمل رئيساً لقسم الفيزياء فيها ومسؤولاً عن لجنة البحوث العلمية.. له العديد من الأبحاث في الفيزياء النظرية، نشرت معظمها في المجلات العلمية الأوربية والأمريكية. ترجم كتاباً عن الروسية: الكواركات.. البروتونات.. الكون.

 

free web counter