|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  7  / 7 / 2016                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

سفارة العراق في كندا تحتفل بفجيعة الكرادة !
فضيحة جديدة

سالم ملكو الياس
(موقع الناس)

رجعت اليوم الى ديترويت بعد زيارة قصيرة الى معارفي واقاربي في تورنتو ، ولم اشعر بالندم في حياتي مثلما شعرت بذلك وانا جالس في حفل كئيب اصطحبني اليه احد معارفي في مدينة مسيساكا الكندية . واسمحوا لي ان اكتب لكم هذا الموقف الذي احزنني كثيرا ..

بالوقت الذي كان كل العراقيين يبكون دم على فجيعة الكرادة التي حدثت في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الاحد 3 تموز 2016 ، والعالم كلّه حزين ومتألم لتلك الفجيعة السودة ، ولكن يبدو ان سفارة جمهورية العراق في كندا غير مبالية ولا مكترثة بهذا الامر الجلل ، فاقامت حفلة بائسة بأسم الافطار السنوي لأبناء الجالية العراقية مساء يوم الاحد 3 تموز 2016 على قاعة شهريار في مدينة مسيساكا الكندية التي تبرع بتلك القاعة البائسة صاحبها المدعو علاء يوسف ، اذ اقيمت الحفلة بعد ليلة ذلك اليوم الاسود وبعد نهار كامل على المأساة والجريمة النكراء في الكرادة داخل ، وكان من المفروض ان يتوقفوا ويلغوا اي حفلة تعاطفا مع الالام العراقيين والفجيعة التي هزت كلّ الضمائر الشريفة ، ولكن ماذا يفعل الشرفاء من دعوة السفير العراقي المدعو عبد الكريم طعمة مهدي اذ استهان بمشاعر العراقيين ودمائهم الزكية ، واصّر على ان يجمع من حوله بعض المصفقين او بعض الذين حضروا دعوته غير اللائقة ، وقد قدر لي ان اكون معهم ، وهم من الرجال والنساء لسماع كلمات المجاملات العراقية الرخيصة والمنافقة والكاذبة مع عزف منفرد على العود ، وكأن العراق لم يفقد 250 روحا بريئة لعراقيين تفحمت اجسادهم وتقطعت اوصالهم ، مع مئات الجرحى . وسفارة لم تخجل ابدا في تصرفها التافه بعد ساعات على الحدث .

نعم ، جلست اراقب الحضور واحدا واحدا ، ولم اجد اي عراقي معروف من اساتذة وعلماء ولا مثقفين ولا ادباء يعيشون في تورنتو وضواحيها ولهم مكانتهم في كندا ، وقد همس صديقي قائلا : لقد اعتادت السفارة عدم دعوتهم ابدا ، اذ حضر هذه الحفلة بعض الناس غير المعروفين والذين يدعوهم برجال اعمال واغلبهم من الدلالين والسماسرة او بعض الملتحين بلحية خفيفة من المعروفين بتأييدهم للدجالين واللوكية ، وكان في مقدمة الحاضرين السيد علي الجزائري إمام الشيعة العراقيين في تورنتو ومسيساكا ، ولبي الدعوة ايضا المطران عمانوئيل شليطا راعي الكنيسة الكلدانية في كندا ( الذي وجدته قد غادر سريعا وكان ممتعضا من الموقف وقد غادرت بعده ) ، وهناك العديد من الذين قامت السفارة بدعوتهم وكنت اتمنى ان يعترضوا على هذا الاسلوب الذي لا يتصف بأي نزعة وطنيّة ولا اخلاقية تحمل هموم الوطن ..

انني نادم شديد الندم على ذهابي الى تلك الحفلة البائسة التي تمنيت ان تكون تأبينية تقدم فيها القهوة المرة السودة . وجدت أنّ طاهي السفير واسمه (منقذ) قد البسوه بدلة اكبر من حجمه وربطة عنق ليستقبل المدعووين الذين امتعضوا من هذا التصرف ، ولم يصل موكب السفير ويشرف جنابه الى الحفل الا في ساعة متأخرة مما اثار استياء الحاضرين الذين جلسوا ينتظرون وصوله في جو كئيب جدا كما لاحظت ذلك وانا اراقب الموقف عن كثب وغادرت تلك الحفلة الفضيحة .. وعقّب احد الاصدقاء قائلا بعد ذلك : ان هؤلاء الذين جعلوهم دبلوماسيين لا يعرفون الاصول ابدا ولا يعرفون ان لكل مقام مقال ، ولا الاتيكيت ولا آداب الدعوات الدبلوماسية ، فكيف ينصبوهم سفراء ودبلوماسيين ؟ وان ما حدث في الكرادة كان فجيعة وكارثة لكل العراقيين ، فكيف لم يقوموا بالغاء الاحتفالية مباشرة ، ويعلنوا الحداد رسميا وشعبيا ؟

ان من حضر هذا الحفل الذي تلبّس باسم حفل الافطار الرمضاني لا يمثل كلّ الطيف العراقي ، اذ انحصر بلون واحد وهم من اصحاب اللحى الخفيفة والمتعاطفين مع حزب الدعوة مع حضور بعض المسيحيين العراقيين وفرادى من الكرد وقد لبس احدهم دشداشة بيضاء وهو سمسار معروف ويقال انه كان هناك بعض الفنانين .. وانا واثق بأن معظم الذين حضروا الحفلة كانوا غير صائمين . وليعلم الناس بأن الصائمين قد فطروا في قاعة يقوم على طرفها بار فيه كل انواع المشروبات الروحية وليست عندي مشكلة انا نفسي لأنني مسيحي وغير صائم ، ولكن ما حكم الصائمين الذين افطرهم سفيرهم ؟ وكان الاكل قليلا بحيث لم يشبع البعض .

لقد بقيت سفارة العراق منذ العام 2003 بيد سفير كردي سكير من جماعة جلال طالباني وكان انعزاليا ويمقت كل العراقيين باستثناء الكرد طيلة بقائه سفيرا وكان مكروها ، وكان يشتري صناديق الويسكي الذي تدفع السفارة الفواتير ، ثم تسلم السفارة بعده سفير مصلاوي لوكي تافه محسوب على الحزب الاسلامي ، وهو الذي كان يعتمد في كندا على جماعة معينة دون كل ابناء الجالية وشخصياتها المعروفة ، وكانت له اخطاءه ولوكيته لوزير الخارجية ابراهيم الجعفري عندما زار كندا في العام الماضي ، وأصر على دعوته في مطعم صاحبه شيعي لبناني ونظم له لقاء مع بعض العراقيين المهرولين المنبطحين دون ان يدعو العراقيين الشرفاء الاقوياء من الشيعة والسنة كيلا يحرجوا سيده المشهور بالهذيان والجنون !! ..

ثم جاء السفير الحالي الذي كان سفيرا عراقيا سابقا في فنلندا ، وكان قد اتهمّ بعدة اتهامات وفضائح ، ويبدو ان هفوته الحالية في كندا كبيرة جدا ، ولا يمكن ان يبررها بأي حال من الاحوال ، فضلا عن القائه كلمته وسط المحتفلين ، وهو يعدد منجزات النظام الحالي ، ودعا العراقيين الى الاندماج مع كندا وان يكونوا سياسيين ! ولا ندري كيف نصّب هذا الشخص بمنصب سفير ، وهو لا يملك معرفة لغوية ولا ثقافة عادية ! ونسأل السفارة : ماذا كان يفعل بعض النواب العرب في البرلمان الكندي في حفل السفير العراقي ؟ ولماذا دعي للحفل من هو شيعي لبناني منهم دون دعوة النائب السوري عمر الغبرا وهو سني ؟ ويسأل صديق آخر : لماذا يدعى هؤلاء اصلا ، وهم لا يعرفون العراقيين الا وقت انتخاباتهم ؟ ولم نجدهم قد تعاطفوا مع مآسي العراقيين ابدا ؟ نقول للسفير طعمة وجماعته : لا تبرروا مثل هذه الفعلة النكراء ، فان اقامة هذا الحفل لا يتناسب وجلل الحداد العام عند العراقيين ، وان وقوف المحتفلين دقيقة واحدة حدادا لقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء كان قمة النفاق مع تسلّم السفير والامام الجزائري للزهور والضحكات تملأ اشداقهم كان مثيرا للقرف والاشمئزاز .

ان العراقيين الذين التقيت معهم في كندا يستنكرون هذا الحفل ، ويدينون السفارة العراقية على فعلتها النكراء .





 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter