| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 21/11/ 2009



من الذي فاز في انتخابات البلديات؟!

سامي الهلالي *

كان يوم الثلاثاء الماضي الامتحان النهائي لعملية التغييرالكبير في تركيب البلديات التي اجريت قبل حوالي سنتين والتي فيها تقلصت عدد البلديات من 275 بلدية الى 99 بلدية ، لهذا كان الحماس كبير والتوقعات اكبر لنتائج انتخابات البلديات التي اجريت يوم الثلاثاء 17 نوفمبر الحالي . وقد نقلت عملية احتساب النتيجة مباشرة في كل من قناة الدنماركية الاولى دي ار1 وتي في 2 وقد كانت فعلا انتخابات مشوقة وليت الانتخابات العراقية تكون في نفس المستوى الديمقراطي.

نتيجة التركيب الجديد للبلديات في الدنمارك ، تباينت التكهنات والاستفتائات حول من سيفوز بالاغلبية وتعتبر الانتخابات البلديات ايضا مؤشر قوي حول تراجع وتقدم الكتلتان الاساسيتان في عالم السياسة في الدنمارك وهي الكتلة الاشتراكية بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتشمل الاحزاب اليسارية وبعض الاحزاب الوسطية وتمثل دائما باللون الاحمر ، والكتلة الليبرالية بقيادة الحزب الحاكم حزب الفنسترا ومعه حزب المحافظين ويأتلف معهم الحزب الشعبي الدنماركي وهو الحزب المتطرف اليميني والذي بسببه تتم التشديدات الكثيرة في القوانين المختلفة التي تشمل الاجانب .

لقد انتهت الانتخابات بفوز كتلة اليساريين اي كتلة لون الاحمر وتغلبه على احزاب الحكومة الحالية، وجدير بالذكر هنا ، ان هذا الفوز لم يأتي من نتيجة تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وانما الى تقدم الحزب الاشتراكي الشعبي الاس اف .

الحزب الاشتراكي الشعبي (الاس اف) يحرز نصرا كبيرا
لا زالت مدينة اولبورج شمال الدنمارك مدينة يغطيها اللون الاحمر. رغم حصول الحزب الاشتراكي الديمقراكي على صفعة كبيرة ، حيث فقد ثلاثة مقاعد . لكن تقدم حزب الاس اف الكبير أنقذ الموقف، وذلك بفوزه بثلاثة مقاعد.
بهذا يستطيع رئيس البلدية هننج ج. ينسن مواصلة وظيفته التي زاولها منذ عام 1998 ، وذلك بأغلبية 18 مقعد من ضمنها مقعد الراديكال فنسترا.
هناك تقدما في جناح الليبراليين لكل من حزب الفنسترا وحزب الشعبي الدنماركي بمقعد واحد، بينما فقد حزب المحافطيين مقعدا واحدا.
الجدير بالذكر أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي حكم مدينة أولبورج ـ التي تعتبر رابع أكبر مدينة في الدنمرك ـ لمدة 84 عاما.

منصب رئيس مجلس بلدية كوبنهاكن
انتخابات بلدية مدينة كوبنهاكن تختلف كثيرا عن بقية بلديات الدنمارك ، حيث كوبنهاكن اكبر مدن الدنمارك وهي عاصمة البلد ويعيش فيها نصف مليون نسمة ونيف ، حيث يتم التنافس على منصب الرئيس الاعلى للبلدية Overborgermester وتعطى طبعا الى الحزب الفائز بأكثر الاصوات وتتم بعدها تقسيم بقية مناصب رؤساء البلدية المختلفة حسب عدد المقاعد الذي فاز بها كل حزب .

لقد حصلت الكتلة الحمراء ممثلة بكل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، الحزب الاشتراكي الشعبي الاس اف ، حزب اللائحة الموحدة وحزب الراديكال فنسترا على خمسة من أصل سبعة من مناصب رؤساء بلدية كوبنهاكن.
أهم ما في الأمر أن منصب رئيس مجلس البلدية سيكون من نصيب فرانك ينسن من حزب الاشتراكي الديمقراطي ، حيث حصل على 35864 صوتا ، والسؤال هنا من سيحصل على مناصب رؤساء بلدية كوبنهاكن الاخرى.

حيث فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بـ 17 مقعد ـ اربعة اقل من الانتخابات الاخيرة ـ ومع هذا اصبح أكبر حزب في مجلس المدينة ولهذا سيكون أول من يختار ،عند البدء بتوزيع المناصب، ومنصب رئيس مجلس البلدية هو بالطبع ما سيحوز على الاهتمام.
يأتي بعد ذلك دور الحزب الااشتراكي الشعبي الاس اف كثاني أكبر حزب بحيازته على 13 مقعدا ـ بزيادة 6 مقاعد عن الانتخابات الأخيرة ـ في أن يختار، وهنا يأتي الدور على المناصب المرغوب فيها مثل منصب رئيس البلدية الخاص بالشؤون التقنية والبيئة.
بعد أن ينتهي حزب الاس اف من اختيار المنصب الذي يرغب فيه ،سيأتي دور الكتلة الزرقاء في الاختيار .بالرغم من أن حزب الفنسترا فقد مقعدين ـ وانتهى بحصوله على سته مقاعد بدلا عن الثمانيةـ الاَّ أن الحزب لا يزال اكبر حزب ليبرالي و بهذا ستحصل بيه الرسليو على فرصة الاختيار الثالثة.
من المقاعد الأربعة المتبقية ، سيأخذ الجناح اليساري ثلاثة ، بينما سيحصل الليبراليين على منصب واحد.

حزب الراديكال فنسترا يغدر بنفسه
يعتبر الحزب الراديكال فنسترا من الاحزاب الليبرالية الوسطية والذي استطاع ان يحصل على الكثير من التأثير في مختلف الحكومات لكونه حزب وسطي ليبرالي ومدافع لحقوق الانسان والاقليات العرقية وهو ما يجعل هذا الحزب يفوز بكثير من اصوات الاقليات العرقية وخاصة من الذين يؤمنون بالليبرالية ويريدون أيضا ضمان حقوق الاقليات العرقية، ولدي كثير من الخبرة في التعاون معهم في المؤتمرات المختلفة للاندماج ونستعين بهم في الدفاع عن حقوقنا في البرلمان الدنماركي . بعد هذه النبذة الصغيرة سأحاول شرح مشكلة الحزب في هذه الانتخابات في بلدية كوبنهاكن .
صبحت هذا اليوم على خبر محير في الصحافة عن الحزب الراديكال الذي غدر بالذين انتخبوه وعمل أتلاف مع حزب اليميني المتطرف الحزب الشعبي الدنماركي ، وقد كانت بمثابة الصدمة بالنسبة لي والى الكثير من أمثالي ، فالمعروف ان هذا الحزب هو من الاحزاب الرئيسية الذي يدافع دائما عن الاقليات العرقية وعن الاجانب وتراهم دائما في المقدمة في المظاهرات التي خرجت هذا الصيف في مساندة اللاجئيين العراقيين في معسكر الساندهولم ويقفون في المقدمة دفاعا عن قانون الحجاب في السنة الماضية وغيرها من اعمالهم الكثيرة في هذا الصدد. لهذا كانت الصدمة قوية وخاصة بالمرشح مانو سرين في كوبنهاكن والذي احرز على حوالي 8000 صوت شخصي وصار الاول في حزبه لهذه الانتخابات بعد ان كان الرابع قبل 4 سنوات في الانتخابات الاخيرة، حيث اخبرني بان الحدث والصدمة قوية وانه طلب من رؤساء حزبه التدخل السريع ولكن قد فات الاوان ، حيث افهمني بان المشكلة في المرشح الاول الذي كان رئيس البلدية في شؤون التقنية والبيئة (الرجل الثاني في البلدية بعد رئيس البلدية) حيث قام في مساء الاربعاء بعمل صفقته السياسية مع كتلة الليبراليين من حزب المحافظيين وحزب الفنسترا وحزب الشعبي الدنماركي واعطى ولاء الحزب اليهم مقابل احتفاظ الحزب باحدي المناصب السبعة. ولكن هذا الصفقه لم يتفق عليها حزب المحافظيين الشعبي وبهذا لن يحصلوا على عدد المقاعد اللازمة للحصول على احد المناصب السبعة.
أعتقد باننا نستطيع اطلاق كلمة ‘‘ كارثة‘‘ على مجريات احتلال المناصب لبلدية كوبنهاكن والمشكلة ما زالت قائمة

نصر أكيد لرئيس بلدية اورهوس
لقد فاز رئيس بلدية اورهوس ،المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ،نيكولاي فامن، من جديد في انتخابات البلدية ،وبالتالي سيحافظ على منصبة كرئيس للبلدية للفترة القادمة.
فبعد القيام بإحصاء ثلث الأصوات بدأ واضحا ،أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يتقدم بعضو واحد وحصل على 14 مقعدا من أصل 31 مقعد.
بالإضافة إلى ذلك تقدم حزب الاشتراكي الشعبي الاس اف ،حيث حصل على ثلاثة مقاعد إضافية بحيث وصل عدد مقاعده إلى خمسة ، بهذا حصل الحزبين معا على 19 مقعدا.هذا الأمر ضمن ،لنيكولاي فامن، أربع سنوات إضافية في منصب رئيس بلدية أورهوس .
من الناحية الأخرى فقد تلقى حزب الفنسترا صفعة قاسية ،حيث فقد ستة مقاعد وانتهى به الأمر بالحصول على خمسة مقاعد فقط.


* محلل سياسي في الشؤون الدنماركية

 

free web counter

 

أرشيف المقالات