| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 22 / 3 / 2015 أرشيف المقالات
لقاء الكاتب يوسف أبو الفوز في هلسنكي
الارهاب لا دين له ، ما هو الا سياسة متطرفة تتلبس ثياب الدين
مراد ياسين
تصوير : جمال الخرسان
في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، استضاف مركز الثقافافات العالمي، يوم 20 اذار الكاتب والاعلامي يوسف أبو الفوز في برنامج (لقاء مع كاتب)، الذي تشارك في تنظيمه عدة منظمات ثقافية بالتنسيق مع وزارة التربية الفنلندية. وفي اللقاء الذي تميز بحضور نسبة عالية من الشباب الفنلندي ، تحدث ابو الفوز عن تجربته الادبية ، والعوامل المحيطة بتكوينه الادبي والسياسي، واول قصة كتبها في حياته، ومحطات من حياته في وطنه العراق وخارجه من محطات المنفى، وبين ان غياب الديمقراطية وتعسف النظام الديكتاتوري البعثي كانت الأسباب لاضطراره مغادرة بلاده شأن الملايين من أبناء وطنه، الذين طالهم الارهاب السياسي البعثي ونيران حروبه العبثية المجنونة، وتحدث عن بعض اعماله التي تناولت بمعالجة ادبية موضوعات ومفاهيم حوار الثقافات والاندماج والتطرف الديني والسياسي .
قامت بتقديم الكاتب ومحاورته ومشاركته القراءة باللغة الفنلندية للمقاطع من النصوص القصصية التي قرأها باللغة العربية ، الفنانة آوتي كارهونين .
وفي معرض رده على اسئلة الحاضرين ، التي تناولت موضوعات حوار الحضارات، وكيف نكتب، وغيرها ، تحدث الكاتب يوسف أبو الفوز عن اخر اصداراته عام 2011، رواية "كوابيس هلسنكي"، التي تنناول موضوعة العنف والارهاب وحياة ونشاط الجماعات التكفيرية في أوربا ومنها فنلندا، واشار الى ان الرواية اجتهدت لقراءة الوقائع، وحذرت وبشكل مبكر من تطور النشاط الارهابي لهذه الجماعات التي تلغي اي فكر اخر، وحتى قبل ان تتأسس ما عرف الان بتنظيم "الدولة الاسلامية" الارهابي . وتناول بالنقد سياسات الدول الاوربية في احتضان الشباب المهاجر، الذي يؤدي تهميشهم وعزلهم وبالتالي الى الوقوع بين ايدي الدعاة التكفيرين الذين يغسلون ادمغتهم بأسم الدين ويجندونهم ويرسلونهم للقتال في العراق وسوريا . ودعا الى سياسة اندماج حقيقية، واجراءات عميقة في المجتمع الفنلندي ليكون مجتمع متعدد الثقافات حقيقي ، وان يندمج الشباب بالمجتمع الاوربي من خلال توفير فرص العمل المتساوية والدراسة والاختلاط ومعالجة التمييز وعدم عزلهم في غيتوات سكن على غرار "الغيتو اليهودي". وأشار الكاتب يوسف أبو الفوز الى ان الارهاب لا دين له ، وما هو الا سياسة متطرفة تتلبس ثياب الدين، وبين ان من يذبح الناس في مناطق الموصل الان ويسترق العراقيات ويستعبدهن، وما زال يحظى بدعم الجماعات التكفيرية الناشطة في اوربا، هو نفسه الذي سيعود الى هذه البلاد الاوربية ويمارس ارهابه بحق المواطنين المسالمين .