| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 9/8/ 2011                                                                                                   

 

النورس الذي عاد من وراء الموجة *

موفق الرفاعي

الى الشاعر كاظم الحجاج وهو في محبسه

حين يبتئس الشاعر او يتألم، تسارع السماء الى ارسال وحيها اليه تسرية له فيفيض شعرا.
اما حين يبكي، فتغير الكواكب مساراتها وتتوارى الاقمار ويغيض الماء وتتسّاقط اوراق الشجر وتغضب الالهة.
منذ ايام، والشاعر البصري كاظم الحجاج، رهين محبسه معتكفا في بيته يأبى الخروج منه الا وهو شهيد او تجد الحكومة حلا لازمة الكهرباء في هذا الصيف اللاهب.

هاتفته بعد ان تواترت الاخبار عن قراره الإضراب عن الخروج من بيته فوجدته هادئاً مرتاحا وكأنه اتخذ قرارا لقضاء نزهة استجمام في جزيرة منعزلة مصرا على قراره كما لم يكن مصرا على امر من قبل.

ترددت كثيرا في الكتابة عن الموضوع كي لا ازيد من اصرار الشاعر المضي في قراره حد البعد الذي رسمه، غير اني لم أتمالك قلمي فوجدته يخط هذه الاسطر فكاظم الحجاج لا يجب ان ُيترك وحده او ان يمر قراره دون وقفة منا.

الحكومة حتى الان لم تكلف وزيرها وناطقها الرسمي حتى ليهاتف الشاعر او يخرج بتصريح يبلغه ان رسالته لامست اسماع ونخوة رئيس الحكومة.

لو كان الشاعر كاظم الحجاج في بلد يقدر حاكموه دور الشعر وقيمة الشاعر لمشى اليه رئيس الحكومة الى بيته حيث يقبع او هاتفه في الاقل يطمئن على حاله ويقضي له حاجته التي هي حاجة كل العراقيين.

يقال ان "الشاعر ضمير الامة ورائدها" وها هو الشاعر كاظم الحجاج يجسد هذا القول الى ما يمكن اعتباره تجسيدا حقيقيا وصادقا.

اقل ما يجب ان يقوم به زملاؤه في اتحاد الكتاب والادباء هو الوقوف وراءه ولا اقول الى جانبه فقد تقدم كاظم الجميع ولا مجال الان لان يجاوره احد في مقامه هذا.

اما ما يجب عليهم حتما فهو ان ينظموا اعتصاما واسعا ويخرجوا في تظاهرة كبرى وينشروا خبر اعتكاف الشاعر ويراسلون منظمات المجتمع المدني العالمية ليحشدوا الرأي العام كي يمارسوا ضغطا لا يمكن لحكومة ايا كانت تحمله دون الاستجابة لمطالب الشعب الملحة التي تبناها الشاعر متطوعا نيابة عنهم.

البصرة التي خرجت العام الماضي غاضبة يحمل أبناؤها على اكتافهم نعش الكهرباء يشيعونها الى مثواها لا نتمنى رؤيتها وهي تخرج حزينة يحمل أبناؤها نعشا لشاعر قضى وهو يحلم بساعة قيلولة يقضيها دون ان يتصبب عرقا جسده النحيل من شدة الحر او وهو يهنأ بشربة ماء تبرد حر قلبه الكبير.

 


* "صار النورس وهو يطير وراء الموجة - ظلاً أبيض" من قصيدة للشاعر المعتكف.
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات