| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 29/10/ 2011                                                                                                   

 

إجتثاث البعث: لتبدأ الحكومة بنفسها اولاً
(1)

محسن عبد الزهرة

لا تدع الحكومة العراقية فرصة إلا وتؤكد إنها عازمة على استئصال البعث من الحياة السياسية والعامة في العراق وبدون استثناء، ضباط الجيش السابق، أساتذة جامعات، موظفين ، معلمين، كل من كان له صلة (سواء من قريب أو بعيد) بالنظام المقبور.

إلا إن الحكومة العراقية الحالية استثنت شخصا واحدا من عمليات الاستئصال ولم تكتفي بذلك بل و قلدته منصب أمني سيادي حساس ألا و هو السيد شيروان الوائلي : بعثي مخابراتي مقرب من على حسن المجيد (كيمياوي) الذي كان أحد أبرز أركان النظام المقبور والمسؤول الأول عن إبادة سكان حلبجة! الحكومة العراقية وتحديدا رئيس وزراءها السيد نوري المالكي قلد و بمحض إرادته بعثي و مخابراتي سابق وزارة الأمن القومي العراقية لمدة أربع سنوات كما طالب بإعادة ترشيحه لمنصبه السابق بمجرد تسلم السيد المالكي لمنصبه مرة ثانية.

تُرى هل كان السيد شيروان الوائلي يعلم أن حلبجة ستُضرب بالأسلحة الكيمياوية (باعتباره مقرب من الكيمياوي) أم لا ؟ و لماذا حاكمت الحكومة الكيمياوي و تركت المقرب منه ؟

تبدو الحكومة العراقية متناقضة مع نفسها فتارة تستأصل أناس لم يكونوا بمواقع متقدمة كموقع الوائلي و لم يقربهم علي كيمياوي و تارة أخرى تقلد بعثيين متقدمين مناصب أمنية حساسة.

لقد حوّل السيد شيروان الوائلي وزارة الأمن القومي من وزارة استشارية (وزارة دولة) إلى وزارة تنفيذية قادرة على اتخاذ إجراءات تنفيذية كما انه استقطب كل زملاءه ممن عملوا في أجهزة الأمن السابقة. كل ذلك على مرأى و مسمع الحكومة دون أن يجتثه أحد أو يستأصله من منصبه. بل إن الصحفي عماد العبادي الذي أنتقد عمل وزارة الأمن القومي تعرض للأغتيال . تُرى كيف يمكن أن نفهم تصرف الحكومة المتناقض؟

هل لتولي شيروان الوائلي منصب أمني حساس علاقة بتفجيرات الأربعاء الدامي التي حدثت في شهر أب من عام 2009 و التي دكت بغداد في الصميم ؟ تبعها تفجيرات الأحد الدامي وتبعها تفجيرات الثلاثاء الدامي؟

لقد أتهم السيد نوري المالكي وقتها البعثيين و الصداميين ، فمن تراه يقصد بالبعثيين الذين أجتثهم أم البعثيين الذين قلدهم مناصب أمنية حساسة ؟ أيهما أولى بالشك و اثارة الشبهات ؟ شخص بعيد عن مركز القرار لا يعرف شيئا عن الإجراءات الأمنية أم شخص في قلب الحدث الأمني و تحت يده المال و الرجال؟

ألم يحظر الدستور والقانون على البعثيين السابقين تولي مناصب حكومية ولكن يبدو أن الحكومة مستعدة لخرق كل القوانين و الدساتير كي تولى الوائلي منصبه. لماذا يا ترى ؟ علما ان الوائلي استقطب زملاءه السابقين .

أطالب باستجواب رئيس الوزراء نوري المالكي لبيان أسباب تعيين شيروان الوائلي بمنصب أمني رغم انتماءه البعثي انتهاكا لقانون المساءلة والعدالة والدستور العراقي النافذ وتحديدا المادة السادسة من الدستور التي تحظر البعث ورموزه بما يشكل مخالفة دستورية صريحة .

أطالب باستجواب شيروان الوائلي للتأكد انه ليس ضالعا بجريمة حلجبة .
أطالب باجتثاث شيروان الوائلي لأنه بعثي ومخابراتي .

إذا كانت الحكومة جادة باجتثاث البعث فلتبدأ بنفسها  .


يتبع

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات