| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 29/6/ 2010

 

عـگالك جلّـّب باللوري وبرنامج أهازيج عبر قناة العراقية

وئام ملا سلمان

كيف تذكرتها لا أعلم وكيف رددتها وبضحكة مجلجلة ، أيضاً لا أعلم ،هي لحظات من السخرية المدمية عصفت بي ، لتطفح من قاع الذاكرة إهزوجة عراقية منسية ومعتّقة ، تنطلق من فمي بموجات صوتية فوق العالية (عـگالك جلـّب باللوري ) هذه العبارة التي كانت ردة فعل عفوية لذلك الشخص بالتحديد مع إعتذاري لكل من يضع العقال على رأسه محترماً ومقدساً قيمته ، كل هذا كان وأنا أتحول من مشاهدة قناة الأم بي سي إلى قناة العراقية ليستقبلني برنامج أهازيج الذي يعده ويقدمه السيد عدنان الكعبي ، وما كان من أذني إلا أن تستلم أهزوجة لشاعر عراقي أو ربما هو فرد عادي من أفراد عشيرة من عشائر العراق لم أتعرف على إسمه للأسف ولو أنني كنت قد سمعت اسمه لخاطبته به الآن، لقد كان يقرأ بحماس ومرجلة على ما يبدو ولحظة إنتقالي الى قناة العراقية سمعت منه عبارة كسيحة بل هي بتراء ، وهو يعتذر من المشاهدين أو من السامعين له في مكان التجمع !!! العبارة كانت إعتذار مسبق لما سيقوله ، فتصورت أنه سيشتم أحداً أو يستخدم مفردة نابية أو ربما لديه كلمة ما من ضرب الحسجه على سبيل المثال ، ولكن إعتذاره كان في سياق ثقافة مجتمع تتخبط مؤسساته الإعلامية بوحل الفوضى ولا تنتبه لما تقدم بل أضحت ومن خلال هكذا برامج هي المحفز والمشجع الأول لإستنهاض القبلية والعشائرية وفقاً لمعادلة الضعف والقوة فحين تكون الدولة قوية والقانون هو من يفرض حضوره ينحسر تأثير الدور العشائري ويضعف والعكس صحيح ، لقد قال الرجل وعلى ما أظن أنه كان يفاخر ويصنف الرجال أو الأفعال أو لا أدري ماذا! قال : ( ومنهم مشورب ويمشي براي المره) والمره طبعا هي المرأة بالدارجة العراقية ، أي منهم من له شارب ويسير برأي المرأة ، هل إنتبه مقدم البرنامج أو معده أو من عمل المونتاج أو كان ضمن كادر هذا البرنامج لما قاله الرجل قبل أن يتم عرضه على الملأً ، أما كانت من بين هؤلاء إمرأة؟؟ ، أم أن الجميع ينتمي لذات النمط من التفكير حيث المرأة التكرم عن طاريها وربي إجعلها بقرة وناقصات عقل ودين ووو... ليس لي ما أقوله لهذا ولمن هم على شاكلته ممن يتكلمون بما يفكرون وينقلون أفكارهم عبر وسائل الإعلام وللأسف ان يكون إعلام الدولة هو المبدع في هذا، حيث أن قناة العراقية هي قناة رسمية كما يعرف الجميع .

هل يعلم هذا الأخ العراقي الشهم ، أن برلمان العراق تشكل النساء نسبة 25 بالمئة منه مع تحفظي على نسبة كبيرة منهن ، وهل يعلم هذا الأخ أن الأحزاب والتيارات السياسية في العراق تشغل المرأة حيزاً كبيراً من فراغها !! وهل يدري أن سيدات عظيمات بإشارة من عقولهن يقلبن موازين الحكم في العالم ، ولابد من تذكير آخر لهذا الرجل وسواه بقيمة المرأة ، حين يقسمون (بشرف النساء دون عقولهن) اغلظ القسم ناهيك عن سيدات أخريات عظيمات يتمرغون بشفاعتهن . وللأسف يبدو أن الأخ المحترم يعتقد أن المرأة آلة صماء بكماء عمياء ، مسخرة له لتؤدي مهاماً محددة يمكن حصرها في تقديم طعامه ونعله، وتغسل له ثيابه وتتوسد له ليلاً قابلة بقدرها بل مسرورة به .

سؤال يفرض نفسه ، كم إمرأة سمعت وأعترضت وكم واحدة أخرى سمعت ولم تلتفت وكم واحدة سمعت وفرحت لما سمعت ؟؟؟؟

أرجو أن لا تتكرر هذه الحالة وعبر قناة الدولة ، القناة العراقية ، والتي يشاهدها ملايين من أبناء وبنات العراق .
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات