| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 8/6/ 2010

 

 "كلمة ومؤتمر لوطن حائر"

د. موفق فتوحي

القيت هذه الكلمة في مؤتمر المجلس العالمي للكفاءات العراقية المنعقد في النمسا 6-6-2010.

لقد اجريت تحقيقا أوليا عن الكفاءات العراقية الموجودة في خارج الوطن, ووجدت أن هذه الكفاءات تمثل:
اولاً: جميع الاختصاصات العلمية والفنية والادارية, ففيها الاطباء والمهندسين والاختصاصيين الاداريين والقانونيين والاحصائيين والفنانين.. الخ من كفاءات يحتاجها الوطن..
ثانياً: هذه الكفاءات قادرة وبثقة عالية وبالتعاون والتنسيق مع الكفاءات الموجودة داخل الوطن, ان تقدم خدمة كبيرة لعملية التنمية الاقتصاية والاجتماعية والسياسية والبشرية, وبسواعد وعقول هؤلاء جميعا يمكن تحقيق تنمية شاملة في البلد.
ثالثاً: ان هذه الكفاءات معطلة وغير فاعلة بسبب واضح وهو السيطرة السياسية الحزبية والمتمثلة بالمحاصصة وتقاسم المغانم بين الاحزاب بدون النظر لمصلحة البلد.
رابعاً: ان هذه الحقائق معروفة للجميع ولكن المدخل للاستفادة من الكفاءات يحتم علينا ان نسأل سؤالا سترتيجيا يشكل مدخلا لحل اشكالية تفعيل دور هذه الكفاءات والسؤال هو :
هل هناك نية حقيقية من قبل القوى السياسية الحاكمة في الاستفادة من هذه الكفاءات؟

لنجري التحقيق التالي :
لقد عقد المؤتمر الاول للكفاءات العراقية في 23-12-2008 اي قبل سنتين وحضر المؤتمر اكثر من 300 كفاءة عراقية مشهود لها في الخبرة والقدرة على انجاز متطلبات التقدم العلمي والاداري والفني في البلد فماذا حدث؟

لا تنصعقوا ايها الاخوة اذا سمعتم ما سأخبركم به:
1- تم حصرنا في فندقين لا نستطيع الخروج منهما الا بحماية وتفتيش.
2- استمعنا الى خطابات رنانة من رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ومحافظ بغداد وبعض الرموز السياسية.
3- لقد قدموا لنا مشكورين الكباب والتكة والكبة وضيعنا يومين بالخطابات والأكل والشرب وطلب منا المغادرة فور انتهاء المؤتمر.
4- لم يجتمع بنا أي رئيس جامعة, ولم يطلبنا اي وزير للتباحث حول احتياجات وزارته للدراسات او لمليء اية وظيفة اكاديمية
5- لم يطلعنا اي مسؤول على خططه للنهوض وتنمية البلد, ولم يطلب أحد منا تقديم المشورة حول هذه الخطط ان وجدت.

لقد كان المؤتمر وبصراحة كما يقول المثل العراقي الدارج " جفيان شر ملا عليوي"

والان نحن نجتمع لعقد مؤتمرنا الثاني, فهل تفيد التجربة السابقة بكل ابعادها ؟ بصراحة يجب ان يرتفع صوتنا عاليا لنقول للمسؤولين, بأننا لانقبل بامتهان اخلاصنا للوطن بهذه الطريقة المبتذلة. يجب ان نعود من هذا المؤتمر ولدينا مشروعا واضحا لخدمة البلد, كما يجب ان يفهم هؤلاء المسؤولون بأننا لسنا ابطالا ولانبحث عن دور بطولي لغرض تعليق الأوسمة على صدورنا, لكننا اختصاصيون اكاديميون وعلماء وفنانون وادرايون واقتصاديون وخبراء أتينا الى بلدنا العظيم الذي احببناه ونحبه في سبيل تقديم خدماتنا مجانا وبمحض ارادتنا, وليدرك من يريد ان يدرك هذا الدور أوعلى الاقل ان يقدره لنا.

اننا ايها الساة مواطنون مخلصون نعتز, ونفتخر, ونحتفظ بكرامتنا ولسنا قناصي مراكز او وظائف. اننا ابناء هذا البلد وكل مانطالب به هو ان تفتحوا لنا الأبواب لنقدم خدماتنا وخبرتنا.

ولكي لا يكون كلامنا في فراغ, نقترح المشروع التالي:
اولا:
يحوّل مشروعنا الى مؤسسة مستقلة عن الحكومة ولكنها مدعومة منها كلياً.

ثانياً:
يجري تمويل قناة فضائية لهذه المؤسسة ومهمتها اجراء لقاءات مع الاختصاصيين العراقيين وغيرهم بهدف مناقشة المشاكل غير السياسية بل العلمية والادارية والفنية واذا رغبتم حتى السياسية.

ثالثاً:
فتح حوارات علمية بكافة الاختصاصات مع الوزارات والمؤسسات العراقية ذات العلاقة.

رابعاً:
العمل على ان تكون مؤسستنا جسرا بين العراق والعالم عن طريق تبني برنامج ستراتيجي علمي واقعي للاستفادة من الاختصاصات العلمية " عربية واقليمية وعالمية " خدمة للتقدم واعادة اعمار العراق.

اختتم كلمتي هذه - والتي ارجو ان لا تكون قد ازعجت بعضكم - بابيات شعر لشاعر العراق العظيم الراحل مصطفى جمال الدين والتي القاها بمناسبة ألفية مدينة بغداد العظيمة:

بغداد ما اشتبكت عليك الاعصرُ
إلا ذوت ووريق عمرك اخضرُ
مرت بك الدنيا وصبحك مشمسٌ
ودجت عليك ووجه ليلك مقمرُ
الله انت فأي سر ٍ خـــــــــــالدٍ
أن تسمني وغذاء روحك يضمرُ
ان تشبعي جوعا وصدرك ناهدٌ
او تظلمي افقا ً وفكرك نيّــــــــرُ...؟


7-6-2010..
مدينة لنز- النمسا


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات