| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 24/4/ 2011                                                                                                   

 

 تصريحان متناقضان وآخران كاذبان!

خضير الأندلسي

غدا الكذب والتناقض ديدن المسؤولين العراقيين ,وبالأخص الساسة منهم, وهي سابقة خطيرة انهت أواصر الثقة بين المواطن والمسؤول, كيف لا وتصريحات الاخير كانت,ولازالت, هباءا منثورا.
لا اظن ان بوسعنا رصد جميع التصريحات الحكومية الرسمية في العراق خصوصا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار كثرة اصحابها وتنوع منابعها وصدورها عن جهات حكومية متنوعة تناقض احدهما الاخرى ,ولكن ثمة مشاهد متناقضة -كاذبة واضحة للعيان صادرة عن جهات معتمدة بالمباشر ولا يحتاج المواطن البسيط إلى ذكاء خارق لاكتشافها .

الأول ما صّرح به رئيس الوزراء السيد نوري المالكي قبل تظاهرة 25 شباط في ساحة التحرير ببغداد حيث ابدى خشيته من ان تستغل هذه التظاهرة لصالح البعثيين وبالتالي إسقاط نظامنا الديمقراطي الحاكم لهذا وجه اقتراحه الداعي الى عدم المشاركة فيها خدمة لديمقراطية العراق الوليدة.
وبعد ايام اعلن ان القوات العراقية الامنية على اتم استعداد لتسنم المهام الموكلة اليها بعد انسحاب القوات الاجنبية المحتلة من العراق نهاية السنة الحالية ,وهنا استفسار يُطرح : هل ان قواتنا الامنية قادرة على حماية امن العراق ,بريا وجويا وبحريا ,وعاجزة عن ردع متظاهرين بعثيين, أجاز الدستور العراقي مجابهتم رسميا, يحاولون اسقاط نظامنا في عقر داره ,اي في ساحة التحرير ببغداد!

المشهد الثاني ,هو ما صّرح به امين بغداد السيد صابر العيساوي قائلا ان العاصمة جاهزة لإحتضان القمة العربية بشوارعها ومحلاتها وأزقتها التي تسر الناظرين ,واضاف ان شارع مطار بغداد الدولي أحد اجمل شوارع الشرق الاوسط ولكن ما ان هطلت امطار اول امس حتى غرقت بغداد عن بكرة ابيها ولم تستثن الفيضانات الناتجة عن الامطار شارع 14 رمضان وتقاطع مؤسسها "ابي جعفر المنصور" ويعد من احياء بغداد الراقية بحق فما بالنا بالبقية!

اما السيد علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية فقد صّرح ان العراق من اكثر دول الشرق الاوسط استقرارا ,في الوقت الذي اعلنت فيه منظمة بريطانية دولية معتمدة ان الوضع الامني في العراق لا يزال خطرا مصنفة اياه في خانة الصومال والسودان وافغانستان! ولا نستطيع تكذيب اقوال هذه المنظمة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الاغتيالات الاخيرة التي طالت ,وتطال, نخبا سياسية وثقافية وأكادمية فضلا عن تفجيرات ارهابية بين الحين والاخر.

وأخيرا وليس آخرا ,اتهم رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي منتصف 2009 الحكومة السورية في تواطئها برفض تسليم ازلام نظام صدام من البعثيين المسؤولين عن تفجيرات مبان حكومية ابرزها وزارتي الخارجية والمالية, وعلى خلفية هذه التصريحات سحبت بغداد سفيرها من دمشق التي ردت بالمثل. واليوم وبعد ان تحاول الجماهير السورية التخلص من طغيان البعث يظهر رئيس وزراءنا ليعلن تضامنه مع الرئيس بشار الاسد ولا نعرف هل هذا التضامن ضد الشعب السوري الاعزل ام ضد المخربين والخارجين عن القانون كما أدعت الحكومة السورية!

بقي لنا القول ان كل انسان يستطيع ان يناقض ويكذب ولكن بحدود المعقول, فلا نستطيع القول ان للفيل جناحين مثلما لا نستطيع القول ان مسؤولينا صادقين!
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات