| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 6 / 11 / 2013


 

الى أين وصل المالکي في صراعه ضد مجاهدي خلق؟

اسراء الزاملي
asraa.zamli@yahoo.com

التحليلات و التوقعات المختلفة الصادرة عن الکتاب و المحللين المعنيين بالشأن العراقي و أمور و أوضاع المنطقة، تؤکد کلها أن نجم نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي في طريقه للأفول.

المالکي الذي برز بعد إزاحة سلفه أبراهيم الجعفري عن کرسي رئاسة الوزراء، حاول ومنذ الايام الاولى لتوليه مقاليد الامور، إمساك الامور کلها بقبضة حديدية و فرض نفسه کصاحب للأمر کله و جعل الخيارات کلها في يده لوحده، لکنه و مثل کل الطغاة و المستبدين إصطدم ومنذ اليوم الاول مع المناوئين و الرافضين لنهجه و حاولوا بمختلف الطرق وضع حد له و لطموحاته المريبة، لکنه و بدلا من الاذعان و الرضوخ للأمر الواقع و الانصات لمنطق الحق و العدل من أقرانه العراقيين، فإنه قد ولى وجهه صوب النظام الايراني و ألقى بکل کراته في سلتهم بل وانه قد مضى الى أبعد من ذلك بأن ربط مصيره بمصيرهم من خلال تقديم کل الخدمات الممکنة لهم على حساب مصلحة و أمن و استقرار العراق نفسه.

لقد إنتهت الولاية الاولى لنوري المالکي بإجماع عراقي على رفضه کما تجسد ذلك في الانتخابات التي جرت و التي إنتصرت فيها القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، لکن المالکي و من خلال تقديمه فرض الطاعة للنظام الايراني بمضيه قدما و حتى النهاية في طريق مواجهة أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة للنهاية و تقديمه کل ما بوسعه للنظام الايراني من أجل القضاء عليهم، فإن طهران قد عملت المستحيل لإعادة فرضه (رهبة و رغبة) على مختلف الفرقاء السياسيين و هي ومن خلال لعبتها المشبوهة هذه قد سجلت أغرب بادرة في تأريخ الديمقراطية المعاصرة في العالم عندما جعلت المهزوم هو الذي يتولى زمام الامور في حين يتم إبعاد المنتصر عن حقه في إستلام السلطة و المنصب!

المجازر و الکوارث الانسانية التي حدثت مع سکان معسکر أشرف منذ إبرام التحالف المشبوه بين المالکي و النظام الايراني، إستمرت بوتيرة تصاعدية حتى وصل الحال الى إرتکاب جرائم و مجازر يندى لها الجبين الانساني ضد أناس هم أساسا بمثابة ضيوف العراق وفق الاعراف و القيم المتعارف عليها عربيا و اسلاميا وهم أيضا لاجئون سياسيون وفق القانون الدولي، وأن إستحضار مجزرة 8 أبريل 2011، التي راح ضحيتها 36 و جرح قرابة 500 آخرين من سکان أشرف، و کذلك تعرض مخيم ليبرتي للقصف الصاروخي لثلاثة مرات ذهب ضحيتها 6 فيما أصيب زهاء 50 آخرين، أما الهجوم الاخير الذي تعرض له معسکر أشرف في الاول من أيلول/سبتمبر الماضي، فقد کان الاعنف و الاشد و الاقسى إذ ذهب ضحيته 52 فيما تم إختطاف 7 و أصيب العشرات بجروح، لکن ما الذي جناه المالکي من حصيلة کل هذه الجرائم و الانتهاکات الصارخة ليس للقوانين وانما للقيم و الاعراف الانسانية و السماوية أيضا؟

قضية أشرف و ليبرتي، بعد أن کانت منحصرة و ضمن نطاق الاراضي العراقية و الايرانية، إکتسبت بعدا دوليا بعد تکرار الاعتداءات و الانتهاکات و الجرائم و المجازر من جانب نوري المالکي بحقهم، بل وان الامر قد وصل الى الاعتراف بهم من قبل أرفع منظمة دولية هي الامم المتحدة بالاضافة الى الاتحاد الاوربي و المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، کما انها تمخضت أيضا عن خروج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب بعد أن أدرجت فيها لأعوام طويلة على أمل کسب النظام الايراني، أما الذي قبضه المالکي فهو صدور حکم قضائي بحقه من قبل محکمة اسبانية إستدعته للمثول أمامها مع مجموعة آخرين من المسؤولين العراقيين بسبب مجزرة 8 أبريل 2011، والحکم لا يزال نافذا، کما ان المجزرة الاخيرة التي إرتکبها في الاول من أيلول/سبتمبر الماضي فإن الاصوات ترتفع يوما بعد يوم من أجل محاسبة المسؤولين و المتورطين فيها و في مقدمتهم المالکي نفسه، لکن الاهم من ذلك کله أن أوضاع المالکي لم تعد کالسابق وان الاحتمالات بشأن عدم بقائه في منصبه أصبحت مؤکدة و ان الحديث عن قرب رحيله بات مطروحا بقوة، لکن الاهم من ذلك بکثير هو الذي سيحدث بعد ترکه لمنصبه حيث أن مستحقات و حسابات سياسية مختلفة تنتظره من مختلف الاطراف العراقية، وان ما قدمه من خدمات للنظام الايراني ضد سکان أشرف و ليبرتي، ستکون من ضمن تلك المستحقات.
 

free web counter

 

أرشيف المقالات