| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 9/4/ 2011                                                                                                   

 

غزو ، فأحتلال ، فتكبيل ، فتبعية وخراب شامل
حكاية الاحتلال الامريكي للعراق في ذاكراه الثامنة *

ناظم زغير التورنجي
أبوحازم التورنجي
altorneji@yahoo.se

بدءاً أرى أن هناك ثمة اشارات هي بمثابة حقائق مألوفة، لابد من أعادة التأكيد عليها، قبل الولوج في صلب الموضوع.
علمتنا تجارب القرن الماضي ، بأن المؤسسة العسكرية الامريكية تحتاج وتعمد الى أعلان حالة حرب وأشعالها هنا أو هناك ، بين حقبة وأخرى، فما من عقد قد مر من عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي ، والتي ساهمت في ابراز الولايات المتحدة ، كقوة عظمى على الساحة الدولية، الا وأشعلت نيران حرب في هذه المنطقة او تلك من مناطق العالم، وأختيار البلد المعين لعملياتها الحربية الضخمة ، لاسباب عديدة لا حصر لها ، بل ما يهمنا هنا ذكر ابرزها : هو سعيها لاختبار وأستخدام وتجربة مدى فعالية ما توصلت اليه أحدث ابتكاراتها من ألاجهزة والاسلحة التي لم تستخدم من قبل ، وتصريف الاسلحة القديمة والجديدة ، أضافة الى سعي هذه المؤسسة الى أحداث اكبر وأوسع وأعمق عمليات دمار وتخريب للبلد الذي يصبح ساحة عمليات حربية لها .وهذا الذي جرى في العراق ، كما أن الحرب والعمليات العسكرية هي في الحقيقة عملية استعراض ودعاية عملية للاسلحة والاجهزة الحربية التي تنوي المؤسسة الصناعية العسكرية تسويقها وتصريفها على الدول الطامحة عبثا نحو تضخيم مؤسساتها العسكرية .

وألحاقا بما تقدم فهي تسعى (أي المؤسسة العسكرية الامريكية) من أجل تمهيد الطريق واسعا أمام المجمع الصناعي والشركات الاحتكارية الامريكية، والمتحالفة معها ، لأعادة بناء واصلاح ما خربته ذات الماكنة الحربية الامريكيه في ذلك البلد المنكوب ، وفي كلا الامرين ، يبقى ذلك البلد المستهدف والمدمر والمخرب هو الذي يدفع تحديدا كامل فواتيرعمليتي التخريب والدمار ومن ثم أعادة البناء وهي (أي الولايات المتحدة) تعرف جيدا ماذا ستدمر بالتحديد وكم ستجني من الارباح لاحقا، شاء ذلك أم أبى، فوق ما لحق به من خسائر بشريه من القتلى والجرحى وأزدياد نسب المعوقين ، الارامل والايتام ، وما تفرزه الحروب من تشوهات أجتماعية ونفسية وكل مظاهر التخلف ، والتي يستمر تأثيرها لدهر طويل. وهذا ما فعلته الولايات المتحدة في العراق.

- أن حكومات ما بعد الاحتلال 9 نيسان 2003 تتعمد ترويج الاباطيل والاكاذيب في كل خطابها السياسي وتهريجها الاعلامي حول زوال الاحتلال، بأن العراق دولة مستقلة كاملة السيادة، بمجرد توقيع ما يسمونه (الاتفاقية الامنية) ، وهم يعرفون قبل غيرهم زيف تلك الادعاءات التي تذكرني دوما بأباطيل مهرج الاعلام للنظام الدكتاتوري المنهار محمد سعيد الصحاف خلال الايام الاولى من بداية العمليات العسكرية الانكلو- أمريكية،فالولايات المتحدة الامريكية تمتلك في العراق تحديدا، أكبر وأضخم تواجد عسكري لها خارج الاراضي الامريكية من حيث القوات والمنشأت والشركات الامنية والأجهزة المتنوعة،والتي تنتشر على كامل الاراضي العراقية ،في أكثر من 70 قاعدة عسكرية وهو الرقم القياسي لعدد القواعد الامريكية التي تنحصر في بلد واحد من البلدان التي تنتشر فيها القواعد الامريكية ، بل هو يفوق عدد القواعد الامريكية التي أنشأتها الولايات المتحدة في فيتنام ،خلال سنوات العدوان الامريكي على فيتنام في سبعينيات القرن الماضي.وهل يفهم البعض لماذا تمتلك الولايات المتحدة في بغداد أكبر السفارات كأضخم بعثة دبلوماسية أمريكية في العالم على الاطلاق، والغريب المضحك أنها تفتقر الى ملحق ثقافي، مثلما هو مألوف في ممثليات الهيئات الدبلوماسية لدول العالم ، والعهدة على مترجم روى لي ذلك.

