| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 6/4/ 2010



من كتاب "راحلون وذكريات"
للدكتور عزيز الحاج
مداخلة قصيرة ...

أ . د . حسين حامد حسين
hussein726@gmail.com

تستهويني دائما كتابات الاخ الدكتور عزيز الحاج . فهذا المفكر والمناضل له حضور ومودة من قبل العراقيين المنصفين وبغض النظر عن اختلاف عقائدنا وافكارنا . فرجل مثل عزيز الحاج , وقد أفنى حياته سابحا ضد تيار بحر السياسة العميق الهائج أبدا, وفي تلك الحقب الزمنية التي كان تبني السياسة فيها كمبدأ , تكلف المناضل رأسه , فكان واحدا ممن استطاعوا التعبير الصادق عن الهوية الوطنية في سبيل مبادئ حزبه . فكما هو معلوم لم تكن حال السياسة أبدا كما هو عليها اليوم . ومقالات الدكتور عزيز الاخيرة من كتابه "راحلون وذكريات" التي تم نشرها في صحيفة الناس , وللاسف لم تسنح لي فرصة متابعتها وقراءتها كما يجب . فلولا لطف الاخ الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الخالق حسين ( وهو المتتبع ما شاء الله عليه , وبشكل ثري وواسع لكل شاردة وواردة تكتب عن الفكر والسياسة ) والذي بعث لي الحلقة السابعة من هذه المقالات , لما علمت عن نشرها . فصفحات من تاريخ العراق السياسي كالذي يمكن ان يقوم بتدوينه رجل كالاستاذ عزيز الحاج , مع غيره من كتابنا المخلصين , عن حياة العراق والعراقيين , باعتقادي يمكن ان يكون شاهدا تراثيا من اجل أجيالنا القادمة لطمر افتراءات المقبور صدام حسين وما قام به من تشويه لتاريخ الوطن وحقائقه .

والمداخلة التي أود هنا طرحها هي عن بعض ما ذكره الاخ الدكتور عزيز في سرده عن المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم . فقد أشار الى ان الزعيم قد اقترف أخطاء مهمة ، من بينها مثلا إثارة موضوع الكويت في مسايرة لدعوات الملك غازي وحتى نوري السعيد .
فباعتقادي ان ذاك الخطأ الذي أشار اليه الدكتور عزيز لم يكن خطأً يعزى الى ضعف العقلية التخطيطية المتعلقه بالقيادة الميدانية للزعيم . بل كانت مجرد توريط له من قبل بريطانيا .

والمعلومة التي اود سردها هنا والمتعلقة بحقيقة توريط الزعيم بموضوع الكويت من قبل بريطانيا كان قد أسرني بها , احد أصدقائي الثقاة والذي توفي قبل فترة قصيره , (رحمه الله وغفر له وادخله جنات النعيم ) . فقد كان المرحوم أحد أقارب السيد حميد الحصونة والذي كان قائدا للفرقة الاولى في الديوانية والتي كلفها قاسم بعملية التحرك والشروع بضم الكويت الى العراق عندما اثيرت القضية انذاك . والموضوع يتلخص في ان المشكلة بدأت عندما رفضت الكويت اتفاق بعض عقود النفط مع المملكة المتحدة ، الأمر الذي أثار غضب المملكة . فأرادوا معاقبة الكويت وكان رد فعلهم سريعا وعلى ما يبدو . فقد اتصلوا برئيس الوزراء العراقي الزعيم عبد الكريم قاسم ،و ابلغوه ان المملكة مستعدة لان تقدم للعراق جميع الوثائق التي يمكن أن تثبت أن الكويت من خلال التاريخ كانت جزءا من العراق . ويبدو ان الفكرة قد لاقت ترحيبا لدى الزعيم , اذ راح العراق يبث للعالم أن الكويت كانت جزءا من العراق ، وان الحكومة العراقية قد تمكنت من توفير جميع الوثائق لتأكيد المطالبة المشروعة بضمها. وقام الزعيم باطلاق التهديدات بضم الكويت بوقت قريب إلى العراق . وفعلا أصدر الزعيم عبد الكريم قاسم اوامره الى الفرقة الأولى للجيش العراقي , وقد كانت بأمرة قائد الفرقة الزعيم الركن سيد حميد الحصونة وكان مقرها في الديوانية ، أن تكون جاهزه لاحتلال الكويت وضمها الى العراق .

وعند سماع الكويتيون لما ينوي رئيس وزراء العراق القيام به, سارعوا الى أعراب أسفهم الشديد للمملكة المتحدة لرفضهم الاتفاق معها . وسارعت الكويت الى تقديم أكبر صفقة لعقود نفطية لبريطانيا للحصول على رضاها ومن أجل حمايتها في أزمتها مع العراق . فما كان من المملكة المتحدة ، الا ان سارعت الى إلغاء العرض الذي قدمته للعراق ، وقامت بالتهديد بمعاقبة العراق اذا أساء الى الكويت باي شكل من الاشكال وبأي وسيلة . وعليه فقد اسقط في يد الزعيم عبد الكريم قاسم بعد لعبة توريطه تلك من قبل المملكة المتحدة من اجل ابتزاز الكويت .

والخلاصة ان الزعيم كان بنظري مجرد ضحية للعبة سياسية رخيصة لا غير . وشكرا للاخ الدكتور عزيز الحاج على مقاله القيم .

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات