| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 26 / 12 / 2023 أرشيف المقالات
نبي جبران يذر بقرنه
إدمون لاسو
(موقع الناس)
اقصد بهذا العنوان المجازي مرور قرن كامل على صدور كتاب النبي للنابغة اللبناني المهجري جبران خليل جبران ( 1883- 1931 )، الذي صدر باللغة الانكليزية في نيويورك بأمريكا في ايلول 1923 م.
وقبله بأشهر قليلة من نفس العام صدر الكتاب النقدي المشهور لزميله في الرابطة القلمية ميخائيل نعيمة ( الغربال )، وفيه فصل عن (عواصف) جبران و( السابق ).
يعد هذا الكتاب القمة في مؤلفات جبران الانكليزية والعربية معاً. وقد طبع منذ صدوره بلغتة الانكليزية ملايين النسخ في امريكا وحدها. وترجم إلى عشرات اللغات من شرقية وغربية، ومنها العربية بالطبع لغة جبران الاولى، بعدة ترجمات، سنأتي على ذكرها بعد قليل.
انا شخصياً اعد هذا الكتاب من كتب ( اليوتوبيا ) المثالية، مثل (جمهورية افلاطون)، و ( المدينة الفاضلة ) للفارابي، و ( يوتوبيا ) توماس مور، و ( مدينة الشمس ) لكامبانيلا، و ( اللاموجودة ) لموريس، و ( مدينة الله ) للقديس اوغسطين، و( اليوتبيا الحديثة ) ل. ه. ج ويلز و ( العالم الجريء) لألدوس هكسلي. وقبل هؤلاء جميعاً اشعيا النبي من القرن الثامن قبل الميلاد، عندما يتكلم عن زمن الاتي بأسم الرب: (( فيسكن الذئب مع الحمل، ويربض النمر مع الجدي، ويعلف العجل والشبل معاً، وصبي صغير يسوقهما. ترعى البقرة والدب معاً، ويربض اولادهما معاً، والاسد يأكل التبن كالثور، ويلعب الرضيع على جحر الافعى، ويضع الفطيم يده في جحر الارقم )) اش 11: 6-8.
وجبران يتناول في كتابه مختلف شؤون الحياة والوجود في ( 26 ) فصلاً متتالياً منها المحبة، الزواج، العطاء، الحرية، الالم، معرفة النفس، الزمان، الصلاة، الجمال، الدين، والموت. واخر عبارة يقولها بطل جبران لجمهوره الذي يخطب فيهم قبل ان يودعهم بحسب ترجمة انطونيوس بشير هي: (( قليلاً ولا ترونني، وقليلاً وترونني، لان إمراة اخرى ستلدني )) في إشارة إلى نظرية التقمص التي كان جبران يؤمن بها. والجملة الاولى في هذه العبارة مقتبسة من كلام السيد المسيح في انجيل يوحنا 16: 16.
اما فصل المحبة فمتأثر باجواء نشيد المحبة الذي يعزفه مار بولس في رسالته الاولى إلى اهل كورنثس الاصحاح الثالث عشر بدون شك.
اما ترجمات ( النبي ) إلى العربية فكانت الاولى للارشمندريت انطونيوس بشير عام 1926 م في القاهرة، ثم ميخائيل نعمه 1956 م، وثروت عكاشة سنة 1959 م، ويوسف الخال 1968 م، ونوئيل عبدالاحد 1993 م، وجميل العابد ¬¬2000، وسركون بولص 2008.