- أن الحديث عن الغزو والاحتلال الامريكي ،ليس بطرا أو ترفا فكريا مثلما يحاول المستفيدين من الاحتلال ومروجي سياسة الامر الواقع الذي فرض على العراق بالضد من ارادته وبما يخالف الشرعية الدوليه ، بل أن الاحتلال كان ولازال هو لب المشاكل وهو القضية الكبرى الذي تفرعت عنها ، فسلطات الاحتلال مسؤولة مسؤولية مباشر عن تعميق كل الازمات والمشاكل التي افرزتها السياسة الهوجاء للطاغية المجرم المقبور صدام حسين في عهد الدكتاتورية ، وجاء الاحتلال ليزيد الطين بله ، بمشاكل وازمات هي أشد عمقا ووطأة على كاهل شعبنا العراقي في كل مجالات الحياة، وأن الادعاء الآن بأن هنالك مشاكل كبيرة أخرى في الظروف الراهنة، هي أهم من التطرق لهذا الموضوع الذي أصبح قديما ،بعد بروز وتراكم ازمات جديدة مستفلحة ، فكل ما يطرح من أدعاء أو تبريرات لا تعدو عن كونها مجرد محاولة بائسة للهروب من مواجهة الحقيقة الكبرى لجوهر ما يجري في العراق خلال سنوات الاحتلال، بأن كل المشاكل والازمات المستعصية التي تتخبط بها حكومات ازمنة الاحتلال وكامل البلد هي تحصيل حاصل ونتاج مباشر للاحتلال، وأسترسالأ لما ارادته الولايات المتحدة الامريكية من العراق ، بعد نفاذ مدة صلاحية الدكتاتور صدام حسين ، بالنسبة للسياسة الامريكية في المنطقة النفطية الاكثر أهمية وحيوية لمصالحها الستراتيجية.

- بعد أن فشلت الولايات المتحدة في اقناع العالم بمبررات غزوها واحتلالها للعراق ،بأمتلاك النظام الدكتاتوري لأسلحلة الدمار الشامل وتهديد السلام …. والخ من مواد الحملة الاعلامية المظللة الضخمة التي سبقت الحرب، خرجت علينا سلطات الاحتلال بموضوعة أرساء الديمقراطية والنظام التعددي التداولي على حد تعبير حاكم العراق سيء الصيت بريمر ، والمضحك في الامر أن سلطات الاحتلال ومروجي المشروع الامريكي في العراق ، يكذبون الكذبة،ومن ثم يصدقونها أنفسهم ،وهنا تبرز اسئلة جدية عديدة ، عن مفهوم الديمقراطية ومفرداتها ، فالديقراطية ليست هدية يجلبها البسطال الامريكي القادم من خلف المحيطات للشعب العراقي وهو لا يفقه أي شيء عن هذا الشعب ، صحيح أن هذا الشعب قد جاع وتعرى وأكتوى بنيران الحروب العبثية المجنونة سنوات حكم الدكتاتورصدام ، لكنه لازال - شعبنا العراقي - يملك مقومات الكرامة والاباء التى تحدوه لان يرفض الخروج من نظام الذل ليدخل الى نظام الاذلال (أي الخروج من نظام المقابر الجماعية السرية والقتل اليومي المنظم والدخول في نظام السجون السرية وفرق الموت والقتل العشوائي الرخيص ....).الديمقراطية ليست سلعة يتم انتاجها بانقلاب او اجتياح أو قرار، بل هي عملية أقتصادية أجتماعية ، سياسية متعددة الجوانب والافاق، تنبثق و تنمو وتزدهر عن مؤسسات حقيقية ، منتخبة بحرية كاملة لتأسس الدولة المؤسساتية التي تظللها القوانين الواضحة النصوص والحدود ، والنافذة على الجميع في أطار دستور مصاغ وفق ظروف ومستلزمات تطور البلد ومصالحه العليا ، لا لمصالح وأهواء المحتل ، أو هذه الفئة السائدة الان .

- تجارب التاريخ توضح بجلاء وتؤكد حقيقة ارتباط الولايات المتحدة بالكثير من الانظمة الدكتاتورية والأوتوقراطية والعسكرية؛ من حيث قيامها وديمومتها ومواصلة الدفاع عنها والتستر على سياستها القمعية والدمويه وجرائمها بحق الشعوب التي تسلط عليها تلك الدكتاتوريات الحليفة للولايات المتحدة الامريكية،فهي لم تحرك ساكنا لا عسكريا أو أعلاميا أزاء دكتاتورية فرانكو الذي أغرق أسبانيا في حمامات الدم على مدى أربعين عام ،ليسقطه الشعب الاسباني لاحقا بقواه الذاتية الحية، وكذا الحال مع الدكتاتور التشيلي بينوشيت الذي قاد الانقلاب العسكري الدموي آيلول 1973 ضد حكومة أليندي الشرعية المنتخبه ديمقراطيا، ومعلوم جدا ان كامل تفاصيل الانقلاب الدموي في تشيلي قد أعدت في دوائر وكالة المخابرات المركزية الامريكية بصورة مباشرة .

- أذن لم تكن هنالك أية ضرورة للحرب والغزو الانكلو- أمريكي للعراق من حيث مجريات الواقع السياسي والتاريخي ،للعلاقات بين الدول والشعوب، فلو تطلب الامر ازالة الدكتاتوريات في العالم وفق النموذج والسلوك الامريكي في العراق ، لتطلب الامر شن العشرات من الحروب على طول الكرة الارضية التي لازالت تعج بابشع الانظمة الدكتاتورية والقمعية في مختلف القارات .

في التاسع من نيسان تكون قد أنصرمت ثمانية أعوام على دخول جحافل الماكنة العسكرية الانكلو – أمريكية الضخمة الى العاصمة العراقية بغداد ، بعد أنهيار دفاعات نظام الطاغية في كل من البصرة ومطار بغداد ، كمعركتين ، ذي وزن و شأن ، يمكن الاشارة لهما بجدية في أطار المقاومة الهزيلة التي أبداها جيش النظام الدكتاتوري، ليبدأ بعدها الانهيار الشامل وعلى كافة المستويات لتنجلي الامور سريعا عن أنهيار النظام الدكتاتوري وبسرعة لا مثيل لها في تجارب الحروب المعاصره ، وهروب كل أركانه ورموزه وفي مقدمتهم رأس النظام الدكتاتوري ، لتحل بعد ذلك كل مظاهر الفوضى والسلب والنهب والتخريب وفقدان الامان والامن بشكله الاخر بعد ظهور وأنتشار أنوع متعددة من العصابات والمجرمين الذين أطلق سراحهم قبل بداية العمليات العسكرية بقليل، وكل المظاهر المألوفة في ازمنة الحروب ، والاهم من كل ذلك أنهيار مؤسسات الدولة العراقية ومرافقها الحيوية المعنية بالقضايا الحياتية اليومية للمواطن العراقي وهي الهزيلة بألاساس ،وكل شيء كان يجري تحت سمع ونظر قوات الاحتلال الامريكي ، التي تنصلت عمدا عن مسؤولياتها كدولة أحتلال وفق بنود وتشريعات القانون الدولي المعتر بها، والتي ضربتها الولايات المتحدة عرض الحائط من خلال المباشرة بالغزو ، منفردة هي وحليفتها بهذا القرار دون موافقة الامم المتحدة و خارج نطاق الشرعية الدولية ، و المتابعون لمجرى الاحداث انذاك يتذكرون الاسباب التي ساقتها الولايات المتحدة لتبرير غزوها للعراق هو رفض نظام الطاغية صدام لقرارات الامم المتحدة الخاصة بتصفية وتدمير اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها والتي يهدد جيرانه والمنطقة بها رغم علمها التام بأن النظام المقبور لا يمتلكها ، ولقد برهنت مجريات الامور لاحقا عدم صحة هذه الادعاءات، بعد أن بسطت سيطرتها على كامل مقدرات العراق وظلت الى الاخير عاجزة عن العثور على اى دليل يبرر ولو شيئا بسيطا من أدعاءاتها وتبريراتها ، مع علمنا المسبق والكامل، بكل الجرائم الكبرى التي أقترفها نظام الطاغية المقبور بحق الوطن والشعب ، فلقد كان في أشهره الاخيرة ، كذئب في جلد حمل .

أن اللجوء الى خيار الحرب لأسقاط النظام الدكتاتوري قد عكس بحد ذاته فشل الحركة الوطنية انذاك في توحيد خطابها السياسي وتنسيق جهوها بما يساعد على التخفف من قتامة اللوحة على الاقل، بل أن بعضها عوّل كثيرا وطبل وزمر للاستعدادات والعمليات العسكرية القادمة ، منطلقة من مصلحة حزبية او فئوية ضيقة مع الاسف الشديد .

ماذا جلب الاحتلال للعراق؟
هل حقا جلب الأحتلال مفاهيم الديقراطية والامان والسلام الاجتماعي، أعتقد أن هذا الطرح هو مجرد نكته امريكية صرفة وبأمتياز، فما جري ويجري في العراق هو تفكيك النظام الدكتاتوري المبني على المؤسسات العسكرية والبوليسية الدموية والحزب الشمولي الواحد.... ، ليصار الى بناء وتكوين نظام الاتجاة الواحد واللون الواحد ، المشبع بكل مفاهيم ومعالم الطائفية المقيته والحزبية الضيقة ،التي تشمل كامل الواقع الاحتماعي العراقي (و قسريا) عموديا وأفقيا ، لتدعم و تشبع بثقافات ( أقرأوها ترهات ) مريضة ومتخلفة ، لتتمخض عن سيادة اساليب وصور الفساد الاداري والمالي المخزية الشاملة والتي تنتشر على طول مفاصل النظام الجديد المهلهل وعرضه، بأكمله أفقيا وعموديا أيضا وحتى في أبسط الامور الحياتيه  .

أن مناهضه الاحتلال ورفض مشاريعه وأجندته ، وفق الواقع الملموس ، عملية نضالية مشرفة تجمع بين مفاهيم ومهام النضال الديمقراطي ومهام النضال الوطني ، فمناهضة الاحتلال في جوهرها هي عملية رفض ومناهضة القوانين والاسس التي أرساها بريمر ممثل دولة الاحتلال ، في بناء الدولة العراقية ، وشكل الحكومات الطائفية التي تمخضت عن تلك القوانين والاسس .
 
البعض لدية حساسية مفرطة من الحديث عما جرى واقعيا وعلى الارض من الغزو والاحتلال وما تمخض عنهما ، وذلك حسب الخلفية السياسيه والفكرية لأصحاب تلك الحساسية ،أن لم أقل الولاء الحزبي الضيق ، أفهم وأتفهم الامر عندما يتصدى لذلك منتسبي أحزاب الاسلام السياسي في السلطة القائمة حاليا ، والتي صعدت الى ما صعدت اليه من السلطة والمال والاملاك والنفوذ في سنوات الاحتلال الثمانية بشكل قياسي …

ولكن الامر يثير الاستغراب حين ينبري يساريون وشيوعيون معربين عن أستيائهم من الاراء المنتقدة للتعاطي مع الاحتلال بمثل ما جرى في طريقة تكوين مجلس الحكم على سبيل المثال لا الحصر ، بل كانوا يتجاهلون أي حديث عن الاحتلال ويلصقون بأصحابه مختلف الصفات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، فالأراء المنتقدة والمواقف الرافضة لقوانين بريمر والمشاركة في حكومات الفساد والاختلاسات والرشاوي العلنية وفرق الموت والمحاصصة الطائفية وسرقة نفط و أموال الشعب العراقي ،والسكوت على ما كان يحدث من جرائم وفضائع ، هي أراء ومواقف محرمة قد تغدو كتهمة هي بمصاف التهم التي تجر على أصحابها ما تجر من عواقب وخيمة، وفي الوقت الذي يبيح هذا البعض المتخندق في صف السلطة والمستفيد من أمتيازاتها وسطوتها ، حقه في الاجتهاد واتخاذ الرأي المناسب والمبرر لقناعته الفكرية والسياسية التي وضعته في ركب السلطه موليا ظهره لتجارب التاريخ وحقائق المستقبل المرئيه ، لكنه يحرم على الاخرين الحق في الاجتهاد وأتخاذ الرأي الاخر ؛ وتلك هي حقيقة ديمقراطية أزمنة الاحتلال وحكومات المحاصصة الطائفية .

كما أن مقاومة الاحتلال ورفض اتفاقياته المذلة ليست حكرا عل مجرمي النظام الدكتاتوري كلغة بعثية مزيفه في سعيهم الخائب لأعادة عجلة الزمن الى الوراء ، فالبعثيون قتله مجرمون وقد تجاوزهم الزمن ، لا يستحقون هذه الصفة الوطنية لانهم ليسوا أهلا لها وليسوا جديرون بها ، بأي شكل من الاشكال ، فالفكر البعثي الاستبدادي مبني على أثارة الخوف والرعب في النفوس ، ولذا فان حكومات المحاصصة الطائفية أستخدمت ولا زالت تستخدم فكر البعث وتراثة الدموي كفزاعة خضرة من فرض أجندتها الساسية والفكرية ، وسيأتي اليوم الذي تخرج فيه الملايين العراقية في تظاهرات سلمية تناهض الاحتلال ، لتتطور تبعا لموقف الاحتلال من المظاهرات السلمية الى العصيان المدني وكل الاشكال المتاحه وصولا الى اشكالها المسلحة اذا ما رفض المحتل الخروج بكامل عدته واجندته في العام القادم ، وستتحول مفاهيم مناهضة الاحتلال ومقاومتة الى حركة جماهيرية شعبية تستقطب الالاف بل الملايين من ابناء شعنا المتطلع نحو الحرية والعيش بكرامه، وليس ذلك اليوم ببعيد.

وعلى شعبنا السلام



8 نيسان 2011

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات