| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 22/9/ 2010

 

أنتَ السبب

عواطف عبداللطيف

لقد أثبتت الشهور الست الأخيرة صعوبة تحقيق التوافق بين الكيانات الساسية لأختيار الرئاسات الثلاث على الرغم من كثرة المفاوضات التي جرت وأنواع التدخلات الخارجية والسفرات والشعارات والإجتماعات والتصريحات والإبتسامات التي تقطع قلوب من يتابعها من على شاشة التلفاز وهو يتمرمر.

الكل ينادي أنه يعمل من أجل حل المشكلة ومن أجل مشاركة كافة الأطراف في العملية السياسية
الكل يريد الوصول الى حل عقلاني توافقي
الكل منفتح على أي خيار مقبول يمكن أن يساعد في تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن.
الكل يريد أن يعمل من أجل أصلاح اقتصادي وخدمي كبير.
الكل يريد حكومة شراكة وطنية.

فمن هو الذي لا يريد؟؟؟؟
سؤال في غاية الأهميه
ليت هناك من يستطيع الإجابة عليه وكل يوم في موال جديد والأيام تمر مسرعة.
وهناك فراغ قانوني وتشريعي كبير يتمثل في عدم إقرار أي قانون أو تشريع منذ أكثر من ثمانية شهور في وقت الحاجة الملحة والضرورية من أجل إقرارها لأنها لا تحتمل التأجيل كالموازنة ومجموعة من مشاريع قوانين التي رحلت من البرلمان السابق بسلام وانتهت دورته بدون إقرارها مثل قوانين النفط والغاز والتعديلات الدستورية وقانون رواتب المتقاعدين وغيرها هذا البرلمان الذي نجح في تحديد رواتبه المليونية وإمتيازاته بكفاءة عالية وكل فخر لهم ولعوائلهم هذه الرواتب التي ستأتي بعد عدة سنوات على ميزانية الدولة بالكامل نتيجة تضاعف الأعداد .

إن تعطيل البرلمان قتل لدور مجلس النواب وتسويف لعمله وأن جعل الجلسة مفتوحة هو أنتهاك لحقوق من سار الى الصناديق ليدلي بصوته وتدمير للبلاد والمضحك المبكي في14\ ‏‏6\2010 تقتصر الجلسة على أداء عدد من النواب القسم الدستوري ثم تعليق الجلسة إلى أجل غير ‏معلوم بانتظار إتفاق الكتل الفائزة بأعلى المقاعد على توزيع المناصب السيادية فيما بينها و بهذا القسم سرت لهولاء النواب المنافع والأمتيازات الشخصية.

هنيئاً لك يا عراقي بمن أنتخبت!!!!
هؤلاء العاجزين عن تحقيق جلسة برلمان فكيف سيحققون ما وعدوك به والكل يتراكض خلف مكاسبه ويقدم التنازلات الى الكتل الأخرى مكان الشروط التي يفرضها وأنواع الإغراءات بمناصب وامتيازات كبيرة في حال الموافقة أما اللوائح الأنتخابية التي سال لها لعابك فعليك أن ترميها في سلال المهملات وتبقى تعاني من إنقطاع الكهرباء والخدمات وتدهور الأمني وتبقى تستمع الى إتهامات بين الساسة أنفسهم بتغليب المصلحة الشخصية الفئوية والحزبية على المصلحة العامة للبلاد.
فكيف يستحقون الرواتب وهم لا يستطيعون تحقيق إجتماع من أجلك أنت وليس لهم القدرة على إنهاء الأزمة فالجلسات الصورية للبرلمان لا تعتبر جلسات قانونية لأنها لا تستطيع إقرار شئ ، البرلمان بحاجة الى جلسات حقيقة من أجل إتخاذ موقف .

وأنت  !!
مع وجود الرافدين ولكنك عطشان فقد فقد العراق نهريه العظيمين دجلة والفرات والكل ساكت عما تقوم به دول الجوار.
ومع وجود كل مصادر الطاقة ووزارة كهرباء وأنت محروم من الكهرباء ومبالغ العقود لا أحد يعرف أين صرفت وتصرف وماذا ينفذ.
تربة صالحة للزراعة وأرض خصبة وما تأكله مستورد 100% ووزارة زراعة بلا زراعة بعد أن كنا نصدر وحقول الدواجن كانت تغرق الأسواق بالمنتوجات.
مصانع كبيرة لا نعلم أين ذهبت بمكائنها ومعداتها وأراضيها وليس هناك سوى المستورد الذي يدخل بطرق قانونية أو غير قانونية ، الردئ وغير المطابق للمواصفات ، والرقابة شبه معدومة ، ولم يتبقى لك سوى أن يستوردوا لك الهواء لتتنفس الأرواح فقد يأتي من يسرقه منك في وضح النهار.
بلد العقول والكفاءات والخبرات بلا كفاءات (الهجرة والتهجير والأرهاب والقتل) كانت وراء ذلك ليصبح بلد الجاهل وغير المتعلم .
وزارة نفط في بلد يطفو على أبار النفط والنفط والغاز يستورد من دول الجوار والحمد لله وأموال تهربيه تدخل جيوب مافيات النفط بيسر طيلة السنين العجاف.
وهكذا بقية الوزارات والقطاعات بالعراق الجديد عقود وهمية ومبالغ تهرب وأخرى يتم تبييضها وطوابق تحرق بوثائقها ومستنداتها لتموت الحقيقة.
فضائح وسرقات فاحت رائحتها العفنة لطبقة اللصوص الذين يتشبثون بالذرائع المختلفة ليسرقوا ما قدروا عليه من ثروات الوطن ضاربين بعرض الحائط كل فكرة لبنائه ونهضته وعمرانه وإعادة ما سرق من خيراته وآثاره.
وجهلة أحتلوا مناصب ومواقع مهمة ودرجات وظيفية عالية لأنهم من الحزب الفلاني أو من الطائفة الفلانية أو من الأهل والأقارب ، والشباب المتعلم يتسكع على أرصفة الشوارع أو يستجدي في دول الجوار أو ليصبح هدفاً للأرهاب أو المخدرات.

سؤال موجهه الى من يبتسم وهو يصرح ممن أنتخبهم الشعب

هل حرام أن يعيش العراقي بأمان؟
وأن يسير المواطن العراقي في شوارع نظيفة بلا سواتر ومفارز وسيطرات وميليشات وقتلة.
وأن يعامل كأنسان بغض النظر عن دينه وقوميته وطائفته ، له حقوق وعليه واجبات رافعاً رأسه وهو يسير.
أن تفتح له دول العالم حدودها ولا تخاف منه ومن جوازه ومن أسمه ليتم ترحيله من المطارات كما يرحل المجرم .
أن يحترمه الجيران قبل بقية الدول.
أن ينام بأمان مع عائلته ويحلم.
أن تعيش الطفولة فيه بسلام بعيداً عن لغة المدفع والبندقية.
أن يعيش العراقي كما يعيش مواطني الدول التي لا تمتلك جزء يسير مما يمتلكه العراق من خيرات.
العراق يقف اليوم على مفترق طرق والأستياء يكبر والدمامل تكبر.
والتاريخ يسجل ولن يرحم أحد
متناسين إنها لن تدوم لأحد

ولكن هل تعلم من هو السبب في كل هذا

المذنب الرئيسي هو أنت
نعم أنت لا أحد غيرك

والسبب لأنك أنت من أخترت

وأنت من أدخل الورقة الى صندوق الإقتراع

ولأنك أنت من صدقت بهم وبوعودهم وكنت تتأمل أن تسطع الشمس لتنير دروب العتمة ولكن العتمة فرضت عليك منهم قبل غيرهم.
ولأنك توهمت بأنك في بلد ديمقراطي لا بلد المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية التي زرعها المحتل ليفتت ابناء البلد الواحد وتسهل سيطرته عليه ويحقق ما يريد.

هنيئاً لك وقوافل الشهداء تزداد يوماً بعد اليوم
والسجون تغص بالمعتقلين
والجوع ينخر الأضلاع
وركب الأرامل يزداد
والفساد أرضة أتت على كل شئ
والأنفجارات تحصد أرواح الأبرياء
ودموع من هٌجِرَ من الوطن تنهمر يوميا حزنا على فراقه
وشركات أمنية تستلم ملايين الدولارات والأمن مفقود والأختراقات تحدث في كل يوم ولا أحد يعرف كيف.

والعدل أصبح حلم
وبلد كان محط أنظار الجميع ، خيراته لا تعد ولا تحصى يتمزق والكل يتفرج

لأنك لم تعرف من تختار



21\9\2010

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات