| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 22/9/ 2009

 

اصرار بعض الشخصيات السياسية الظهور بين الناس في الموسم المزدحم

كريم السلامي
Alsalaami4@gmail.com

كثيرة هي الطقوس والمواسم العبادية عند البشر , وعند الشيعة في العراق مواسم مهمة مثل محرم وبعض الزيارات الخاصة باهل البيت, مثل زيارة الاربعين والنصف من شعبان والزيارة الرجبية , والمبعث النبوي وغيرها من الشعائر , التي يؤديها الشيعة لتجديد العهد مع وصي رسول الله ( علي ابن ابي طالب ) او الامام الحسين( عليهما السلام) , وهذه لا تقتصر فقط على الشيعة لان كثير من اخواننا السنة تأتي للزيارة وتجديد العهد مع اهل بيت الرحمة , لعلمهم انهم ابواب لرحمته وعفوه وعطفه جلت قدرته وقد اوصى القرآن الكريم بهم كما خصهم النبي الاعظم بكثير من العناية , وهذه العناية ليست لقرابتهم من النبي ( صلوات ربي عليه واله ) , وانما لما يتمتع به اهل البيت من مكانة عند الله عظيمة .

وعند الموسم تجتمع اعداد كبيرة من الناس عند مراقد الائمة ( عليهم السلام ) , لتبث شكواها الى الله تعالى وتستشفع بساكني هذه المراقد , وعند هذه المواسم وحضور الناس الطوعي والعفوي , تظهر شخصيات دينية او سياسية لتعكر اجواء الزيارات الروحانية , وتملأ الدنيا صخبا وزعيقا , بكثرة السيارات المرافقة لهم واعداد الحماية الخاصة بهم , والغريب أن هذه الشخصيات ايام المعارضة كانت تشكل على صدام كثرة حمايته والاعداد المرافقة له , وتعتبر أن ذلك جبن واهدار للمال العام , وكانت صحفهم صباح مساء تنتقد مثل هذه الحالات , واذا بهم عند دخولهم العراق بعد سقوط النظام ترتدي نفس الثوب الذي يرتديه طاغية العوجه دون أن تظهر قطرت خجل على وجوههم .

وهذه الشخصيات تحضر هذه المواسم ليس للغرض نفسه الذي تحضر له البشر, وانما لالقاء خطب فارغة المحتوى جوفاء ليس فيها الا اكاذيب ووعود , بدأ الشارع يسخر منها , والادهى من ذلك تجد هذا السياسي يطالب الوزراء بتحسين الخدمات والاعتناء بعامة الشعب , وهو على راس كتلة له مثلا سبع وزارات ممثلة في الحكومة , والمفروض ان يضغط على وزرائه لتحسين ادائهم , ولا ندري ما هي العلة من شخص ممثل بالحكومة له ست او سبع وزارات وخمسين نائب ويطالب الحكومة والبرلمان بتحسين الاداء , اليس هذا ضحك على الذقون ( بل هو تنجيس للذقون ) , وبعد أن ينتهي من خطبته تكون احدى الجهات المتخمة اعدت له مأدبة فيها ما طاب ولذ من الطعام يملأ معدته منها ويركب عجلاته ويغادر , وتسمع منه على الطعام ينصح بزهد امير المؤمنين , او يقول للناس ان ما تروه من فلان من الجلوس على الكراسي الفاخرة والسكن بهذه القصور لان فلان يلتقي بشخصيات مهمة لا تقدر الوضع المتواضع اما حياته الخاصة فغير ذلك , يجلس على الارض ( شنو هاي الزحمة ) , من هي الشخصية التي تمتلك اهمية كالسيد السيستاني رجل له ثقله في العراق والعالم , وتدخل عليه اهم واكبر الشخصيات السياسية والاجتماعية , لا يسكن قصر ولا يجلس على كرسي مذهب , وله يد في صنع كثير من القرارات , لم تؤخر هذه القرارات او الوصايا لانه يسكن في بيت متواضع , بل العكس هو محط احترام كل الفئات ومختلف الطبقات .

اما هذه الطبقات التي تدّعي الزهد وهي اسرف ما يكون , وتنتسب لعلي وهم اقرب الى مروان ابن الحكم ومعاوية , في الترف والاسراف والطبقية والفوقية , لا يذكرون الناس الا في الانتخابات ولا يصلون اليهم الا عند الحاجة , ولا يظهرون الا في المواسم المزدحمة , بدأت الناس تشخصهم وتعرفهم وتنفر منهم وسوف تلفظهم في القريب العاجل , لان المعدن المغشوش يظهر سريعا صداه وقد قربت ايامهم وان طال الامد .


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات