| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 28/12/ 2012

 

يدعي التقدمية لكنه لن يعترف بحق الأخر

نصير ناجي نهر

يحز فى نفسي احيانا الم مضني من خلال ما اطالعه من كتابات على صفحات بعض المواقع لاشباه كتاب مدّعين بالتقدمية ، يكشفون عن ضحالتهم فى الدفاع عن حكام جدد ظهروا فى بلدانهم بظروف شاذة مخالفة لقوانين التطورالمعتادة . هؤلاء المدعين بالتقدمية على قلتهم انما يؤكدون للقاصي والداني من خلال كتاباتهم المتحيزة نجاحهم فى امتحان التطرف الانتهازي الطائفي والعمالة والتبعية للاخر ليس غير ، فتراهم يجندون انفسهم للدفاع الباطل عن الحكام لقاء وعود بخسة ،عن طريق رصد مقالات كتاب المعارضة التي تنتقد بعض ممارسات خاطئة لاولئك الحكام ، وكأنهم شرطة النجدة البعثية التي تخرب السليم ولا تجيد غير الاساءة المبتذلة للاخرين احزابا وافرادا وشعوب.

ان هؤلاء المدعين بالتقدمية ، هم اميون مهوسون لا يفقهون من اصالة التطور شيئا ولا يجيدون غير الاساءة لانفسهم اولا ، وهم لن يتمكنوا من الاساءة لهؤلاء الكتاب المتميزين بنضالهم وتضحياتهم مهما كذبوا وافتروا.

فهذا الاسلوب غير الحضاري لاشباه الكتاب المدعين بالتقدمية قد عفى عنه الزمن ، و ثقافة عصرنا سوف لا تجيز لاي كان الحد من حرية الآخرين المشروعة ، وبخاصة حرية الفكر والاعتقاد ، غير ان الكتاب الذين ينتقدون الافكار والممارسات الذاتية للحكام ، انما يمارسون حقهم التقويمي المشروع ، وبخاصة وانهم لم يتعرضوا للاسماء والمعتقدات الشخصية للحكام ، وانما لممارساتهم ، فلماذا ولمصلحة من هذا التصدي الرخيص للمناضلين وكتاباتهم الواقعية ؟؟.

ان سلوك هؤلاء المدعين بالتقدمية لهو سلوك رخيص حقا يدل دلالة واضحة على رخص اصحابه وتخلفهم عن ثقافة عصرهم التي غدت تبتعد عن التقوقع داخل شرنقة الافكار الذاتية القومية والدينية ، وتتسع مدياتها لتنهل من رحاب العالم وعلومه وتجاربه وعنفوان حضارته.

فكم كان ارتياحي كبيرا عندما تجاهل المجني عليهم من الكتاب والاحزاب مضامين كتابات هؤلاء النفر الصغار ، الذي تصدي لكتاباتهم بعنجهية جاهلية ، فلم يردوا عليهم واستصغروا ردهم ، ودعوهم بغيهم يختنقون ، فأمثال هؤلاء النفر لا يستحقون الرد، وهم سر تخلفنا.

فقد تناسى هؤلاء الجهلة متغيرات عصرنا وتناسوا ان الأفكار انما هي انعكاس لحركة المرئيات والملموسات فى الواقع الموضوعي فى الزمانكية ، وانها تتغير على وفق وسائل الحياة ، بما فيها من تعدد الافكار والادوات ووسائل العمل والاتصال والاعلام وغيرها ، وان الأفكار الصحيحة (يهتدى) بها وليس (يقتدى) بها لكونها فى تغير دائم وان دور الفرد فى عصرنا انما اضحى يتحدد بكمية نتاجه الفكري والتقني المفيد للناس اجميعين ، وان ميزة وشروط القيادة المعاصرة افرادآ ومؤسسات ، انما هي تلك المتوجة (بالعلم) وأعلى آيات الشعور بالمسئولية الهادف نحو ترسيخ مبادئ الأنسانية والديمقراطية والحرية والسلام والأعتراف بالآخر وحل الخلافات بالحوار الشفاف فقط ، فالفكر الأستبدادي يمسخ وعي الأنسان ويعيده يمشي على اربع .









 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات