|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 4 / 2 / 2019                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

مؤامرة 8 شباط ,واسقاط النظام الوطني في العراق

حكمت شناوه السليم
(موقع الناس)

مقاومة الجماهير للمؤآمرة
لجنة الكرخ الميدانيه لمقاومة المؤآمره المتكونه من الرفيق بلال علي عضو القسم العسكري الرفيقه المندائيه ليلى الرومي عضوة لجنة بغداد المحليه الرفيق متي هندي مسؤول منطقة الكرخ وكان هدفهم اعادة السيطره على الاذاعه في الصالحيه .

امتناع عبد الكريم قاسم من تسليح الجماهير
في مطلع 1963 تلقى الحزب الشيوعي معلومات تشير الى أن حزب البعث اعد خطة انقلاب عسكري ينطلق تنفيذها من كتيبة الدبابات المدرعه في ابي اغريب ويقودها خالد الهاشمي,وقد سارع الحزب باخبار عبد الكريم قاسم ,واصدر بيان يحذر من الانقلاب ,وكان عبد الكريم قاسم بلغته معلومات تؤكد ذلك فلم يعر للامر اهميه .

نفذت الموآمرة صباح 8 شباط من عام 1963 باغتيال القائد الشيوعي للقوة الجويه الزعيم الركن جلال الاوقاتي باطلاق الرصاص عليه عندما كان يرافقه ابنه الصغير الى محل الحلويات قرب منزله, كان الوقت بعد الثامنه والنصف من صباح 8 شباط عام 1963.

في الساعه التاسعه انقضت طائرتان نفاثتان لتقصفا معسكر الرشيد وتجعلاه غير قابل للاستخدام ، ثم بدأ الهجوم على وزارة الدفاع حيث قامت طائرتان بقيادة الرئيس الجوي البعثي منذر الونداوي , وتم احتلال اجزاء من وزارة الدفاع من قبل افراد الحرس القومي والوحدات المؤيده للبعث ,وحدثت مواجهات ادت الى مقتل ما يقارب 30 شخصآ من المهاجمين ولم يمضي وقتآ طويلآ حتى توجهت مجموعه من الضباط المتقاعدين بقيادة امير اللواء طاهر وتمكنت من استكمال احتلال وزارة الدفاع .

تمكنت وحدة من كتيبة الدبابات الرابعه تضم العقيد عبد السلام عارف ,والعقيد احمد حسن البكر من الاستيلاء على محطة البث في ابو غريب.

وفي الساعه 9،40 صدر البلاغ رقم واحد لزعماء الانقلاب الذين سموا انفسهم بمجلس قيادة الثورة ,وبث على الهواء,وقد استعملت في البيان تعابير وطنيه وشعبيه لكسب الجماهير,ونجج الانقلابيون بسيطرتهم على البث الاذاعي وأوهموا الناس بان كل شيئ انتهى , فأذاعوا البيان الاول وجاء فيه بأن الطاغيه عبد الكريم قاسم قتل ,على ايدي ضباط ورجال وزارة الدفاع وقد دمرت وزارة الدفاع نهائيآ. وتحولت المعركه الى معركة اذاعة بيانات يذيعها المتآمرون من الاذاعة التي سيطروا عليها.

ولم يكن هناك شيء من هذا , فقد كان قاسم في بيت امه وسرعان ما بث تلفزيون بغداد مشاهدآ يظهر فيها قاسم في شارع الرشيد تحييه الجماهير وهو في طريقه الى وزارة الدفاع ,.ولكن التلفزيون توقف عن البث بعد ذلك .

وصل عبد الكريم قاسم الى وزارة الدفاع في الساعه العاشرة والنصف بينما كانت الحشود الجماهيريه تحييه و تطلب السلاح وتهتف (ما كو زعيم الا كريم) ,لكنه امتنع من تسليم اي قطعة سلاح للجماهير لكي تدخل الى وزارة الدفاع وتقضي على المتآمرين .

وفي هذه اللحظه وداخل وزارة الدفاع طلب الضابط طه الشيخ احمد مدير التخطيط العسكري من الزعيم ان يتركوا وزارة الدفاع ويعملوا بألانقضاض على المتآمرين من معسكر الرشيد وضرورة توزيع الاسلحه الخفيفه والذخائر على الحشود المتجمعه في خارج الوزاره فرفض الزعيم ذلك بحجة انه اعد الخطه و سيقضي عليهم بسهوله والجيش والشعب معه .

خرجت الجماهير الى الشوارع للسيطرة عليها ,استجابة لنداء وجهه الحزب الشيوعي العراقي, وقد نزلت اللجنه المركزيه وسكرتير الحزب للمساهمة بقيادة الجماهير . واتخذ سكرتير الحزب بيتآ في كمب ساره للمساهمه بقيادة الجماهير ولكنها كانت عزلاء لا تملك سوى اسلحة شخصيه ووجه الحزب نداءآ جاء فيه :

- الى السلاح ,اسحقوا المؤامرة الرجعية الامبرياليه -
الى السلاح دفاعآ دفاعآ عن استقلال شعبنا ومكتسباته

اننا نطالب الحكومه بالسلاح لمقاومة الانقلاب البعثي

بدأ الألاف من الناس يتحركون باتجاه وزارة الدفاع وسدت الشوارع الرئيسيه من الثورة واكواخ الطين بطوفان بشري ,وفي الوقت نفسه تدفق العمال والحرفيون من شارع الكفاح وخصوصآ من عقد الاكراد وهم يحملون ابسط الاسلحه كالعصي ، وواصل قاسم رفضه حتى النهاية تسليمهم اسلحة ناريه .

وفي الكرخ حاول سكان الكرخ والشاكريه والكريمات والشواكه بقيادة لجنه ميدانيه من الشيوعيين ضمت كل من : بلال علي (عضو القسم العسكري في الحزب) ، متي هندي (مسؤول منطقة الكرادة) ، الرفيقه المندائيه ليلى الرومي (عضوة لجنة بغداد المحليه) لقيادة الجماهير لمهاجمة الاذاعه في الصالحيه والسيطرة عليها ولكنهم صدوا بواسطة وحدة من كتيبة الدبابات الرابعه المؤيده للانقلابيين وأوقعت بهم خسائر فادحه .

و تمكنت الجماهير بقيادة هادي هاشم الاعظمي والمقدم خزعل علي السعدي وحمدي ايوب من احتلال منطقة الكاظميه وسيطروا على مركز شرطة النجده فيها ,وبألرغم من ان اكثرية الجنود كانت ضد الانقلاب واحتفظ هؤلاء بصور قاسم معلقة على صدورهم ,كما تمكن قسم من الضباط من الاستيلاء على معسكر سعد القريب من بغداد ,وفي الوشاش قام ملازم بمهاجمة مستودعات كتيبة المدفعية ووزع الذخيره على الجنود ,وفي الساعه الثانية بعد الظهر استولى اتباع الحزب الشيوعي في الكاظميه على مشجب اسلحة مركز شرطة النجدة .

وقد لعبت الاذاعة التي استولى عليها الانقلابيون دورآ كبيرآ في احباط عزائم الجيش والشعب بما تذيعه من اخبار كاذبه واناشيد واغاني لرفع معنوية المتآمرين .فكانت بين لحظة واخرى تذيع اخبار انتصارات وهميه ,وتواقيع لا وجود لها من قادة عسكريين تدعى انهم ايدوا الانقلاب وانتهت المواجهة بين الانقلابيين وفصائل الجيش والشعب في حدود الساعه التاسعه صباح يوم 9 شباط ,وافاد المقدم طه وهو احد قادة الانقلاب ان رجاله كانوا يتقدمون وهم يهتفون بـ (ماكو زعيم الا كريم) لخدع انصار عبد الكريم قاسم.

وفي اليوم التالي عند الساعه 12،30 قبل الظهر سلم عبد الكريم قاسم نفسه وكان معه المهداوي والقائد طه الشيخ احمد ، حيث نقلوا الى دار الاذاعه واطلق عليهم النار وهكذا انتهت مسيرة قائد وطني وثورة شعبيه .

وفي التقديرات ان اكثر من 5000 مواطن قتلوا في القتال الذي جرى من 8 شباط الى 9 منه,واثناء القتال الذي خاضه الشيوعيون وبقية الجماهير اصدر مجلس قيادة الثورة البعثي مساء 8 شباط بيان رقم 13 اباح به قتل جميع الشيوعيين واي مناهض للثورة .

وبعد سيطرتهم على مقاليد الحكم بدأت الاعتقالات تنفذ بموجب قوائم موضوعة سلفآ, وقد اكد الملك حسين بعد سبعة اشهر في حديث شخصي منفرد مع محمد حسنين هيكل رئيس تحرير جريدة الاهرام : ان الاستخبارات الامريكيه كانت وراء ما حدث في العراق .

والى القسم الثاني عن جرائم البعث بعد سيطرتهم الكامله على السلطه


مصادر البحث
العراق االكتاب الثالث - الشيوعيون والبعثيون والضباط الاحرار -  حنا بطاطا
عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي - عزيز سباهي
سلام عادل - ثمينه يوسف
 

 


 



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter