| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                    الجمعة 9/9/ 2011

 

دار السيد مامونة

زينب الجوراني - البصرة

انها مقولة رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي ( نوري السعيد ) و هي لم تلق جزافا او انها قيلت عبثا , وإنما جاءت انطلاقا من إيمان صاحبها بسطوته على مقاليد الحكم , وزمام الأمور في البلاد حيث اعتمد نوري السعيد كليا على الجيش لحمايته من الشعب , وشيوخ الإقطاع في إدارة الحكم واستمراره في السلطة وفق هذه المقولة , اذ لم يكن خطيبا بارعا أو كاتبا وكان ينظر إلى الجماهير نظرة استخفاف , ويستهين بالمعارضة .

هذا كان وصفا مختصرا لما كان عليه العراق إبان الحكم الملكي , أما اليوم فالعراق جمهورية يفترض أنها ديمقراطية تؤمن بمبادئ حقوق الإنسان , ولديها دستور ينص على حماية العراقيين وأرواحهم وممتلكاتهم , وحقهم في التعبير عن رأيهم المكفول حسب ماجاء في نصوص الدستور.

فهل سيتحقق لنا هذا كعراقيين ؟ والحكومة منشغلة بالمهاترات , والمزايدات , والخطب الرنانة بين أطرافها , أم ينتظرنا مصير كمصير الشهيد ( هادي المهدي ) الذي تعرض للاغتيال برصاص مجهولين لا لسبب إلا لوقوفه بوجه الظلم , واحتجاجه على الواقع المزري الذي نعيشه .

هل هذا مصير كل غيور على أمه العراقية التي أحرق لهيب الشمس وجهها الكهل وهي تستجدي في شوارع العراق ؟ بينما ثرواته وخيراته ملك للمسؤولين وأسرهم ومن يمتون لهم بصلة القربى .

هذا واقع نعيشه وبشكل يومي , فمجلس محافظة البصرة استشعر بضرورة صرف رواتب ومخصصات خطورة لأعضائه البالغ عددهم خمسة وثلاثين عضوا مبلغ مليون ونصف المليون دينار عراقي وبأثر رجعي ( أي ما يعادل نصف المليار دينار عراقي لمجموع أعضائه ) من مخصصات تنمية الأقاليم وهذه بشرى سارة أزفها لأهالي البصرة الكرام .

أما المظاهرات التي انطلقت صباح اليوم من تمثال السياب على كورنيش شط العرب وحتى مبنى الحكومة المحلية التي انشغل أعضائها اليوم عن مطالب الجماهير حيث لم يتنازل ويكلف أحدا منهم نفسه عناء الالتقاء بالمتظاهرين وسماعهم , علما إن أغلبهم من الشباب وهم لا يطلبون المستحيل أو المعجزات عندما يأملون بفرص عادلة في العمل , أو القضاء على الفساد الذي دب في مفاصل الدولة وساهم بزيادة البطالة , واستفحال الظلم وشعور الغضب لديهم , فما حدث هو تطويق مبنى الحكومة المحلية بجميع تشكيلات الجيش و قوات مكافحة الشغب عملا بقول : دار السيد مامونة , أي محمية بالجيش المدجج بالسلاح والأجهزة الأمنية . ولكن إلى متى ستبقى هذه الدار مامونة وصامدة إذا ما حدث الانفجار الثوري ومجيء سلطة تستجيب لحاجات التطور الاجتماعي ورغبات الشعب إنما الانفجار هذه المرة لا يتضمن العبوات الناسفة أو الرصاص ولا القتل والدمار بل هو انفجار الرأي والفكر الحر وإرادة الشعب أي حسب القول المعروف : (Ballet instead of bullet ) اي " تغيير السلطة بقصاصة ورقة بدلا من الرصاص " .

واني استذكر قول الشاعر الرصافي :

علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف
ان دام هذا في البلاد فأنه بدوامه لسيوفنا مسترعف
كم من نواص للعدى سنجزها ولحى بأيد الثائرين ستنتف

كما اني لا ألوم ماركس حين قال :

" الناس يصنعون تأريخهم بأنفسهم , ولكن النتائج لن تكون كما يرغبون "

وأود أن أضيف إننا شعب صنعنا التاريخ بأنفسنا ولكننا سنعمل على أن تكون النتائج كما نرغب في تحقيق الحرية , والعدالة , والمساواة , والفرص العادلة , والحياة الكريمة .
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات