| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 4/7/ 2012

 

سوريا في الدعاية الامريكية

أُلاّ يوهانسون
ترجمة: وقار هاشم

لا ادعو مطلقا الى بقاء نظام البعث في سوريا ولا ابرر جرائمه. فانا من المتضررات منذ طفولتي من نظام مشابه كان في وطني العراق. لكنني اتفق مع كاتبة المقالة حول الدور التخريبي والاجرامي للولايات المتحدة في حياة شعوب المنطقة والعالم، والدور الجديد الذي يُسند لعرب الخليج الذين لا يعرفون معنى لحقوق الانسان، والاّ لكانت شعوبهم في وضع آخر...

اتمنى ان لا تغيب صورة ما آل اليه الوضع في العراق بعد ان “حررته” الولايات المتحدة، عن اعين المخلصين في المعارضة السورية...

مقال مترجم عن السويدية، من صحيفة”الجريدة الحرة” العدد 44 والصادر يوم السبت الموافق 2 حزيران 2012
 

تهاجم الولايات المتحدة الامريكية وتخرّب بلدا بعد آخر. والآن جاء دور سوريا. العربية السعودية تدفع الاموال وتركيا تدرب الجنود المرتزقة. وفي الواجهة الخلفية تقف الولايات المتحدة الامريكية.

تمهيدا للهجوم على العراق اطلقت الولايات المتحدة كذبتها عن “اسلحة الدمار الشامل” العراقية، التي قيل انها تهدد العالم كله.سلاح غير موجود.

وتمهيدا للهجوم على ليبيا جاءت الكذبةعن هجوم سلاح الجو لنظام القذافي على شعبه. ثم تلا ذلك نهر من الدعايات الكاذبة عن ان الجيش الليبي اعطى جنوده الفياغرا ليتمكنوا من اغتصاب النساء، وان لم تكن هذه ابشع كذبة فانها اكثرها سوقية وفظاظة. الكذب الذي روجته وسائل الاعلام الغربية لقرائها. وكذبة الفياغرا الشاذة هذه جرى تقبلها من الجميع.

في السنوات العشر الاخيرة هاجمت الولايات المتحدة وخرّبت افغانستان، العراق وليبيا. ولحربها على ليبيا جيشّت امريكا، انجلترا وفرنسا في انتفاضة ناجحة.وكان على الناتو فقط دعم هذه الانتفاضة من خلال الهجوم الجوي. ولم تحتج الولايات المتحدة المحاربة بقواتها الارضية(لكنها عملت ذلك في الخفاء).

وفي سوريا يستعملون الجنود المرتزقة، الذين يتدربون في تركيا وتدفع نفقات ذلك العربية السعودية وقطر، من اجل ابقاء الانتفاضة مستمرة. هجوم سافر ضد سوريا بقوى خارجية. وفي الواجهة الخلفية تقف الولايات المتحدة التي وضعت سوريا ومنذ زمن بعيد في قائمتها ك”نظام للتغيير”. الامر الذي يحدث الآن بمساعدة دول قائمة على مساعة امريكا لها.

سوريا تحتاج الى الديمقراطية.لكن الولايات المتحدة تخاطر بجعلها عراق جديد او افغانستان جديدة.

الجميع سمع عن المذبحة المروعّة التي حدثت في الحولة في سوريا. واقتطف هنا من صحيفة “اخبار اليوم” الصادرة في 28 ايار :”نائب السفير الروسي في منظمة الامم المتحدة، ايغوربانكين، صرّح بشكوكه حول ضلوع النظام السوري في مجزرة الحولة. اننا بحاجة للتأكد من ضلوع اجهزة النظام السوري بذلك. وتوجد اولويات واضحة تجعلنا نعتقد ان غالبية الذين قُتلوا جرى ذبحهم، تقطيعهم بالسكاكين ا و أُعدموا عن قرب، قال بانكين للصحفيين.”

الذي نفّذ هذه العملية البشعة يجب البحث عنه واجراء التحقيق بشأنه بشكل مباشر. ولا نعرف اليوم من هم المجرمون. غير ان المرتزقة الذين ارسلتهم السعودية وتركيا الى سوريا قاموا في اوقات سابقة بهجومات، تعذيب وقتل للمدنيين. الامر الذي أُشير اليه في الواقع وجرى انتقاده ايضا في الغرب.

لكنّ هيلاري كلينتون صرحت مباشرة:”قيادة كهذه تمارس القتل والرعب يجب ان تُنهى.”قيادة كهذه؟ ولكن انه لم يجر لحدّ الآن التحقيق في من قام بهذه الجريمة. ووزيرة خارجية الولايات المتحدة تتهم مباشرة”النظام” والمقصود الحكومة السورية.

وسائل الاعلام السويدية لا تنشر حتى سطرا واحدا من الانتقاد لهذه الدعاية.ولا حتى محاولة لتحليل ما يجري في سوريا.ولا اي معلومات حول دور السعوديةـ قطر وتركيا فيما يحدث.او دور الولايات المتحدة. السعودية(!) كحاملة لراية الديمقراطية.

موقف الاعلام جبان ومخزي.

نحن جميعا نتمنى ان تنتقل سوريا الى الديمقراطية.ان تتوقف المعارك وان تتحقق الانتخابات العامة.ولكن اذا دفعت السعودية الاموال،ودربت تركيا المرتزقة فلن يتم ادخال هذه الديمقراطية. يجب على الامم المتحدة ان تتخذ قرارا بسحب هؤلاء المرتزقة ومن ثم تطالب بتحقيق الانتخابات العامة. وضعية المدينة الفاضلة؟ هذا ما يُفترض ان نأمل تحقيقه.



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات