| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 9/3/ 2009



كرة القدم وغضب الجمهور
مباراة الناصرية والميناء

خالد غني

قرأت بتاريخ 27/2/2009 في موقع سومريون.نت خبر خسارة نادي الناصرية بكرة القدم أمام نادي الميناء بهدف وحيد سجله اللاعب احسان هادي أحمد في الدقيقة السابعة والثمانين من المباراة التي جرت ضمن اياب المجموعة الثانية في المنطقة الجنوبية وعلى ملعب نادي الناصرية . لفت انتباهي عند اكمال قرائتي للخبر ما يفيد انه عند انتهاء المباراة حدثت اعمال شغب من قبل الجمهور الرياضي وعلى اثر ذلك تم احتجاز الفريقين لأكثر من ساعتين للحفاظ عليهم من غضب الجمهور بدعوى عدم كفاءة المدرب والاداء غير الجيد للفريق .

هذه الظاهرة غير الحضارية اثارت استغرابي لانها لم تحدث مطلقا خلال المسيرة الرياضية في مدينة الناصرية ، ويرجع ذلك لوعي الجمهور الرياضي ومعرفته بالمبادئ الرياضية السامية في المحبة والصداقة والمنافسات الشريفة والأفضلية للأجدر، قبل ان تكون ربح وخسارة ، واعمال الشغب والتحريض ضد اللاعبين مرفوضة تماما ، وهي اساليب غير اخلاقية ، وثقافة عقاب وارهاب اللاعبين والاعتداء عليهم بسبب الخسارة اندثرت مع المقبور عدي وازلامه ، بالاضافة الى ان من يقوم بهذه الاعمال إما ان يكون متخلفا وساذجا أو له مآرب خسيسة لعرقلة المسيرة الرياضية في عموم العراق وليس في مدينة الناصرية وحدها .

 هذه الاعمال لا تشرف من يقوم بها ، وإلا ماهي الجريمة التي قام بها اللاعبون ومدرب نادي الناصرية ، ويريد الجهلة الانتقام منهم ؟ وبسبب ماذا ؟ وهل دخول الكرة الوحيدة بمرمى الناصرية وفي الدقائق الاخيرة من المباراة جريمة تستحق العقاب ؟ وأسال الجهلة . اليس فريق الميناء الكروي من مدينة البصرة الفيحاء احدى اجمل المدن العراقية ، او ان فريق الميناء فرقة من جيش جنكيزخان ؟ وان خسر فريق نادي الناصرية امام فريق غير عراقي فماذا يكون مصيرهم ، ربما تحكمون عليهم بالاعدام ؟ أكيد ان من قام بهذا الشغب هم شلة صغيرة من الجهلة ولو لم يكونوا كذلك لعرفوا قبل ان يقوموا بفعلهم الخسيس بأن فريق الميناء الكروي من الفرق العراقية المرموقة ، وهو فريق متكامل يضم في صفوفة خيرة لاعبي البصرة ويتمتعون بخبرة كبيرة ومراس طويل في لعبة كرة القدم ، ناهيك عن الدعم المادي السخي من مديرية المؤانيء العراقية .

في أية مباراة تقام وفي اي مكان يسعى المدرب واعضاء الفريق ان يكونوا في الصدارة إنطلاقا من الحرص الشديد والشعور العالي بالمسؤولية واحتراما للقيم والمبادئ الرياضية السامية ومنها المنافسة الشريفة ، وهنا لاننسى ان الرياضيين هم ثروة وطنية ورموز تفتخر بها شعوبها ونحن من ضمنها ، وهم طاقات لايمكن التفريط بها وعلى الجميع احترامهم تقديرا لأتعابهم ، وان اساء احدا لهم يجب عليه الاعتذار .

 واريد ان اذكرهم وكل محبي الرياضة في الناصرية بنادي الفتيان الرياضي ، الذي ومنذ تأسيسه عندما كان فريقا عام 1957 وإلى أن حُلَ من قبل انقلابيي 8 شباط الدامي عام 1963 وبالتحديد في اليوم الثالث للانقلاب وسرقت جميع ممتلكاته ، كان النادي يتميز خلال مسيرته الرياضية بلعبتي كرة القدم والسلة وأجرى العديد من المباريات في داخل الناصرية وزار مدن عراقية كثيرو ولعب مع انديتها وفرقها الرياضية وخاصة في العاصمة بغداد والبصرة والحلة والعمارة والديوانية والسماوة وغيرها ، ومعهم في هذه الزيارات المئات من مشجعي النادي ، فاز خلالها وتعادل وخسر ، وكان الجمهور في حالة الفوز مزهوا وفي حالة التعادل والخسارة يتمتع الجمهور بروح رياضية عالية دون ان يسمعوا اللاعبين كلمة جارحة واحدة لانه على درجة عالية من الوعي ويقدر ظروف كل لعبة .


من مباراة فريق الفتيان مع فريق المهداوي في 20/12/1957


من مباراة فريق الفتيان مع فريق القوة الجوية في 22/1/1960

واستضاف نادي الفتيان الرياضي الكثير من الأندية والفرق الرياضية للعب على ملعب ثانوية الناصرية وهو الملعب الوحيد آنذاك ، وهذه بعض التواريخ اخذتها من صور البومي اثناء مباراة بتاريخ 20/12/1957 وعلى ملعب ثانوية الناصرية بين فريق الفتيان الرياضي وفريق المهداوي الرياضي وفاز فيها فريق الفتيان بهدفين مقابل هدف واحد  وكان حاضرا رئيس نادي المهداوي الشهيد عبد الجبار المهداوي ، وصورة اخرى اثناء مباراة جرت بتاريخ 22/1/1960مع فريق القوة الجوية الذي فاز بأربعة أهداف مقابل هدف واحد لصالح الفتيان ، ومع هذه الخسارة الكبيرة لم يغضب الجمهور الذي كان يُعد بألآلاف لانه شاهد خيرة لاعبي العراق ضمن فريق القوة الجوية ومنهم حامي الهدف حامد فوزي وشبه الوسط سعدي عبد الكريم ومهاجم العراق يورا وآخرين ، وكان من ضمن الفريق اللاعب عموبابا  إلا انه تعذر عليه المجيء للناصرية لظروف طارئة . وهناك فرق عراقية كثيرة زارت الناصرية بعد ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة مثل فريق الشرطة العراقية وفريق الميناء وفريق نادي الجنوب وغيرها ولم نرى من الجمهور الرياضي اية اساءة لأي فريق أو لاعب .

المفروض بهذه الشلة الساذجة ان تتعلم الدرس جيدا من الجمهور الواعي وتعتذر لفريق الميناء قبل مدرب وفريق نادي الناصرية .

 

آذار 2009   

 

free web counter

 

أرشيف المقالات