| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 22/11/ 2010

     

لا الشراكة الحقيقية ولا المحاصصة الطائفية

كاظم العبودي

الشراكة والمحاصصة مفهومان كثر التعامل معهما في تشكيل الحكومات العراقية بعد2003ولحد هذه اللحظة و اتسعت رقعة استعمالهما لتشمل جميع المناصب والمسؤوليات والمراكز واعتقد انا شخصياً ان هذين المفهومين تم استهلاكهما من قبل الساسة و أصبحت لا تنطلي مثل هكذا مفاهيم مرة ثانية على الشعب العراقي .
ولو حاولنا تفسير المفهوم الأول وهو (الشراكة) فانه يدل على اجتماع او اتحاد أطراف مستقلة لتحقيق هدف او أهداف معينة أي هو بداية الوحدة (الاجتماع لتحقيق هدف).
بينما المحاصصة هي ناتجة عن نهاية شراكة او تقاسم غنيمة او ارث مثلا اذا قسم شخص ما شيئاً فقال حصة فلان كذا وحصة فلان كذا ويرد مفهوم الحصة على الإرث الذي يؤل إلى التركة بعد وفاة الموروث وفي تقاسم الغنائم بعد الغزو وما شابه وفي كل الأحوال فهو نهاية اجتماع او نهاية شراكة .

وهنا يرد سؤال : ان الشعب العراقي واحد والوطن هو واحد اذاً لماذا المحاصصة ! ؟ التي تدل على التفرقة والفرقة ونهاية الاجتماع والوحدة فهل هناك تقسيم او تقاسم لإرث او غنيمة ما او فك شراكة ؟
وهل هناك من يريد ان يأخذ حصته (يعزل)؟ واذا لم تكن محاصصة فكيف تكون المحاصصة يا ترى ؟ والوزير الفلاني من حصة فلان والمنصب الفلاني حصة فلان ، وهذه طامة كبرى وسياسة ظالمة لأنها لم تعطي فرصة لأصحاب الخبرة والكفاءة والقدرة على إدارة تلك المناصب واستخدامها لخدمة العراق وأبناءه  .
و التعنصر الذي توفره المحاصصة عند اشغال المناصب حيث يسخر ذلك المنصب لخدمة تلك الفئة دون غيرها وكأنه ملكها او حصتها من الإرث او الغنيمة وليس للبقية أي حق فيه.

والمحاصصة هي سبب خراب وتدمير البلدان وعدم استقرارها والتجارب تثبت ذلك (اسأل أمجرب ولا تسأل حكيم) فلا توجد دولة تعيش أجواء محاصصة طائفية او قومية واي نوع من انواع المحاصصات تمتلك أي استقرار (امني او اقتصادي او خدمي ) وبعبارة أدق واوضح لا توجد دولة تعيش أجواء محاصصة تنافس وتوازي الدولة التي لا تعيش تلك الأجواء ولا تجرؤ أصلا على التفكير بذلك، وإنما تعيش اضطرابات وانتكاسات وأزمات مستمرة على مر تأسيسها .

ولو أسلمنا جدلاً ان الحكومة القادمة هي حكومة شراكة وطنية حقيقية وليست حكومة محاصصة طائفية .
أقول : هذا ما يبتغيه و يسعى إليه أبناء الشعب العراقي في هذه المرحلة لان (العافية بالتداريج) لكنه ليس الهدف الأسمى والمنشود لهم وعليها مؤاخذات أولها هو انجراف حكومة الشراكة الوطنية الى حكومة المحاصصة الطائفية او القومية والبوادر لذلك واضحة (أوضح من عين الشمس) كتقاسم المناصب الاساسية الذي حصل على هذا الاساس من باب (الاساسه اعوج ما ينعدل بعدين ) وثانيها الحكومة السابقة التي أطلق عليها حكومة شراكة وطنية تحولت إلى حكومة محاصصة والفرق بين الاثنين هو كلمة حقيقية لم ترد في الحكومة السابقة ووردت في الحكومة الحالية والمأخذ الثالث على حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية هو مدى ديمومة هذه الشراكة لان هناك مشتركون قد لا تحلو لهم هذه الشراكة بسبب منافع شخصية او طائفية او قومية او لتنفيذ أجندات خارجية وسيحاولون إنهاء هذه الشراكة بأقرب وقت وبأي فرصة يرونها مؤاتية لان الشراكة ناتجة من اتحاد أطراف مستقلة لتحقيق هدف معين كما أسلفنا .وهو أساس خاطئ ، وهذا ما يخشاه جميع العراقيين لأنهم لمسوا تجربة الحكومات السابقة وما انتجته من الفئوية والحزبية والقومية في كافة المجالات (الإدارية والأمنية والحيوية والاقتصادية) حتى أرزاق المواطنين (التعيينات) وغيرها أصبحت في هذا الإطار.

وفي الحالتين لا حكومة شراكة حقيقية ولا حكومة محاصصة طائفية تلبي طموحات الشعب العراقي وان كانت حكومة الشراكة الحقيقية فيها شيئ من الأفضلية على المحاصصة إذا تم تطبيقها بصورة واقعية وحقيقية كما أطلق عليها . و ما يصبو إليه العراقيون هو حكومة الكفاءة والإخلاص الوطني اذ بإمكان هذه الحكومة ان تنهض بالعراق وتداوي جراحاته وتجمع شتاته, لأنها تعتمد عنصرين أساسيين أولهما الكفاءة وثانيهما الإخلاص للوطن مترابطين لا ينفكان عن بعضهما.

وتحقيق هذه الحكومة هو بيد أبناء العراقيين انفسهم لا غير لذلك يجب عليهم ان يستعدوا ويهيئوا انفسهم لاختيار مرشحيهم الأكفاء والمخلصين للوطن وتغليب المصلحة العامة على كل المصالح الفئوية والنعرات الطائفية , وليبدأوا من هذا اليوم و اللحظة يدققون ويعمقون الدراسة في الأشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط التي ذكرناها ويشجعوا من تتوفر فيه الشروط للترشيح وان اقتضت الضرورة لطرق الأبواب على هذه الشريحة وإعطائهم الثقة الشفوية قبل الثقة التحريرية لان المرحلة تقتضي أن يكون أبناء الشعب بهكذا مرحلة من الحرص على بلدهم .
 

free web counter

 

أرشيف المقالات