| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 28/12/ 2011

 

رزية الخميس ... بين فلان وعلّان

علاء الخضيري

هذا المقال خاص بالعراقيين ولا يحق لأحدٍ من غير العراقيين قراءته أو الاطلاع عليه أو إعطاء رأيه فيه ويعتبر ما يخالف ذلك غير مبريءٍ للذمة .

لم يمت صبيحة الخميس المالكي أو احد من عائلته حتى الدرجة الرابعة على اقل تقدير , ولا الهاشمي ولا المطلك ولا الجلبي ولا العيساوي ولا الشهرستاني ولا الملا ولم يمت كذلك احد من آل نجاد ولا آل سعود ولا آل الصباح أو اردوغان , من قضى ذلك اليوم الأسود هم (أولاد الخايبة) الذين كانوا وسيبقون وقود الصراع التاريخي على حكم هذا العراق . ولم تحترق جدة أو أصفهان ولا الرياض أو طهران ولا السالمية ولا أنقرة , بل احترقت بغداد بكرادتها العذراء وعلاويها وشعلتها وحي العامل والشرطة الرابعة فيها والقائمة تطول وتتورم , فما دامت أيدي الآخرين مغموسة بالعطر الفرنسي أو دهن العود الكمبودي فلا يهم أن تصطلي اليد العراقية إلى العاتق بالزيت المغلي .

ولا يهم فجمجمة العروبة والإسلام هي الأقدر على تحمل الملمات التي لا تطيقها كواهل الآخرين شرقاً وغرباً , كيف لا ونحن سفراء العروبة والإسلام لمملكة عزرائيل ولا يهمنا إن خلّفنا وراءنا أيامى ويتامى وثكالى لا يعيلهم إلا العروبة والإسلام ولو بشق تمرة ( وأكاد اشك بذلك !) , إذ أننا خلقنا لحمل رسالة العروبة والإسلام بكل إشكالياتها التي لا تتضمن ولا تضمن الحلول إطلاقا .

ويهب أبناء العراق من أقصاه إلى أقصاه رافعين عقيراتهم بالويل والثبور على من إجترأ على الدم الحرام في الشهر الحرام وتكاد الأرض تضج مما اعتراها من نحيبنا ووعيدنا , لكننا وكما اعتدنا نرضى بأجزاء الحلول , ونرى ونعلم علم اليقين إننا ماثلون جميعاً على قائمة الانتظار لكننا نصطف أمام شبابيك العناوين الفرعية متغافلين بملء إرادتنا عن العنوان الرئيس ( العراق ) , وهناك خلف الكواليس نتنابز بالألقاب ونضمر الكيد لبعضنا البعض ولا نكتفي بنصرة الظالمين باللسان بل نوغل في ذلك إذ نتبنى خطاب قاتلينا الذين نتغافل عن إدانتهم بملء إراداتنا .

ونعلم ويعلم الجميع ان جميع السياسيين العراقيين الذين ادركتهم حرفة السياسة يتربعون على رأس قوائم التورط بالدم العراقي جرّاء انتماءاتهم وولائهم الأعمى لمصادر الإمداد التي تتحلق حول العراق والتي يدوم استقرارها بدمار العراق , وتتناطح ثيران تلك القوى على أرضنا وفوق رؤوس أهلنا شر نطاح فلا تكسر لها قرون أو أظلاف , لكنها تطأ بقوائمها الجهنمية سيئي الحظ من ( أولاد الخايبة ) ثم ليفض النزاع على موعد جديد بمناطحة جديدة من سلسلة تلك المناطحات التي لا تبدو لها من نهاية . وتنجلي غبرة ذلك النطاح كل مرة لنجد أطفال العراق ونسائه وشبابه وشيوخه قد تجللوا بفيض الدماء واثكلوا قلوبنا بفيض الحزن , ويطالعنا من يدعون بأنهم أولياء الدم العراقي متشحين بسرابيل التصنع والذل والتبعية للقاتلين ليعدّوا الساحة لجولة جديدة فيلقوا بإدعاءاتهم (التي ما عدنا نصدقها) ليكيلوا التهم للآخرين متصنعين البراءة مما كانوا هم الأداة المنفذة له , ثم ليقبلوا عزاء (المرشد والخادم وسمو الأمير وفخامة الرئيس) .

وهناك في الركن القصي تقبع أرواح ثكلت بالأحبة والمعيلين لا يشفع لها ولا يطفيء جمرة أنينها عزاء فلان أو تعاطف علّان , إذ ستبقى رزية الخميس جرحاً غائراً في الوجدان ليس له من شفاء .


 

 

 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات