| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 4/11/ 2010

 

ملاحظة ودية
للصديق العزيز رشيد كرمـة

حمزة عبـــــد

في معرض متابعتي لمواقع الأنترنيت، أقرأ بين فترة وأخرى، كتابات متنوعة للصديق العزيز رشيد كرمة، يبدو القاسم المشترك بينها، بطابع وطني ديمقراطي، قد يحرص أحياناً على مسحته اليسارية، مما يسعدني متابعتها.. غير إني أجد في بعض من تلك الكتابات ما يمكن أن نسميه مدحاً يستبطن القدح، ربما لقصور في التعبير أو في غلبة العاطفة على الوعي أو ربما لسبب أو أكثر لم يصل اليه إدراكي المتواضع! ولأني لم أكن الوحيد الذي وجد في مقالات السيد كرمة ما أشرت اليه، همس كثير من أصدقاء الرجل في أذنه ناصحين بضرورة مراجعة ما يكتبه بدقة قبل إرساله للنشر.

المادة التي نشرها الصديق كرمة بعنوان "من وحي محاضرة "ابو داود" " حول ندوة أقامتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد للرفيق حميد مجيد موسى سكرتير الحزب في مدينة يوتبوري، يوم 10 أكتوبر الماضي، حملت ذات الأشكالوية فقد ورد فيها (خلت بادئ الامر ان المكان سوف لا يكفي ولكن عكس ما توقعت)، مما يوحي بأن الحضور الى الندوة والذي قارب المائتين والخمسين لم يكن بمستوى جيد في مدينة لم تشهد الندوات السياسية فيها عادة حضوراً أكبر من هذا الا في ما ندر!

ويأخذ السيد كرمة بيده معيار التقييم فيصف المداخلات والحوارات التي جرت مع الرفيق موسى بأنها كانت سطحية، في الوقت الذي لم يشارك هو في تلك المناقشات كي يعطيها ربما ما يفترضه من عمق وسعة! ويسارع السيد كرمة الى الهجوم على الحزب ويفسر مواقفه المعروفة في إحترام المعتقدات الدينية وحرية العبادة والأعتقاد وفي إعتباره للثقافة والتراث العربي والإسلامي أحد مصادر المعرفة والفكر لليسار العراقي، بأنه رضوخ لسطوة المفاهيم الدينية التي (ضربت بأطنابها حتى مقرات الحزب واللجان المحلية للحزب ...)!

ويشمل هجومه غير المبرر إعلام الحزب الذي عرف بديمقراطيته وموضوعيته، وعدم نشره للمواضيع التي تفتقد لشروط الكتابة أو تغيب عنها الموضوعية المطلوبة، متهماً إياه بإنه أشد فتكا من فيتو الاسلاميين، لمجرد ربما عدم نشره لـ "مقالات" لا تصلح لنشرة حائطية!

وفي نفس غريب عن أي حريص على مستقبل الحزب واليسار العراقي راح السيد كرمة يكيل الأتهام الى الحزب مدعياً بأن ما حققه من نتائج في الإنتخابات، إنما جاء بسبب غياب الديمقراطية في برامج الحزب و"دستوره" (ويبدو إنه يقصد النظام الداخلي للحزب فالدستور كمنظم داخلي مفردة تخص أحزاباً أخرى منها البعث!). ورغم إيمان الشيوعيين بحق الأخرين في توجيه النقد، وإتقانهم لفن سماع الرأي الأخر، فأن جهل السيد كرمة بالتجديد الفكري والتنظيمي الذي عاشه الحزب منذ 1995 والذي شهد طفرة متميزة في مؤتمره الثامن، لا يعد نقداً موضوعياً بسبب كونه إتهام لم يقم على دليل جراء قراءة برامج الحزب ووثائقة والحكم عليها.

أكتب هذه حرصاً على الصديق رشيد كرمه وعلى موقعه بين صفوف الوطنيين الديمقراطيين واليساريين، وهم مستقبل العراق، وإن طال الدرب!


السويد



 

free web counter

 

أرشيف المقالات