| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 23/8/ 2011                                                                                                   

 

اسقاطات الذات المريبة

موفق الرفاعي

الشعب المصري لم ينتظر طويلا ليؤكد لنوري المالكي خطأ تصوراته عن الانتفاضات العربية التي قال عنها انها تصب في مصلحة الصهيونية.
فقد احتشد الالوف امام السفارة الاسرائيلية في القاهرة وكذلك فعلوا في الاسكندرية ليطالبو السفير الاسرائيلي بالرحيل وطالبوا حكومتهم بطرده وانزلوا العلم الاسرائيلي من فوق 22 طابقا حيث موقع السفارة الاسرائيلية في القاهرة ليحرقوه، في دلالة واضحة بان الشباب الذين ازاحوا حسني مبارك المدعوم من الصهيونية وسط خوف اسرائيلي وصل حد الرعب ليسوا ادوات للصهيونية ولا لغيرها من الدول الاخرى كما يقول المالكي، وانهم قادرون على فرض ارادتهم في ازاحة كل عائق يقف امام هذه الارادة.
لا تحتاج قراءة ما حدث في الشارع العربي منذ انتفاضة تونس ومصر وامتداداتهما في دول اخرى قراءة صحيحة، الى دراسة معمقة ليقف المحلل السياسي على اسباب ودوافع واهداف تلك الانتفاضات ومواقف الدول المعنية منها.
الاسرائيليون واثناء انطلاقة الثورة المصرية عبروا مرار عن خشيتهم من تبدل الموقف المصري تجاه اتفاقية السلام والعلاقات المصرية الاسرائلية والموقف من القضية الفلسطينية وحاولوا جاهدين دفع الرئيس الامريكي اوباما الى اتخاذ موقف داعم للنظام المصري السابق ولكنهم فشلوا متوهمين ان اوباما بامكانه ذلك بالضد من ارادة ورغبة الشعب المصري.
الربيع العربي لم تهب نسائمه لا من الشرق ولا من الغرب والجماهير التي صنعته كانت تزحف راجلة الى الساحات والميادين. فلم توصلها الى هناك لا الدبابات الامريكية ولا دفعتها الى ذلك الاجندات الصهيونية والإيرانية وانظمة التخلف العربية.
الشارع العربي يطالب بالديمقراطية والكرامة لانه يعلم بان ديمقراطية بلا كرامة هي مجرد فذلكة لغوية فارغة وبألفاظ تجميلية وخديعة يراد من ورائها استعباد العباد والسيطرة على ثروات البلاد. ولهذا فالديمقراطيات الجاهزة التي تقدمها المؤتمرات التي تعقد خارج الحدود وتنظمها وتنفق عليها الاستخبارات الدولية وتنفذها الجيوش الغازية هي ديمقراطيات بلا كرامة ولهذا لا تتحقق وتبقى مجرد اقوال بعيدة عن الواقع. ويبقى المستأجرون لتنفيذها ادوات صماء تنفذ ولا تناقش حتى ولا بعد التنفيذ.
فالجيوش الامريكية التي جاءت بالاحزاب والتيارات والرموز الطائفية الى العراق لم تكن الديمقراطية تعني لها آلية لحكم الشعب وفق عقد اجتماعي كما هي في الغرب. بل كانت مجرد تفخيخ للمكونات الاثنية من اجل الاستحواذ على ما تبقى من ثروات – وهي كثيرة – بعد عقود من الهدر والتبديد والاسراف على مشاريع وهمية واخرى حقيقية غير ذات جدوى وعائد اقتصادي وعلى الحروب العبثية وبارقام فلكية.
المالكي الذي لم يتمكن حتى بعد سبع سنوات من استيلائه على السلطة في العراق بذات الاليات التي وضعها الاحتلال من وضع ولو لبنة واحدة في مشاريع الامن والتعليم والصحة والبناء وفي اعادة الاعمار. رغم كل هذا الفشل يقف ليسخر من الثورات العربية ومن ارادة الجماهير ويتهمها بانها تصب في مصلحة الصهيونية.
المخططات الصهيونية وغيرها هي التي ارست اسس العملية السياسية في العراق وهي من تحميها حتى الان رغم فشلها الذريع لانها تصب في مصلحتها.
كان الاجدر بالمالكي ان يصطف الى جانب الجماهير العربية في مطالبها بحياة كريمة لا ان يصادر النضال الجماهيري الخلاق بنسبته الى قوى خارجية هي معادية في الاصل لحركة تلك الجماهير وتصطف الى جانب وخلف اولئك الطغاة الذين يتهاوون اليوم واحدا اثر الاخر بفعل ذلك النضال الخلاق.
كان الاجدر به ان كان غير قادر على رؤية الحقائق كما هي في الواقع، السكوت وعدم توريط نفسه بتصريحات لا يمكن قراءتها الا باعتبارها جزء من مخطط تثبيط الهمم العربية الناهضة والانحياز الى صفوف الطغاة الذين ينتظرون مصائرهم الحتمية.








 

free web counter

 

أرشيف المقالات