| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 21 / 6 / 2015 أرشيف المقالات
هل كان تسليم الموصل وغيرها مؤامرة على العراق الموحد وجيشه ؟
عمانوئيل موسى شكوانا
بعد مرور اكثر من سنة على سقوط الموصل ومعظم محافظتي نينوى وصلاح الدين و مؤخرا الرمادي تبرز معطيات كثيرة تثير تساؤلا كبيرا، لماذا وكيف حدث هذا؟ ومن هذه المعطيات :
1. تسليم (4) فرق عسكرية مع الشرطة الاتحادية في نينوى اضافة الى فرقة عسكرية اخرى في صلاح الدين اسلحتها لداعش وانسحابها وبالاحرى هروبها امام عصابات تعد بالمئات.
2. لم تتم احالة اي فائد عسكري من قادة هذه التشيكلات او من اعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة بما فيهم القائد العام السابق الى القضاء العسكري، انما انيط الامر لجهة سياسية تخضع لاجندات وتاثيرات سايسية مختلفة، فالهدف واضح وهو تمييع القضية ودفنها في غياهب النسيان بالتقادم.
3. ابراز قوى مناطقية وقومية وطائفية وعشائرية وكأنها وحدها القادرة على هزيمة داعش وهذه القوى تتمثل :
أ. مليشيات شيعية تحت اسم (الحشد الشعبي) التي رفعت شعار (لبيك ياحسين) لم يستبدل ب( لبيك ياعراق) الا قبل فترة وجيزة، بعد ان ادى الشعار الاول هدفه في تأجيج الطائفية وزكمت رائحته الطائفية الانوف.
ب. البيشمركة الكردية التي تعمل تحت قيادة مستقلة لاعلاقة لها بالقيادة العامة للقوات المسلحة.
ت. قوى عشائرية خاصة في مناطق الانبار وصلاح الدين والسعي الى تشكيل (الحرس الوطني).
4. رغم مرور اكثر من عشر سنوات على الاحتلال الامريكي ضمنها ثمان سنوات حكمها نوري المالكي وكان ماسكا بيده كل مايتعلق بالجيش والامن الداخلي، وبالرغم من الميزانية الهائلة للدولة، لم يتم تسليح الجيش العراقي تسليما يليق بهذا الجيش كما اهمل تدريبه اضافة الى الفساد المالي والاداري الكبير لذا لم يهيأ هذا الجيش لخوض اي نوع من المعارك.
واذا كانت الحجة ان امريكا اخلفت وعودها ولم ترسل الاسلحة اللازمة فان هذه الحجة نكتة سخيفة فكلنا نتذكر ثورة 14 تموز وكيف تمكنت قيادتها الوطنية المخلصة والنزيهة من تغيير تسليح الجيش العراقي من بريطاني الى سوفياتي خلال اشهر معدودات.
ث. نستذكر ايضا اثناء نشاط القاعدة سنتي 2006 و2007، ابراز دور العشائر وما اصطلح عليه حينها بال(الصحوات) في القضاء على القاعدة وتتويج ذلك بزيارة الرئيس الامريكي بوش الى الانبار لتحية شيوخ عشائريين.
مما سبق يمكن ان نستنتج بسهولة ان الهدف هو الايحاء ان الجيش العراقي لافائدة منه في الدفاع عن العراق، لذا الافضل استبداله بقوى مناطقية.
ومن الواضح ايضا انه لايمكن لبلد ان يبقى موحدا دون جيش موحد.