| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 29/1/ 2010

 

التنازلات....و الصفــقة المتــبادلة...!!

وهيب الصانع

بادي ذي بدء من الضــرورة الملحـــة للتوصـل إلى أتفـاق، بين أطـراف النـزاعـات ، خــصوصاً تلك التي أحــرزت تـقدماً في جولتــها الأولى .
ومـا يـحـدث من تمــلمل في المواقف أمــراً طبــيعــياً بمفــهوم الاستراتيــجيات التــفاوضـية .
لان الطــرف المــفاوض ، وان كان ينــشد في قـــرارة نـفسه الوصول إلى حلــول مرضــية تْحــقـق مصـالــحه .
إلا انـــه يــظـل يــخـتلق شـروط جــديدة ، ووهــمية ، للحـفاظ عــلى برستـيج وسـمـعـة ، كمـفاوض أو كمـساوم ، وهــذا ما يجــعل أطـراف النـزاع ان تـعيش حـالة من التــردد و التلكؤ والمـماطـلـة .
مـن اجل خــلق رأي عام وتــصور لا أقــناع قرارة نفسه، وتحــسين صــورته في عيـون الآخــــرين .
لذا ينــبغي على جميع الأطـراف أن تجــعل من الحوار والتــفاوض حل بـديل للعـنف وان استلزم ذلك الحل بأســلوب الصفـــقة المـــتبادلة .
والصـــفقة المتــبادلة مفــهوم بالــغ الأهمية في عملية التوصـل لاتـفاق متكافئ وان كان خـلاصة تبادل التـنازلات أو تـنازلات تجميعية وحلـول مشتركة تم الاتفاق علــيها في الجولات الســــابقة وان اخــتلفت بعــض الشئ وأفـضت إلى صيغ جــديد للصـفـقة .
ومـا يلـجأ إليه الأطراف المــتفاوضة , خاصــة عنــد تــعّـقد الأمــور أو عنــدما يشــــوبها نـوعاً من الــغموض فإنها تعـمد إلى التـخلي عن المسائل الصعــبة وهــذا يعــد احد أنواع التنازلات التي يقدمها المفاوض .
بالطبع الغـاية هـنا لا تخلو من المـناورة لمحاولة الحـفاظ على مــاء الوجه لإحـد أطــــراف النــزاع .
ويـعد هذا الغـــموض أمر لا حــرج فيـــه , عنــدما يذهب أحــد الأطراف المـــفاوضــة لـترك بعــض جزئــيات الاتـفاق وزيـادة درجــة التـــــفاوض فيـــــها .
لان هذا التنازل يهدف إلى توقيع الاتفاقية بدون أن تتضمن خسائر أو سلبيات تضاف الى تلك التداعيات الســـــــابقة واللاحقة .
ولــذلك تأتي أهــــمية دور التـــــــــدخل ( الوسيـــط ) كـــطرف ثالث محـــايداً يتــــمـتع بثــقة متبـــــــــادلة وتتـوفر لـديه حٌــسن النــية في التــقريب في وجـــهات النــظر ، وهـذا كثـــيراً ما يتــكـرر خـاصـة في تســـوية الصــراعات المسلحة والأزمـــات الدوليــة بمختـلف أنواعـها الاقتـصادية والســـــياسية والعســكرية والثــقافـــية .
وان كان هـــذا النوع من التدخــل لـه آثـار سلبـية على البرنامج التـــفاوضي الــذي يحــدو بالبـعـــض إلى أن يتـخلى عن المفاوضـــات ، بسبب ما يتــعرض له من ضـغوطات أو مصــــــالح أكــــثر أهــمية ستـــتهدد ، لو واصـــلت المسـاعــي وســـيرها ، وحــاولت الاقــتراب من نـقـــطة الحـــــل ... !!
وهــنا يـــصبح الـقـــرار النــهائي ، ذو بــصمة ، ورهــن بالحسابات ، والاســـــتراتيجيات الشـــامــلة للأنظـمة الســـياسيـة ، و قنــواتها الــدبلوماســية .

ولو لم يكن التـــفاوض والحـوار سـمة كـونــــية لـما ، أستــطاع إبلـيس اللــعـين أن يٌنـظــر إلى يـوم يبـعثــون ..!


 

 

كاتب وباحث
 

free web counter

 

أرشيف المقالات