| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 6/11/ 2009

 

في اربعينيته

شريف نعاس ... نخلة گنطار

خالد غني

في 29 ايلول 2009 هوت نخلة گنطار كانت مزروعة على ضفاف نهر الفرات الخالد في مدينة الناصرية ... ولمن لايعرف نخلة الگنطار فان تمرها من ألذ أنواع التمور وأندرها ، والفقيد شريف نعاس الجسار من هذا الصنف ، لذلك شكل رحيله صدمة كبيرة اذهلت محبيه صغارا وكبارا من الرجال والنساء على حد سواء ، لما كان يتحلى به من طيبة القلب ودماثة الاخلاق ، متواضعا ووفيا لاصدقائه ، يشاركهم همومهم وافراحهم ، يساعد الفقراء بالرغم من تواضع راتبه الشهري ، مرح ، والابتسامة والنكته لاتفارقه حتى في احلك الظروف .


شريف نعاس وخالد غني
في الإستعراض السنوي لألعاب الساحة والميدان في الناصرية بتاريخ 21 نيسان 1961

أحبته الناس منذ سنوات صباه وشبابه عندما برز كرياضي متألق بلعبتي كرة القدم والسلة ، في ألعاب القوى كان بطل الناصرية في سباق 400 متر ، بالاضافة لمشاركاته في الكثير من المخيمات الكشفية . صفقت له الجماهير الرياضية كثيرا لقدراته الكبيرة وتفوقه في الألعاب التي مارسها .

عين معلما للتربية الرياضية بعد تخرجه من دار المعلمين الابتدائية / فرع التربية الرياضية في الناصرية عام 1962 ، وظل يمارس اللعب مع فريق نادي الفتيان الرياضي ومنتخب الناصرية في لعبتي كرة القدم وكرة السلة بالاضافة الى مسؤوليته امام طلابه . كان الفقيد خير قدوة لابناء جيله ، حريص على سمعة مدينته والفرق الرياضية التي ينضم اليها .

بدأت صداقتي مع ابا خالد منذ كنا طلابا في الدراسة المتوسطة أواسط الخمسينات من القرن الماضي وتوطدت أكثر عند تأسيس فريق الفتيان الرياضي عام 1957 قبل ان يتحول الى نادي الفتيان ، عرفته نظيف كأشعة الشمس ، واسم شريف ينطبق عليه قولا وفعلا ، وهو صاحب المواقف الشريفة حقا . قدم الكثير للرياضيين دون تبجح ، واحتضن بيته العديد من اجتماعات المختصة الرياضية التابعة لتنظيم الحزب الشيوعي في الناصرية بعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة .

وعلى أثر مواقفه الوطنية النبيلة والتي كان يتبناها عن قناعة تامة تم تأخير تعينه بعد تخرجه عن زملائه لعدة اشهر ، وواصلت مديرية أمن الناصرية استدعائه للتحقيق عدة مرات . وكغيره من المناضلين اعضاء الحزب الشيوعي اعتقل ومعه الكثير من الرياضيين اثر انقلاب شباط 1963 الدامي وتعرض للتنكيل على يد جلاوزة حزب البعث .
الفقيد شريف نعاس ركن هام من أركان الحركة الرياضية في الناصرية ، أفنى زهرة شبابه ومعظم سنوات عمره كلاعب في ساحات وملاعب الناصرية والمدن العراقية الاخرى ، ومدرب وحكم وإداري وكشاف متميز لأكثر من خمسة عقود .

لذلك كان من المفروض بالمسؤولين عن الرياضة في المحافظة ، وبالاخص بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 الاستفادة من خبراته كمختص وممارس رياضي وتكليفه بعقد ندوات والقاء محاضرات امام جيل الرياضيين الشباب في المحافظة أو المساهمة في التخطيط لانعاش الحركة الرياضية في المحافظة وتطويرها .

كان من المفروض من الجهات المسؤولة المختصة بالشأن الرياضي ان تكرم الفقيد اللاعب الكبير شريف نعاس تكريما يليق بعطاءاته الكبيرة قبل ان يرحل عنا حتى دون ان نودعه . التكريم يجب ان يشمل كل الابطال من الرياضيين القدامى ومنهم الفقيد الرياضي البارز نعمان السيد محمد ، واللاعب الكبير عباس هليل وغيرهم . والتكريم كما في الدول المتقدمة يجب ان يكون ماديا ومعنويا ، كأن تسمى بعض المدارس والملاعب والاندية الرياضية وحتى الشوارع باسمائهم ، تقديرا واحتراما ووفاء لجهودهم السخية .

ابا خالد ، لك المجد والخلود ، ونحن احبتك ، لنا الصبر .


تشرين الثاني 2009

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات